حرية الصحافة ضرورية لسلامة النظام الديموقراطي

نشر في 03-05-2023
آخر تحديث 03-05-2023 | 12:28
غيديمناس فرانافيتشس
غيديمناس فرانافيتشس

لقد شاهدت بنفسي الآثار الخطيرة لسيطرة الدولة على الصحافة، بما في ذلك الرقابة والمعلومات المضللة، عندما عشت في ظل الشيوعية السوفياتية في بلادي ليتوانيا خلال ثمانينيات القرن الماضي.

لقد عززت تلك التجربة التزامي اليوم، بصفتي دبلوماسياً في الاتحاد الأوروبي في القرن الحادي والعشرين، بالدفاع عن حرية الصحافة وحرية التعبير وحقوق الإنسان كقيم تأسس بموجبها الاتحاد الأوروبي. إن هذه القيم تتمتع بالحماية كذلك بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ودستور الكويت.

لقد أتيت إلى الكويت عام 2020، في وقت كان العالم لا يزال يتعامل مع تداعيات جائحة كورونا وانتشار المعلومات المضللة المرتبطة بتلك الجائحة. ومع ذلك، فقد تمكّن الصحافيون في الكويت من تزويدنا بمعلومات موثوقة حول الفيروس، مما ساعدنا في مواجهة انتشار المعلومات المضللة، وخاصة في الأيام الأولى من تلك الجائحة.

إن حرية الصحافة ضرورية لسلامة النظام الديموقراطي بشكل عام، حيث يجب أن يتمكن الصحافيون في كل مكان من قول الحقيقة للسلطات من دون الخوف من عواقب ذلك. كما تعد حرية الصحافة أمراً ضرورياً للنهوض بحقوق الإنسان، ولهذا السبب ننضم إلى «يونسكو» اليوم، في الذكرى الـ 30 لليوم العالمي لحرية الصحافة، من أجل تسليط الضوء على حرية التعبير كمحرك رئيسي لتعزيز جميع حقوق الإنسان الأخرى.

لا يزال الاتحاد الأوروبي ملتزماً بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وتعزيزها، وهي أحد المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان المنصوص عليها في «شراكتنا الاستراتيجية مع الخليج»، والتي تعتبر خريطة طريق مهمة لتعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون، بما في ذلك الكويت.

ويعتبر تواصلنا المستمر مع الإعلاميين في الكويت مثالاً حياً على هذا التعاون المهم، حيث عقد الاتحاد الأوروبي، في الآونة الأخيرة، كجزء من شراكتنا الاستراتيجية مع الكويت، ورشة عمل مع وزارة الإعلام الكويتية لمدة 3 أيام حول الاتصالات الاستراتيجية، حيث شارك خبراء أوروبيون في ورشة العمل تلك، وتبادلوا الخبرات في هذا الخصوص مع نظرائهم في الحكومة الكويتية. كما أن هناك فرصاً كثيرة لتعزيز مثل هذا التعاون ونقل الخبرات الأوروبية مع شركائنا في الحكومة والمجتمع المدني.

أما اليوم، فتعتبر حماية حرية الصحافة موضع اهتمام الجميع، علماً بأن الاحتفاء بالذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في وقت لاحق من هذا العام سيعطي زخماً جديداً للمجتمع الدولي من أجل تعزيز التعددية، وضمان حرية التعبير كجزء من التزامنا المشترك للنهوض بحقوق الإنسان.

* غيديمناس فرانافيتشس

* القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت

back to top