خاص

الأمين العام لـ «اتحاد الصليب والهلال الأحمر» لـ «الجريدة•»: شراكتنا مع الكويت تقاس بقيمتها الإنسانية لا بالأرقام

• تشاباغين: موقع الكويت الجيو ـ سياسي يلعب دوراً مهماً في العالم

نشر في 04-05-2023
آخر تحديث 03-05-2023 | 18:03
تشاباغين خلال حديثه إلى الزميل ربيع كلاس
تشاباغين خلال حديثه إلى الزميل ربيع كلاس

أكد الأمين العام الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر IFSC جافان تشاباغين أن الهدف وراء زيارته للكويت هو لقاء المسؤولين في جمعية الهلال الاحمر الكويتي والحكومة الكويتية، إضافة إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، مضيفا أن «الفكرة الكاملة وراء الزيارة هي في المقام الأول إلى أي مدى يمكننا الوصول بشراكاتنا الاستراتيجية مع الكويت في المجالات الإنسانية، والارتقاء بها إلى مستوى أعلى للتركيز على الأزمات والكوارث المتسارعة في العالم، وخصوصا أننا نتعاون مع الكويت منذ زمن، فضلا عن زيادة مساهمتها لنا».

وفي حديث خص به صحيفتي «الجريدة» و«القبس»، قال تشاباغين إنه التقى العديد من المسؤولين الكويتيين، وتم بحث العديد من القضايا العالمية والأزمات الإنسانية حول العالم، بدءا من أفغانستان إلى الأزمات المتعددة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مرورا بالأزمة الغذائية في إفريقيا، إضافة إلى الحرب الأوكرانية وما ينتج عنها من عمليات نزوح كبيرة، وصولا إلى الحرب الدائرة في السودان، واصفا المباحثات واللقاءات مع الجانب الكويتي بالايجابية والمثمرة.

نعمل بجهد وشفافية لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين من الأزمات والكوارث

تلبية الاحتياجات الإنسانية

وأضاف تشاباغين: «ما ركزنا عليه أيضا هو كيف يمكننا أن نتحد معا بالفعل، ونوحد قوانا لتلبية الاحتياجات الإنسانية التي تنمو على نحو سريع وبشكل كبير، خصوصا أن الزيادة الحادة في معدل ووتيرة الكوارث الإنسانية حول العالم تفوق الموارد المتوفرة، وهذا يجعل التأثير على السكان أسوأ بكثير»، متابعا: «كما أجرينا مناقشة مفتوحة وشفافة، وكان هناك تقدير كبير للعمل الذي قام به IFSC ولأعضائنا حول العالم الموجودين في 192 دولة، والذين يتم دعمهم من قبل 17 مليون متطوع تقريبا».

وشدد على ضرورة تضافر الجهود العالمية وتوحيد القوى لمواجهة التحديات وتداعيات الأزمات العالمية المتعددة والكثيرة، معتبرا أن مساهمات الكويت مهمة جدا، حيث لا يمكن لمؤسسة أو لحكومة ما أن تستجيب لمثل هذه الأزمات بمفردها، «لذا فإن شراكتنا مع الكويت أمر مهم، وهي تلعب هذا الدور بشكل متزايد كل عام ونحن نقدر موقفها الإنساني».

وعن الوضع في السودان، أكد أن «الكويت ممثلة بحكوماتها ومؤسساتها الإنسانية، وخصوصا جمعية الهلال الأحمر، لا تألو جهدا في تقديم المساعدات، حيث قامت بالفعل أخيرا بإرسال طائرات محملة بالمساعدات الطبية والإنسانية للشعب السوداني»، لافتا إلى أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي أعلنت أمس الأول تنظيمها حملة تبرعات (أغيثوا السودان) لإغاثة الشعب السوداني، الذي يعاني ظروفا إنسانية صعبة نتيجة الأوضاع التي يمرون بها.

تنسيق مستمر

وأشار تشاباغين إلى «التنسيق المستمر مع الكويت عبر شريكنا الرئيسي المتمثل في جمعية الهلال الأحمر الكويتي لتيسير وصول المساعدات الى السودان، حيث نعمل ونتعاون مع الهلال الأحمر السوداني»، مضيفا أنه «رغم الإعلان عن مبادرات عدة لوقف النار فإن المعارك لا تزال مستمرة في أجزاء عدة من الخرطوم ما يعوق وصول المساعدات والامدادات إلى المحتاجين».

وردا على سؤال حول قيمة المساعدات المادية المقدمة من الكويت للاتحاد، أجاب: «هذه الشراكة المتميزة بيننا لا يمكنها أن تقاس بأرقام وبقيمتها المادية وإنما بقيمتها الإنسانية، فموقع الكويت الجيوسياسي يلعب دورا مهما في العالم، لذلك فإن شراكتنا أبعد من أن تكون قائمة على القيمة المادية وإنما على علاقاتنا المتميزة».

