استنكار واسع لاقتحام الملحقية السعودية في الخرطوم
الكويت تحذر من انتهاك اتفاقية فيينا
في خضم المعارك الطاحنة بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان ونائبه زعيم قوات الدعم السريع محمد حميدتي، أقدمت مجموعة مسلحة على اقتحام الملحقية الثقافية السعودية بالخرطوم، في عملية إجرامية لاقت استنكاراً واسعاً، واعتبرتها الكويت انتهاكاً لاتفاقية فيينا.
وأكدت المملكة أمس، أن المجموعة المسلحة خرّبت أجهزة وكاميرات ملحقيتها، واستولت على ممتلكات، وعطلت أنظمة وخوادم. وأعربت عن استنكارها بأشد العبارات للعملية، داعية إلى احترام حرمة البعثات الدبلوماسية، ومعاقبة الجناة.
وجددت السعودية، التي تقود عملية إجلاء واسعة من بورتسودان إلى جدة، دعوتها إلى وقف التصعيد العسكري بين الطرفين المتنازعين، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والمقيمين والمدنيين.
من جهتها، دانت الكويت واستنكرت بشدة اقتحام الملحقية السعودية، مؤكدة تضامنها مع المملكة، وتأييدها لكل إجراءاتها للحفاظ على أمن بعثاتها الدبلوماسية.
وشددت على أن هذا العمل المجرّم دولياً انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية والقانون الدولي واتفاقية فيينا الدبلوماسية لعام 1961، التي تحرّم اقتحام مقار البعثات، وتمنح مبانيها الحماية والحصانة الكاملة.
ودعت الكويت السلطات السودانية وكل الأطراف المعنية إلى سرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية الكاملة للمقار الدبلوماسية، وضمان سلامة مبانيها وطاقمها، ومعاقبة مرتكبي هذا الاقتحام.
بدوره، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بدور السعودية الإنساني والدبلوماسي، محذراً من أن اقتحام الملحقية سيؤدي إلى تفاقم الانفلات الأمني في السودان.
وبينما دانت منظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي الاقتحام، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الموافقة على نقل سفارة بلاده من الخرطوم إلى مدينة بورتسودان، لتنضم تركيا بذلك إلى العديد من الدول التي قررت الانتقال.
وبعد اجتماعها الطارئ في أديس أبابا، طالبت الآلية الثلاثية للاتحاد الإفريقي بوقف الاقتتال بشكل فوري، مؤكدة أهمية فتح ممرات آمنة، وتقديم المساعدات الإنسانية.
وكشف مدير ديوان الاتحاد محمد لبات عن اتفاق الآلية على خطة إفريقية تتضمن 4 نقاط أساسية لحل الأزمة بين السودانيين، مشدداً على ضرورة عدم فرض الحل عليهم من جهات خارجية.
ورغم موافقتهما للمرة السابعة على وقفٍ جديدٍ لإطلاق النار مدة 7 أيام اعتباراً من اليوم، لم يُظهر البرهان وحميدتي أي مؤشر على التراجع عن مواقفهما، ولا يبدو أيضاً أن أي طرف منهما قادر على تحقيق نصر سريع.