مناشدة الأستاذ الدكتور طارق الدويسان بضرورة الاستفادة من علوم الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية ومنها الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل النهوض بمقدرات الوطن المادية والبشرية من خلال إنشاء وحدات تنظيمية للذكاء الاصطناعي في وزارات الدولة ومؤسساتها.
يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه نظام يعتمد على جمع المعلومات والبيانات والتفاعلات البشرية في شتى العلوم وتخزينها في الأنظمة التكنولوجية بهدف محاكاة الذكاء البشري لوضع الحلول المناسبة التي يعجز العقل البشري عن التفكير فيها، كما أنه يعمل على تسهيل المهام المعقدة لما فيه من تقنيات يمكنها إنتاج أنواع مختلفة من المحتوى بجودة عالية بما في ذلك النصوص والصور والصوت والبيانات التركيبية في غضون ثوانٍ.
الحاجة اليوم إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لم تعد من الخيال العلمي، بل هو علم مرادف لكل ما يشهده العالم من تطور في المجالات الطبية والعسكرية والصناعية والزراعية والتجارية والإدارية والبناء والإعمار والبيئة وغيرها من المعارف العلمية والإدارية، فالذكاء الاصطناعي التوليدي يتميز بقدرته على إيجاد أكثر من صورة تفاعلية لأفكار جديدة إبداعية وإيجاد مسارات لحلول وتصورات يمكن تطبيقها على الواقع.
كما تجدر الإشارة إلى أن التكنولوجيا المستخدمة ليست بالجديدة، حيث بدأ تقديم علم الذكاء الاصطناعي في الستينيات على شكل روبوتات المحادثة، وهو نوع من خوارزميات التعليم الآلي، لكن هذا العلم أخذ بالتطور بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن الملاحظ أيضا أن الذكاء الاصطناعي يستمد قوته من غزارة معلوماته على نوعية اللغة المستخدمة كالصينية واليابانية والكورية والألمانية والروسية والفارسية والبرتغالية والهندية والفرنسية والعربية إلى جانب الإنكليزية وغيرها من اللغات الحية.
موضوع الاستفادة من أفرع الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم الشغل الشاغل للكثير من الدول، لذلك تعقد له أكبر المؤتمرات الدولية وبحضور ورعاية رؤساء الدول، والحديث هنا يتجاوز فكرة الحكومة الذكية لما لهذا العلم من أهمية فيما يتعلق بالجوانب الإبداعية ومعالجة الكثير من القضايا، ومحاكاة الخطط والبرامج وآليات التطبيق والمقارنة فيما بينها، وفي رؤى وزوايا متنوعة.
بعد متابعتي وما سمعته من المختصين والمهتمين بودي أن أضيف تعريفاً آخر للذكاء الاصطناعي إلى ما ذهبوا إليه وهو: «العلم الذي يقوم على العصف الرقمي في عرض البيانات والمعلومات وتحليلها بصورة تفاعلية».
على سبيل المثال لو أخذنا قضية البيئة وبحثنا عن المشاكل التي تتعرض لها دولة الكويت فسنتحصل على نتائج مذهلة سواء على مستوى التشخيص أو على مسارات الحلول لما لقدرة هذه البرامج على جمع المعلومات من المصادر البحثية، ومن ثم تحليلها والمقارنة فيما بينها، ناهيك عن قدرته على وضع أكثر من تصور بحسب طبيعة الأسئلة ومحركات البحث.
المحصلة إذا ربطنا مفهوم الذكاء الاصطناعي وما فيه من عصف رقمي مع ما يملكه العقل البشري من إمكانات ستتغير الصورة النمطية للتفكير والإبداع والابتكار.
ودمتم سالمين.