أغلق باب اليوم الثالث لتسجيل مرشحي مجلس الأمة 2023 في إدارة الانتخابات بابه على 24 مرشحا، ليرتفع إجمالي المرشحين الى 85 بينهم امرأة.

وشدد مرشحو اليوم الثالث على ضرورة أن يحمل المجلس المقبل على عاتقه مكافحة الفساد ومحاربة المفسدين، والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين، مطالبين بوزراء دولة للتعاون مع مجلس الأمة لإنجاز كثير من القضايا، وفي مقدمتها الإصلاح الشامل، محذّرين مما أسموه بـ «المال السياسي» بهدف إغراق الدوائر الانتخابية.

Ad

وأكد المرشحون أن مشاكل الوطن لا يمكن أن تعالح إلا بإصلاحات سياسية حقيقية في السلطات الثلاث، انطلاقا من تعديل النظام الانتخابي.

بداية، قال مرشح الدائرة الخامسة، فهد فلاح بن جامع: «ترشحت في سجلات المرشحين في (الخامسة)، وأسأل الله التوفيق لكن مَن تهمّه مصلحة الكويت، لافتاً إلى أن من ضمن أولوياته الإصلاح السياسي والارتقاء بمستوى الوطن والمواطن الصحي والمعيشي، مع محاربتنا للفاسدين، لكون المجلس هو مجلس رقابة ومحاسبة وتشريع، فإن صدقنا وأخلصنا لله مع تعاون الحكومة القادمة سهّل لنا جميعا الأهداف».

وأضاف: «جميعنا شاهد ما مرّ به الوطن من مِحَن وجعلته يتراجع عن محيطة وإقليمه، فلا الكويت حافظت على ريادتها السابقة ولا هي تقدمت»، متابعاً «هدفنا إعادة الكويت الى ما كانت عليه سابقا»، ومشددا على «أهمية معالجة الوضع غير الصحي في الكويت».

وبيّن أن «تأخر الكويت ليس بسبب ديموقراطيتها أو مجلسها، بل بسبب الطامعين والحاقدين ومن يريد الاستئثار بخيراتها»، مضيفا: «ترشحنا ليس رغبة بجاه أو عضوية، ولكن لرسم أسس لعمل برلماني صحيح، فلا المنصب غايتنا ولا الكرسي هدفنا، وهي لن تضيف إلى ما نملكه، ونسأل الله أن يعيننا».

وعن ترشحه لرئاسة مجلس الأمة، قال بن جامع: «متى ما توافرت المعطيات التي تتطلب وجودي في سدة الرئاسة، فلا مانع من ذلك، مثلما توافرت المعطيات اليوم لترشّحي للعضوية».

وتمنّى من أبناء الكويت المخلصين أن يقدّموا أنفسهم بالترشح لمجلس الأمة، وعدم تركها لمن يبحث عن مصالحه الشخصية.

وحول الترويج لمنع ترشُّح وتصويت حمَلَة المادة الثانية، أوضح بن جامع أن هذا كلام لن يحصل، ومن العيب طرح هذه الأفكار، فأي شخص يحمل الجنسية هو كويتي، بغضّ النظر عن المادة.

استقرار

من جانبه، قال مرشح الدائرة الخامسة هاني شمس: أسعى إلى الاستقرار السياسي كي يعطينا خريطة طريق للعمل خلال الفترة المقبلة، واستعرض أعماله خلال مجلس 2022، مبينا أنه شارك في 4 لجان، رغبةً في العمل والإنجاز.

وأشار شمس إلى أنه «قبل أقل من عام وقفنا في نفس هذا المكان، وكنّا نقول إننا متفائلون بحذَر، وهذا الحذر لتجاربنا مع الحكومات السابقة، إذ كنا نقول إن الحكومة ما كان ينشد فيها الظهر، وفي أي وقت ممكن تكوع فيك»، مضيفاً: «منذ البداية كنا متعاونين، وكان الحد الفاصل بيننا والحكومة هو القضايا التي تهمّ الوطن والمواطنين».

