أهلا بالاختبارات
اقتربت الاختبارات واقترب معها موسم (الغش) عند بعض الطلبة، لكن الأغلب يبذلون الجهد ليلاً ونهاراً للحصول على الدرجات العليا، خصوصا في المرحلة الثانوية التي تحدد المستقبل المهني والحياة العملية للطالب. وقد تعددت أنواع الغش حتى وصلت إلى وضع سماعة صغيرة جدا في الأذن، وأحياناً لا يستطيعون نزعها بسهولة، بل يحتاجون إلى الذهاب للطبيب، ومع الأسف الشديد أن بعض أولياء الأمور يعلمون بفعل أبنائهم، ومن ذلك ما مر علينا في موضوع شراء الاختبارات قبل موعدها بساعات، أما الآن فتطور الوضع إلى هذه السماعة الخبيثة الصغيرة جداً، وهما فعلان محرّمان أخلاقياً ودينيا واجتماعياً.
وهناك موضوع آخر مهم للغاية، وهو سهولة حصول التلميذ على العذر المرضي وتأجيل الاختبار، أو عدم الحضور إلى المدرسة، مع أنه غير مريض، وهنا نلاحظ تساهل وزارتي الصحة والتربية في هذا الأمر، مما يؤثر على التحصيل العلمي للطالب وأدائه، واللوم الأكبر على الإدارة المدرسية التي لا تمنع إرجاع الطلبة الى المنازل لإحضار عذر طبي لتفادي الغياب أو نقص الدرجات، والطالب أساسا ليس مريضا ولا عذر له، إنما يريد إعادة الاختبار لعدم استعداده أوعدم رغبته فيه.
وهناك ملاحظة تكثر قبل الاختبارات وهي عند حضور عدد قليل من الطلبة، فإن المعلم يعيدهم إلى المنزل، فما ذنب من حضر، ولو كنت معلمة حتى الآن لشرحت الدرس ولو لطالبين فقط تقديراً لحضورهما، فيجب الحزم أكثر في هذا الموضوع وإلا ستعم الفوضى أكثر، وتؤثر سلبا على مستقبل هؤلاء الصغار، فالتلميذ يغيب بأريحية، بل يخرج مع والديه للمجمعات ويستمتع كما يشاء.
عجباً، فأنا شخصياً بمراحلي المدرسية والجامعية كلها لم أغب يوماً إلا بمرض شديد يعجزني عن الحركة، ولا أذكر أنني أحضرت مرضية وأنا طالبة في المدارس لإعادة اختبار أو أي أمر آخر، فالخلل في أولياء الأمور والجهات الأخرى كما ذكرت، وأتمنى التوفيق والنجاح لأبنائنا في اختبارات نهاية العام الدراسي.