شهدت نتائج وأرباح العديد من الشركات التي تعمل في نشاط التمويل تراجعاً خلال الربع الأول من عام 2023 تجاوز ما نسبته 30 في المئة، إذا ما تمت مقارنتها بنتائج نفس الفترة من العام الماضي، على الرغم من انقشاع تداعيات جائحة كورونا وعودة الأنشطة إلى طبيعتها.
وقالت مصادر مطلعة، لـ«الجريدة»، إن الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع التمويل، والتي تعتمد مباشرة على الاقتراض لتمويل أنشطتها تعاني من ارتفاع أعباء التمويل، على أثر زيادة أسعار الفائدة بشكل كبير على فترات ماضية، إضافة إلى انخفاض الأرباح من الاستثمارات الأخرى، لاسيما المتعلقة بنشاط الأوراق المالية، التي انخفضت عوائدها هي الأخرى بفضل تراجع أسواق الأسهم بسبب اضطرابات حالة التباين وعدم استقرارها أغلب الفترات.
وأفادت المصادر بأن انخفاض إيرادات التمويل بسبب تشدد عمليات الإقراض وارتفاع تكلفة الإقراض وزيادة مخصص خسائر الائتمان المتوقعة وارتفاع المصاريف التشغيلية أدى إلى تآكل عوائد شركات التمويل في بعض الفترات، مبينة أنه جرى انخفاض أيضاً بسبب الخسائر المتحققة نتيجة خسائر غير محققة من استثمارات مالية، فضلاً عن تحقيق خسائر جراء انخفاض في قيمة الاستثمار في شركات زميلة، إضافة إلى زيادة في مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها.
وأشارت إلى أن بعض الشركات فضلت الاحتفاظ بالسيولة المتوفرة لديها، وقللت من التوزيعات النقدية خلال عام 2022، بسبب توقعات بارتفاع تكاليف التمويل على أثر استمرار البنوك المركزية في مكافحة التضخم والرفع المستمر لأسعار الفائدة، واحتفظت بسيولتها رغبة في الاستفادة منها في خدمة وتمويل أنشطتها وأعمالها.
وبينت أن بعض شركات الاستثمار خلال الفترة الماضية تخلت عن نشاط التمويل، وأخرى فصلت نشاط التمويل عن نشاط الاستثمار عن طريق تأسيس شركات متخصصة لنشاط التمويل، والتركيز عليه بشكل أكبر لتحقيق أفضل النتائج والعوائد، من خلال توفير أفضل برامج التمويل المختلفة التي تناسب كل الإمكانيات والفئات، خصوصاً في ظل ظهور الكثير من الرغبات والاحتياجات الضرورية وغير الضرورية التي تحتاج الى تمويل في كل الأنشطة، سواء الاستهلاكية أو السياحة أو التعليم أو الصحة.
ولفتت المصادر إلى أن بعض شركات التمويل خفضت مستهدفاتها التمويلية لبعض القطاعات خلال 2023، بعد تصاعد معدلات الفائدة البنكية، وارتفاع مصاريفها التشغيلية.