وتطرّق إلى القضايا التي تبناها النواب ولم تتفاعل معها الحكومة، مشيرا إلى أن «المجلس قدّم قانون الوظائف القيادية، لكن مع الأسف في الحكومة لا هي محاصصة ولا هي كفاءات أو تسلسل في أخذ الوظائف القيادية، كما أن أغلب الوظائف «فضّوها»، وهذه أحد أسباب إخفاقات الفترة الماضية.

ولفت إلى قضية إصلاح الطرق، مبينا أن الحكومة لها أكثر من 8 أشهر في استقرار، بعكس المجلس الذي لم يستقر، إما حلّ أو إبطال، ووزيرة الأشغال لم تستطع حل القضية، فيما مجموعة من الشباب الكويتيين المخلصين، مثل عبدالمحسن الهندال، عملوا على إصلاح الطرق من أموالهم الخاصة وكأننا في دولة متخلّفة، فأين دور «الأشغال»؟ ولمَ لم يحاسب أحد من الوزارة بسبب سوء أدائها في الشوارع؟

مال سياسي

وأعلن حمد العليان تقدّمه بأوراق ترشحه لانتخابات محلس الأمة 2023 عن الدائرة الثالثة، مشيرا إلى أنه أصبح من الضرورة إعادة النظر في المحكمة الدستورية والانضباط في صلاحيتها.

ودعا العليان وزارة الداخلية والجهات المعنيّة إلى ضبط العملية الانتخابية، بعدما أصبحنا نسمع عن وجود مال سياسي وإغراق الدوائر بعدد كبير من المرشحين، وعزوف آخرين عن الترشح، ومع الأسف، فكل هذه الألاعيب موجودة لإفشال العملية الانتخابية.

وكشف أن ‏سبب تكرار الانتخابات هو خلافات أسرة الحكم، مضيفا: صوتي للسعدون في الرئاسة.

أما مرشح الدائرة الخامسة، د. بدر ماجد المطيري، فقال إن الكويت اليوم تمر بمنعطف خطير، وقد توقفت عجلة التنمية، ونحتاج إلى وقفة جادة.

ووعد المطيري المتقاعدين بأنه في حال وصوله إلى قاعة عبدالله السالم، سيجدون قانونا يسرّهم، إلى جانب موظفي الدولة في شأن الرواتب وكبح جماح الغلاء المعيشي الذي التهم رواتبهم.

غير نادم

وأكد مرشح الدائرة الثالثة، مبارك العرو، أن سبب الترشح هو السبب ذاته الذي ترشّحت فيه للمرة الأولى، وهو خدمة الكويت وأهلها، مشيرا الى أن آراءه لم تتغيّر، وأن نتائج الانتخابات ستبيّن ثقة الناخب.

وعن دخوله الحكومة، قال: لست نادما على دخولها.

وعن إمكانية الدخول في الحكومة المقبلة في حال عُرضت عليه، قال: الآن الوضع غير مشجّع بالنسبة لي، فالتعاون شيء والدخول في الحكومة شيء آخر، مشددا على أن «توجهاتي هي ذاتها، وكنت ضمن كتلة الـ 31، وعقد حوار وطني ودخلت الحكومة ثم حل المجلس».

وعن تصويت الرئاسة، قال: «صوتي في انتخابات الرئاسة كما كان، فأينما وُجد التوافق النيابي على أي شخصية فسأكون معها»، متوقعا التوافق على أحمد السعدون.

فيما أشار مرشح الدائرة الأولى محمد جوهر حيات إلى أنه ‏لا يمكن أن نصلح مشاكل الوطن إلا بوجود إصلاحات سياسية حقيقية في السلطات الثلاث، مشددا على أهمية أن يكون هناك نظام قوائم نسبية حقيقي يقوم على الأفكار، لا الفئوية ولا القبلية.

حمد العليان - محمد جوهر حيات - فهد بن جامع

على صعيد متصل، قال مرشح الدائرة الأولى علي الكندري: تقدمت بالترشح وفق قناعات أساسية بأهمية الإصلاح السياسي، إذ إن الأزمة السياسية نتج عنها إبطال وحلّ للمجلس، وكثير من التراجعات السياسية.

