لبنان: ضغوط خارجية وداخلية تستعجل «الرئيس»
تشهد الساحة اللبنانية حركة سياسية ودبلوماسية متسارعة عنوانها أن اللبنانيين أصبحوا أمام مهلة واضحة أقصاها يونيو المقبل لانتخاب رئيس متوافق عليه. حيث لا يمكن أن ينفصل لبنان عن مسار التسويات التي تشهدها المنطقة حالياً، خصوصاً في ظل حصول المزيد من التقدم على خط العلاقات العربية - السورية، التي وضع اجتماع عمّان أساساً واضحاً لمسار التفاوض مع دمشق على قاعدة خطوة مقابل خطوة، فيما الاختبار الأساسي سيكون مرتبطاً بملف اللاجئين وتوفير عودتهم وضمان أمنهم وبعدها يتم تقديم مساعدات إعمار مناطقهم.
كان لبنان غائباً عن اجتماع عمّان بسبب الخلافات السياسية، والشغور الرئاسي، وعدم تحسين العلاقات العربية حتى الآن، علماً بأنه أكثر الدول المعنية بملف إعادة اللاجئين السوريين، لذلك لا بد من إعادة تكوين السلطة فيه لأجل مواكبة التقارب مع دمشق وتنظيم إعادة اللاجئين منه. ويشكل هذا الملف دافعاً أساسياً لتحرك السياسي الساحة اللبنانية. فالسفيرة الفرنسية آن غريو لم تهدأ، فيما برز تحرك جديد للسفيرة الأميركية دوروثي شيا ولقاؤها رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبه إلياس بو صعب والبطريرك بشارة الراعي، على أن تستكمل جولتها على مختلف القيادات.
وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن وفداً قطرياً موجود في بيروت ويتابع لقاءاته مع القوى السياسية كاستكمال للجولة التي أجراها وزير الدولة القطري محمد الخليفي في إطار إعداد مبادرة يمكنها أن تنتج حلاً، خصوصاً أن كل الجهات الدولية والعربية تصرّ على ضرورة اتفاق اللبنانيين على رئيس ورئيس للحكومة يكونان قادرين على مواكبة المرحلة المقبلة وتحدياتها ويحظيان بثقة المجتمع الدولي.
وبرز موقف أميركي يحمل الكثير من الإشارات، تمثل بدعوة المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر «قيادات لبنان للتحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس وإقرار إصلاحات سريعة لإنقاذ الاقتصاد، وعدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم».
وأوضح ميلر أن «لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيده، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد».
هذا الكلام الأميركي، يفسره اللبنانيون بأنه لا ينطبق على سليمان فرنجية، بل يحفز القوى اللبنانية على الاتفاق على مرشح جديد. وسط معلومات تفيد بأن القوى الخارجية تحض على ضرورة الاتفاق على مرشح في أقرب وقت.
في موازاة ذلك، برزت محاولة بو صعب للوصول إلى قواسم مشتركة مع القيادات السياسية، فيما عمل نواب مستقلون بينهم غسان السكاف، وميشال ضاهر، على التواصل مع كتل نيابية للاتفاق على مرشح للمعارضة خلال أسبوعين، يكون مقبولاً من جهات متعددة وقادراً على تحصيل الأصوات اللازمة للفوز.