حالة الفوضى والتجاذب وخلط الأوراق من المنقلبين والمتلاعبين بعقول الأمة وسعيهم إلى التكسب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج من الوحل بعد السقوط المدوي وكشف حقيقتهم المرة ما هي إلا لعب بالورقة الأخيرة للظهور مجدداً بدور البطولة المزيف الذي يسعون إليه مع الزمرة الفاسدة التي طالما كانت سببا رئيسا في اختلاق الأزمات بين مختلف الأطراف، وكل ذلك ليس للوصول إلى الحقيقة، كما يدّعون، إنما للسيطرة على بعض العقول البسيطة التي قد تكون خير مؤيد لهم في الانتخابات المقبلة والتي ستكون اختباراً حقيقياً لبعض المتلاعبين بسلم الإصلاح، وهي الخدعة التي عاشها العديد مع هؤلاء الذين تساقطت أقنعتهم واحدا تلو الآخر، وصاروا في حالة يرثى لها بعد أن أضيفوا إلى قائمة الإمّعات والصبيان.

المشكلة الحقيقية أن هؤلاء اعتبروا أنفسهم أنهم يفهمون في كل شيء، ويعلمون كل شيء، ويحللون ويفسّرون ويسردون القصص من مخيلتهم التي وسادتها المال الحرام وغطاؤها النصب والاحتيال وبيع الضمير بأرخص الأثمان، حتى أصبحوا يظهرون عبر نوافذ التبع المكشوفين ممن كانوا في السابق مجرد أدوات، واليوم صاروا في الفريق نفسه الذي لا يزال يسيطر عليه المتنفذ الذي استطاع أن يكرس أفعاله وأعماله غير المشروعة ويستخف بحقوق الآخرين عبر شلته التي مع الأسف طوال سنوات كانوا مجرد أكذوبة لم تتضح حقيقتها إلا مؤخراً بعد انبطاح شكّل صدمة للجميع بتبريرات ظاهرها مكشوف وباطنها معلوم.

Ad

إن الحالة العامة للوضع السياسي أصبحت تشكل شؤما مستمرا ومتلازما مع أحداث مختلفة يخرج خلالها نباح بعض المتآمرين على الأمة ممن يوجهون صكوك الاتهامات من هنا وهناك حسب أهواء معزبهم المنكسر الذي باءت جميع محاولاته بالفشل الذي أصبح يعيشه بعد أن كان يستأسد على الضعفاء من التابعين تحت مظلته المخرومة، ولكن أصبح اللعب عالمكشوف، واتضحت الصورة للجميع.

وعملية فرز الأدوات والمتلاعبين لرميهم في مكانهم الصحيح، وهو مزبلة التاريخ، أصبحت أمراً واجباً من جميع الإصلاحيين والمدافعين عن الأمة، بعيداً عن مساعي هؤلاء المتلاعبين لتضليل المشهد وتزييف الوقائع وتسريب المعلومات المغلوطة ومطالبات اللحظة الأخيرة التي يأملون أن تنقذهم من النعوش التي تنتظرهم.

آخر السطر:

مسؤولية مشاركة المواطنين في المشهد والتصدي لجميع الحملات المأجورة كبيرة.