وأضاف: مشكلتنا ليست داخل قاعة عبدالله السالم، بل بخارجها كذلك، وهذه مشكلة يجب أن تُعالج، معربا عن تطلّع الشعب الى الإصلاح والتنمية وتنفيذ خطة وبرنامج عمل، ومبينا أن هذا لا يمكن أن يتمّ في ظل صراع سياسي خارج قاعة عبدالله السالم، إذ لا يمكن الحديث عن إصلاح شارع أو تعليم إذا كان أصحاب النفوذ والسلطة يتطاحنون فيما بينهم، مشددا على أن الانتخابات المقبلة استثنائية ومهمة.

وأضاف الكندري: ‏نعاني مشكلة تداخل السلطات في البلد، ويجب حماية السلطة التشريعية من خلال المشاركة الشعبية الحقيقية.

‏وذكر: صوتي في الرئاسة سيكون للسعدون، مع عتبنا عليه لأنه كان يدير جلسات فقط، دون أن يقود المجلس في 2022.

مناخ سياسي

بدوره، قال مرشح الدائرة الرابعة فواز الظفيري: ‏نحتاج إلى وجود مناخ سياسي جديد يكون فيه الهدوء والتفاهم بعيدا عن الصراع الذي نعيشه.

أما مرشح الدائرة الأولى، علي الصابري، فأكد أن ‏النواب في المجلس الماضي عملوا بشكل مناسب، لكنّ الحكومة هربت من آخر جلسة، بسبب بعض القوانين، مستدركا: كثير من البرامج الانتخابية نسمع بها منذ الستينيات، لكن في الواقع ليس هناك تطبيق لها.

‏وطالب بأن يكون العمل ضمن مجموعة لها نهج واضح يحقق طموح المواطنين.

من جهته، قال مرشح الدائرة الأولى حمد المدلج: ‏مررنا بحقبة 10 سنوات عجاف على كل مقدرات البلد، وصدمنا في المجلس الماضي بحكومة مترددة ومتذبذبة بقراراتها، حتى وصلنا إلى مرحلة أن تهرب من الجلسة، وتخشى مناقشة بعض القوانين.

مبارك العرو - علي الكندري - هاني شمس

وأكد المدلج أن السعدون رجل متوازن، وصوتي له في الرئاسة، وهو يعيش في اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، ولا يفرّق بين أي طرف كان، والمرحلة المقبلة مهمة جدا، وتحتاج العم السعدون، وهو الحل الأمثل للرئاسة.

الرجيب تفقّد تسجيل المرشحين

تفقّد وكيل قطاع الأمن العام والمرور والعمليات بالإنابة، اللواء عبدالله الرجيب، إدارة شؤون الانتخابات للاطلاع على سير العمل.

وتابع، خلال جولته، الحضور الأمني لرجال الأمن العام والمرور، وتسهيل حركة السير، وتذليل العقبات وإزاحة المركبات التي تتسبب في عرقلة السير أمام مبنى الإدارة، كما اطّلع على الجهود التي يبذلها رجال الأمن في تأمين الموقع.

تفعيل «نزاهة»

شدد مرشحو اليوم الثالث على أهمية مكافحة الفساد خلال المجلس المقبل، مطالبين بفتح كل الملفات ومحاسبة المتسببين في عمليات الفساد، وتفعيل دور «نزاهة».

إقبال ضعيف

لا يزال الإقبال على الترشح لانتخابات مجلس الأمة في إدارة الانتخابات ضعيفا نوعا ما، حيث لم يتجاوز إجمالي عدد المرشحين في الأيام الثلاثة الأولى حتى اليوم، وهو 85 مرشحا، عددهم باليوم الأول للانتخابات الماضية الذي تجاوز 80 مرشحا.

امرأة واحدة

لا يزال الحضور النسائي في إدارة الانتخابات لمرشحات مجلس الأمة دون المستوى، حيث لم تتقدم حتى اليوم سوى مرشحة واحدة، الأمر الذي أثار تساؤل البعض عن ضعف إقبال نساء الكويت على الترشح.

معاقبة المخالفين

توعدت وزارة الإعلام بمخالفة وسائل الإعلام التي تتجاوز في عملها خلال فترة تسجيل المرشحين بإدارة الانتخابات، مشددة على ضرورة التزام القنوات والحسابات الإخبارية بقانون المرئي والمسموع والإعلام الإلكتروني، وألا يتجاوز عملهم المركز الإعلامي.