فقد لبنان أمس الملحن والمطرب إيلي شويري، الذي أثرى الساحة الفنية على مدى ستة عقود بباقة من الأغاني الوطنية والأعمال المسرحية الغنائية.
ومنذ بداياته الفنية ترجم شويري عشقه لبلده بالأناشيد، التي صارت على كل لسان إبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، ومنها «بكتب اسمك يا بلادي»، التي ألَّفها ولحَّنها عام 1973، وغناها أول مرة المطرب اللبناني جوزف عازار، ومن ثم ترددت على لسان العديد من الفنانين العرب، ومنهم الممثل السوري دريد لحام.
وُلد إيلي شويري في بيروت عام 1939، وتزوج عام 1966 من عايدة أبي عاد، التي رُزق منها بثلاث بنات، هن: نيكول، وكارول، وسيلينا.
ومن أبرز أغنياته: «صف العسكر» و«يا أهل الأرض» بصوته، وأغنية «تعلا وتتعمر يا دار» التي غنتها الراحلة صباح.
شارك مع الأخوين رحباني في أكثر من 25 عملاً، حيث أسندا له دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964، وفي الفيلم السينمائي الذي أخرجه يوسف شاهين بالعام التالي.
وشارك في معظم المسرحيات التي قدمها الرحابنة، وعرضت على أدراج مهرجانات بعلبك الدولية من «دواليب الهوا» مع صباح إلى مسرحيات فيروز، ومنها: أيام فخر الدين، هالة والملك، الشخص، ناطورة المفاتيح، صح النوم، وصولاً إلى «ميس الريم».
ووصف شويري تلك الحقبة بأنها حلم من قصص الأساطير خوَّلته لخوض أجمل التجارب الفنية، فغرف من نبع الفن، ورافق زمن النبلاء مع عباقرته.
وفي عام 1975 قدَّم بالتعاون مع الصحافي الراحل سامي غميقة برنامج «يا الله»، وهو انتقادي اجتماعي لاقى نجاحاً لافتاً، كما وقف إلى جانب صباح على المسرح في عرض «ست الكل»، وكتب أشهر أغاني وديع الصافي، مثل: زرعنا تلالك يا بلادي، بلدي، أنت وأنا يا ليل، من يوم من يومين، يا بحر يا دوار.
تغنت ماجدة الرومي من ألحانه «سقط القناع» و«مين النا غيرك» و«ما زال العمر حرامي»، وتنافست كل من صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية «أيام اللولو»، التي أثارت في حينها نزاعاً وتنافساً على أدائها، حتى صدرت بأصوات ثلاثة فنانين.
منحه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 2017، تقديراً لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية، وقال شويري حينها إن «وسام الأرز اليوم هو عيد لكل الأغاني التي غنيتها».