قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية، يبدو أن جميع الأسلحة ستستخدم في المعركة الانتخابية التي توصف بأنها الأهم منذ 100 عام والتي يشهد فيها الرئيس رجب طيب إردوغان وحزبه الإسلامي الحاكم أقوى منافسة منذ توليه السلطة قبل 20 عاماً.

إذ تتوالى منذ أيام الأخبار المثيرة القادمة من أنقرة التي تحمل رائحة انتخابية، من تصفية زعيم «داعش» في سورية إلى إغلاق المجال الجوي مع أرمينيا وصولاً إلى ما أُعلن أمس من إلغاء إردوغان لأحكام قضائية صادرة بحق 4 سجناء مدانين بجرائم الإرهاب ومحاولة الانقلاب والاتجار بالمخدرات والقتل، أحدهم ينتمي إلى تنظيم «حزب الله تركيا»، الذي تحالف إردوغان مع ذراعه السياسية «حزب الهدى» الكردي في الانتخابات.

Ad

في السياق نفسه، أعلنت مؤسسة البترول التركية عن كشف نفطي جديد بإقليم شرناق في جنوب شرق البلاد يحتوي على مليار برميل، اعتبرته أكبر اكتشاف نفطي بري في البلاد. وذكرت المؤسسة، أمس الأول، أنها حفرت على عمق 2771 متراً حتى الآن وعثرت على مخزون من النفط الخفيف مع وجود آفاق استكشافية أخرى في المنطقة.

إلى ذلك، تصاعدت مطالبات المعارضة بإقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، الذي يفترض أنه مكلف بحماية الانتخابات وضمان سلامتها ونزاهتها، بعد تصريح مثير للجدل وصف فيه يوم الانتخابات بـ «محاولة انقلابية» تشبه التي حصلت يوم 15 يوليو من عام 2016 واعتبر أن فوز المعارضة المحتمل سيكون «انقلاباً مدعوماً من الغرب».

وطالب مرشح المعارضة كمال كليشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني بإقالة الوزير، فيما أشار الأكاديمي التركي وخبير العلاقات الدولية إلهان أوزغال إلى سيناريو قاتم متحدثاً عن «وجود خيارين اثنين فقط إذا فازت المعارضة بجدارة، سيتعين حينها على الرئيس الحالي التنحي، لكن المشكلة إذا كان هامش الأصوات بين المرشّحين منخفضاً، حينها سنكون أمام كارثة، ويمكن لإردوغان أن يطلب من أنصاره النزول إلى الشوارع والساحات للاحتفال بفوزه وإجبار اللجنة العليا للانتخابات على إعلان هزيمة منافسه».

وشن إردوغان أمس، هجوماً جديداً على مجتمع الميم في تركيا، في الوقت الذي يعمل على جذب أصوات المحافظين. وردّاً على دعم المعارضة للقضايا الليبرالية مثل حقوق المثليين وحقوق المرأة، قال إردوغان، أمام تجمّع حاشد في مدينة جايرصن المطلّة على البحر الأسود: نحن ضدّ مجتمع الميم، والأسرة مقدّسة بالنسبة إلينا. الأسرة القوية تعني أمة قوية. بغض النظر عمّا يفعلونه، يكفينا الله.

في شأن آخر مرتبط بالانتخابات، يتخوف اللاجئون السوريون في تركيا وهم رسميا 3.7 ملايين نسمة لكن يقدر عددهم الحقيقي بأكثر من 5 ملايين، من فوز كليشدار أوغلو الذي تعهد بإعادتهم إلى وطنهم «في غضون عامين»، ويأمل الكثيرون منهم فوز إردوغان. وحصل نحو 240 ألف سوري في تركيا على الجنسية وبالتالي اكتسبوا الحق في التصويت، من خلال الاستثمارات (في شركات وشراء عقارات...) أو عبر الدراسة في مجالات مرغوبة، وهؤلاء سيصوتون لمصلحة إردوغان الذي فتح لهم المجال في الحصول على الجنسية.