بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد إلى الملك تشارلز الثالث ببرقية تهنئة بمناسبة تتويجه ملكاً للمملكة المتحدة، مشيداً سموه بالعلاقات التاريخية الراسخة التي تربط البلدين.

وأعرب سموه، في البرقية، عن التطلع الدائم والمشترك لتعزيز أواصر الصداقة بينهما والارتقاء بأطر التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب خدمة لمصلحتهما في ظل الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، متمنياً سموه للعاهل البريطاني كل التوفيق والسداد، ولبلاده وشعبها التقدم والازدهار.

Ad

كما وجه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد برقيتي تهنئة مماثلتين.

يأتي ذلك في وقت شارك ممثل سمو أمير البلاد، سمو ولي العهد، أمس، في مراسم التتويج الأسطوري للملك تشارلز التي جرت في لندن، وذلك بعدما التقاه سموه في قصر باكنغهام أمس الأول، ونقل إليه تهاني صاحب السمو بمناسبة تتويجه ملكاً.

واستذكر سموه، خلال اللقاء الذي رافقه خلاله وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، مكانة المملكة المتحدة الخاصة لدى الكويت، قيادةً وشعباً، وعبّر عن صادق تهانيه بهذه المناسبة، مؤكداً الدور الرائد للعاهل البريطاني في توطيد العلاقات الممتدة والخاصة بين البلدين والشعبين الصديقين.

من جهته، أعرب الملك تشارلز عن خالص شكره لسموه على صادق المشاعر، وامتنانه لحضور سموه وتقديمه التهاني، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.

وفي يومٍ ملكيٍّ طويل تخللته طقوس دينية مهيبة وتقاليد ملكية تعود إلى 1000 عام تتسم بالأبّهة والفخامة، وتم تكييفها لتعكس صورة بريطانيا في القرن الحادي والعشرين، توّج تشارلز الثالث (74 عاماً)، في حفل أسطوري أمس، ملكاً، ليصبح الملك الـ 40 للمملكة المتحدة لبريطانيا وأيرلندا الشمالية.

وبدأت المراسم، التي حضرها 2300 ضيف من أنحاء العالم، في مقدمتهم ممثل سمو أمير البلاد، بموكب مهيب رافق العربة «دايموند جوبيلي ستيت كوتش»، التي أقلّت الملك تشارلز والملكة القرينة كاميلا، من قصر باكنغهام، إلى كنيسة ويستمنستر، حيث جرت طقوس كنسية لتتويجهما من كبير أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي.

واصطفّ عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبَي طريق الموكب وهم يهتفون للملك والملكة، رغم هطول الأمطار المتقطع.

وداخل الكنيسة التاريخية، وببطء، وضع كبير أساقفة كانتربري تاج سانت إدوارد على رأس الملك، الذي بدت الجدية على وجهه وهو يؤدي اليمين ليحكم بالعدل، ويدعم كنيسة إنكلترا التي يتولى منصب رئيسها الفخري، قبل الجزء الأكثر قداسةً من المراسم عندما مسح رئيس أساقفة كانتربري على يديه ورأسه وصدره بالزيت المقدس الذي تمت مباركته في القدس.

وبعد تقديم رموز ملكية لتشارلز، وضع ويلبي تاج سانت إدوارد على رأسه، وسط صياح الحضور «حفظ الله الملك».

وخلال المراسم التاريخية على مدى ساعتين، والتي تعود إلى عهد وليام الفاتح عام 1066، جرى أيضاً تتويج كاميلا زوجة تشارلز الثانية ملكة للبلاد. كما أدى الأمير ويليام ولي العهد البريطاني يمين الولاء لوالده الملك تشارلز الثالث، في طقس يُعد جزءاً مهماً من مراسم تتويج الملك.

وشهدت طقوس التتويج مشاركة ممثلين عن مختلف الأديان، بما يتناسب مع شكل المجتمع البريطاني اليوم، بكل شرائحه.

وتقدّم مسيرة التتويج، عند توجّه الملك إلى كاتدرائية ويستمنستر، ممثلون دينيون عن المسلمين الشيعة والسنّة، واليهود، والهندوس، والسيخ، والبوذيين، والجاينيين، والبهائيين، والزرادشتيين.

وفي مقدمة المسيرة، حمل صليب أهداه البابا فرنسيس للملك تشارلز، ويقال إنه يحوي ذخائر من صليب المسيح الحقيقي. وتعدّ هذه الخطوة دلالة على تجاوز الكنيستين الأنغليكانية والكاثوليكية لتاريخ الشقاق والاضطرابات بينهما. كذلك سلّم ممثلون عن عدد من الأديان، تشارلز بعض الشعارات الملكية غير المرتبطة برموز مسيحية.

ويعرف عن الملك تشارلز الثالث أنه ممارس دينياً، وهو أصبح أول ملك يتلو صلاة خلال تتويجه، تطرّق فيها إلى واجبه في حماية المعتقدات كافة.

وفي الوقت ذاته، ركّزت عظة رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، وهي سابقة لم تشهدها مراسم التتويج السابقة، خلال أعوام 1902، و1937، و1953 على فهم كنيسة إنكلترا الحديث لدورها في حماية التنوّع وحرية المعتقد. وقال ويلبي، إن الكنيسة «ستسعى إلى تعزيز بيئة يمكن للناس من جميع الأديان أن يعيشوا فيها بحريّة».

وبعد انتهاء مراسم تتويجهما، غادر تشارلز وكاميلا كنيسة ويستمنستر على العربة الملكية الذهبية على طريق يمتد 1.4 ميل، وصولاً إلى قصر باكنغهام في موكب يُعرف باسم موكب التتويج بمشاركة نحو 4 آلاف جندي من 39 دولة. ثم أطل الملك والملكة عبر الشرفة لتحية الآلاف.

وانتشر أكثر من 11 ألف شرطي لإخماد أي محاولة لعرقلة المراسم، وقالت مجموعة ريبابليك، إن الشرطة اعتقلت زعيمها غراهام سميث مع 5 متظاهرين آخرين.