في أول هجوم على العاصمة الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، أعلنت روسيا، اليوم ، أنها أسقطت طائرتين مسيَّرتين استهدفتا الكرملين فيما وصفته بمحاولة «إرهابية» لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد على الهجوم بالمكان والزمان المناسبين، في وقت نفت أوكرانيا علاقتها بالهجوم، وشككت واشنطن في الرواية الروسية.
وأوضحت الرئاسة الروسية، في بيان، أن «مسيرتين استهدفتا الكرملين... وتم تعطيل الجهازين»، واصفة العملية بأنها «عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية». وأضافت أن الهجوم جرى ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، مؤكدة أن حُطام المسيّرتين سقط داخل الكرملين لكن لم يصب أحد.
وأُعلن عن ضبط مسيرة ثالثة لم تنطلق في ضواحي موسكو، مما يعني أن الهجوم نفذ من داخل روسيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بوتين كان يعمل في مقر إقامته قرب موسكو، مؤكداً أنه سيشارك في استعراض يوم النصر في الحرب العالمية الثانية بالساحة الحمراء الأسبوع المقبل كما هو مقرر.
يأتي ذلك في وقت أعلنت أوكرانيا أنّ استعداداتها لشنّ هجوم واسع النطاق لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق البلاد وجنوبها «تقترب من نهايتها». لكن الرئاسة الأوكرانية نفت أي علاقة لكييف بالهجوم على الكرملين.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن اتهامات موسكو قد تكون مجرد ذريعة في حين ألمح مسؤولون آخرون إلى إمكانية قيام معارضين روس بالهجوم.
وأجرى زيلينسكي، اليوم ، زيارة مفاجئة إلى فنلندا اعتبر خلالها أن هذه السنة ستكون «حاسمة للنصر».
في المقابل، قال مجلس الدوما الروسي إنه «حان الوقت لإطلاق هجوم صاروخي على مقر زيلينسكي»، في حين دعا رئيس المجلس إلى القضاء على «النظام الأوكراني» بعد الهجوم على الكرملين، مؤكداً أنه لا تفاوض مع زيلينسكي بعد اليوم.
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأن أوكرانيا حاولت اغتيال بوتين، لكنه قال إنه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قررت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إن هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.