وبشأن خططهم لمواجهة تداعيات الأزمة في السودان، التي تضاعف جهود المنظمات الدولية الإنسانية، قال: «لدينا نوعان من الإجراءات، الأول هو محاولة تنظيم صفوفنا لتسهيل مهمتنا، خصوصا في ظل استمرار الصراع بالخرطوم والذي يعوق عملنا بشكل طبيعي، أما الإجراء الثاني فهو المساعدة في عمليات نزوح السودانيين عبر الحدود إلى مصر وتشاد وإثيوبيا، حيث أطلقنا نداءات للطوارئ لجمع الأموال لمواجهة هذا النزوح الكبير ومساعدة هذه الدول على استقبالهم وإيوائهم».

ننسق مع الكويت عبر شريكنا الرئيسي المتمثل في جمعية الهلال الأحمر

تحديات الاتحاد

وحول التحديات التي تواجه الاتحاد، أوضح تشاباغين أن «التحدي الحقيقي هو تعدد الأزمات التي تحدث في العالم، حيث نشهد ولادة أزمات جديدة بشكل متسارع، ما يجعل النظام السياسي في العالم يواجه صعوبة في معالجتها بشكل سريع، كما أن الموارد المادية قليلة مقارنة بالازمات المتنامية»، مشيرا إلى «التحديات التي يواجهها العالم نتيجة التغير المناخي الذي يؤثر سلبا على الأشخاص والحيوانات والإنتاج الغذائي خصوصا في إفريقيا التي تعاني من الجفاف، لذلك ندعو الشركاء إلى الاستجابة لمواجهة الأزمات والاستثمار في التنمية».

وعن قيمة المساعدات التي تم تقديمها لضحايا الزلازل في سورية وتركيا، أفاد بأن «المبلغ الذي تم جمعه هو 650 مليون دولار لسورية وتركيا، ولا نزال في انتظار المزيد من المساعدات المالية للبلدين».

وتحدث عن مشاركة الاتحاد في قمة المناخ cop28 المقبلة، المقرر انعقادها في الامارات، مؤكدا أن «أزمة المناخ تعد أولوية بالنسبة لنا، وكانت لنا مشاركة ايجابية في القمة الماضية التي عقدت في شرم الشيخ، حيث أطلقنا منصة عالمية لمواجهة تغير المناخ، والتي تهدف إلى جمع مليار دولار لدعم المجتمعات الأكثر عرضة للتغير المناخي»، مشيرا إلى أن «عدد المستفيدين من المنصة العالمية للتغير المناخي كبير، حيث بلغ عددهم نحو 250 مليونا سنويا، كما ساعدنا 82 دولة العام الماضي في مواجهة كوارث متوسطة وصغيرة».

وحول آلية وصول المساعدات المادية إلى المستفيدين في الدول المنكوبة، أكد أن «الاتحاد يعمل جاهدا وبكل شفافية لضمان وصول المساعدات إلى المتضررين من الأزمات والكوارث العالمية، خصوصا بعد اكتشاف أن عددا من الحالات لا تصل إليها مساعداتنا»، مبينا أن «الاتحاد يتبع في معظم الأزمات نظاما معينا، بدءا من الاستماع من الأشخاص المتضررين بطريقة منهجية ومباشرة للتأكد من وصول المساعدات لهم من عدمها، الأمر الذي يوفر لنا معلومات وقاعدة بيانات حول ما إذا كانت هذه الجمعيات المعنية بالمساعدات الإنسانية تقوم بدورها أم لا، كما نقوم بمراقبة أداء الجمعيات، وفي حال اكتشافنا أي مخالفة من قبلها، فإننا نتخذ إجراءات وعقوبات صارمة لمحاسبتها، قد تصل احيانا الى السجن، وهذا ما حدث معنا في إحدى الدول الافريقية خلال جائحة إيبولا وتم اعلانها للعلن»، مؤكدا «عدم التساهل في قضايا الفساد والتحرش الجنسي والتمييز العنصري».

بحثت في الكويت كيفية توحيد قوانا لتلبية الاحتياجات الإنسانية حول العالم

زيادة معدل الكوارث تفوق الموارد المتوافرة عالمياً

أكد تشاباغين أن الزيادة الحادة في معدل ووتيرة الكوارث الإنسانية حول العالم تفوق الموارد المتوفرة، مضيفا أن العديد من المعطيات أدت الى تفاقم الكوارث الإنسانية، ومنها زيادة الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية التي أصبحت أشد عنفا بسبب التغير المناخي والكوارث الصحية مثل انتشار «كوفيد 19»، علاوة على شح مصادر المياه الصالحة للشرب في العديد من البلدان.

وبين تشاباغين، في لقاء مع «كونا»، أن «أكبر عقبة نواجهها كمنظمة إنسانية هي تزايد الاتكال على المنظمات والمساعدات الإنسانية»، مشيرا إلى «أن الموارد باتت لا تكفي، فيما يكمن حل معظم الأزمات والكوارث في الحوار والسياسية».

back to top