في خطوة تظهر أن إيران صمت أذنيها عن الدعوات الدولية لوقف قمع الاحتجاجات المتواصلة منذ 7 أسابيع، رفع البرلمان الإيراني رواتب عناصر الأمن، لتحفيزها على مواجهة الاحتجاجات.

وحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إرنا»، قرر البرلمان زيادة رواتب قوات الأمن بنسبة 20%. ورغم تهديد قائد «الحرس الثوري» ودعوته المحتجين إلى عدم الخروج من منازلهم، اضطرت قوات الأمن لفرض طوق أمني حول معظم الجامعات في طهران وعدد من المدن في محاولة لإحكام السيطرة على تحركات الطلاب الذين قرروا مساء أمس الأول النزول بقوة.

وقال مصدر أمني في طهران، لـ «الجريدة»، إنه يتوقع أن يتشدد «الحرس الثوري» و«الباسيج» ضد المتظاهرين تدريجياً، لافتاً إلى سيناريو دموي لأن قائد «الحرس» لن يسمح بأن تسقط كلمته في الشارع.
Ad


وبينما انتشرت أشرطة مصورة تظهر قيام الأمن بإطلاق النار تجاه متظاهرين، أكدت مصادر أمنية أن عدد الموقوفين زاد على 15 ألفا وعدد القتلى المسجلين وصل إلى 274 شخصاً بينهم 40 دون سن الـ 18.

واعتقلت السلطات الأمنية مغني الراب توماج صالحي، بسبب نشره أغاني وتغريدات يؤيد فيها المحتجين، فيما انتقد أكثر من 300 صحافي إيراني توقيف السلطات عدداً من زملائهم على خلفية الاحتجاجات. وأشارت تقارير إلى أن «أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين».

ودعا رئيس مجلس الشورى إلى الإصلاح من الداخل، مشدداً على أن «الحركات الاجتماعية ستستطيع تغيير السياسات وإصلاح الحكم في إطار النظام السياسي للجمهورية الإسلامية»، في وقت توقع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو إمكانية تغيير النظام في إيران، مؤكداً أن بلاده لن تكون بعد الآن مكاناً آمناً لمن ينتمون إلى «النظام الفظيع».

ووجد مستشار الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي نفسه في موقف محرج عندما سئل على التلفزيون الرسمي: لماذا يستهدف المحتجون المرشد الأعلى علي خامنئي بشعاراتهم ولم يطلق أحدهم أي هتاف حتى ضد الرئيس إبراهيم رئيسي؟

وفي مقابلة له مع التلفزيون الرسمي اتهم محمد قوتشاني، وهو أحد كبار المنظرين الإصلاحيين، الأصوليين بالتواطؤ مع أعداء النظام الإسلامي لأنهم حذفوا الإصلاحيين من المعادلة فاضطر الناس إلى النزول للشارع طلباً للإصلاح.

وكانت عفت مرعشي زوجة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني بعثت برسالة إلى خامنئي طالبته فيها بأن ينسى للحظة أنه المرشد ويتصرف كشخص مقرب من عائلة رفسنجاني لمدة تزيد على 60 عاماً.

ودعت مرعشي المرشد إلى إعادة التفكير في قراراته لحفظ النظام وأعطت مثالاً بأن ابنتها فائزة معتقلة منذ نحو شهر ولا يسمح لها الاتصال بأي شخص أو تعيين حتى وكيل لها، ولا أحد يعلم أي جهة أوقفتها، والاتهامات الموجهة إليها، مضيفة:» إذا كان هذا حال ابنة صديق دربك المتوفى وله حق على رقبتك ومن مؤسسي هذا النظام فكيف الحال بالنسبة لعامة الناس؟».