استطاع حفل المطربة الإيرانية الشهيرة گوگوش، على خشبة مسرح أرينا 360، أن يفوق التوقعات، ليس على مستوى الإقبال الكبير والحفاوة والجماهيرية التي تتمتع بهما المطربة العالمية لدى جمهورها في الكويت وحول العالم، ولكن على مستوى التفاعل الرائع الذي أبهر گوگوش نفسها، إذ أعربت عن سعادتها البالغة بتفاعل الجمهور مع أغنياتها القديمة والحديثة، وحفظهم للكلمات وترديدهم المقاطع بشكل أشعل حماسها على خشبة المسرح.

استمر الحفل لمدة اقتربت من 3 ساعات، تخللها فاصل قصير، حيث انطلق الحفل بعرض فيلم تسجيلي ومقاطع مصوّرة للنجمة العالمية وأعمالها ولقاءاتها التلفزيونية مع أشهر المحطات حول العالم، وعلى مدى مسيرتها الفنية التي تجاوزت نصف القرن، قدّمت خلالها گوگوش باقة متنوعة من أجمل أغنياتها القديمة والجديدة.

Ad

المطربة الإيرانية الشهيرة كوكوش على خشبة مسرح أرينا 360

برنامج الحفل

وخلال الحفل، حرصت گوگوش على الغناء باللغة العربية من خلال تقديم أغنية «زوروني كل سنة مرة» لسيد درويش، كما قدّمت ميدلي باللغة الإنكليزية، إلى جانب أغنياتها الشهيرة التي رددها الجمهور، ومنها «من آمده أم»، و»بيشكش»، و»مخلوق»، و»ماه بيشوني»، و»بل»، و»هجرت»، و»كافير»، و»همسفر»، و»کوه»، و»بی قرار»، و»مرحم»، و»هامسيدا»، و»طلاق»، و»مانوتو»، و»تقدير»، وغيرها من الأغنيات.

وحرصت گوگوش خلال الحفل على مداعبة جمهورها بأجمل العبارات في الفواصل بين الأغنيات، فعبّرت عن سعادتها البالغة بلقاء الجمهور الكويتي المحب والعاشق للغناء الإيراني وأعمالها على وجه التحديد، كما أشارت إلى أن زيارتها الكويت دائما ما تصادف شهر مايو وهو شهر ميلادها، حيث زارتها سابقا عامَي 1977 و2017، والآن بعد 6 سنوات من آخر حفل أحييته بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، تلتقي الجمهور الكويتي مجددا في حفل يؤكد شعبيتها المتنامية والعابرة للأجيال، وخاصة أنها فنانة قادرة على مواكبة التطور والغناء بأساليب حديثة، حيث أدخلت موسيقى البوب الغربية إلى أعمالها ممزوجة بروح الشرق، لتصبح رمزا للفنان المعاصر المواكب للتغيرات والحداثة.

عيد ميلاد

وقالت گوگوش إنها سعيدة لأنها تحتفل بعيد ميلادها للمرة الثانية خلال إقامة حفلاتها في الكويت، فكانت المرة الأولى في حفلها السابق الذي كان في 5 مايو 2017، وحفل أمس الأول بتاريخ 6 مايو، مؤكدة أنه ليس هناك أجمل من أن يحتفي الإنسان بعيد ميلاده بين محبيه، وأن هذا العدد الهائل الذي اكتظ به مسرح أرينا 360، أمس الأول، من المحبين شاركها الاحتفال بعيد ميلادها، ليكون من أجمل المرّات التي احتفلت فيها بهذه المناسبة الخاصة.

وهتف الجمهور باسم گوگوش وأشهر أغنياتها المحببة إلى قلوبهم، والتي حرصت من خلال الحفل على تقديم باقة متنوعة بين القديم والحديث، لتُرضي ذائقة جمهورها، ورغم إجادتها الغناء بلغات عدة غير الفارسية، مثل العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، فإن ارتباط گوگوش بهويتها الإيرانية وعشقها لوطنها الأم بدا طاغيا على أغنياتها بالحفل، إذ حرصت على تقديم أمسية غنائية إيرانية لا تخلو من التنوّع، إلا أنها عادت بها وبجمهورها إلى تراب الوطن الذي كثيرا ما تغنّت بحبّها له، وعبّرت عن ذلك في لقاءات عدة ومن خلال أعمالها، سواء الرومانسية منها أو الوطنية، فهي لا تفوّت فرصة تعبّر فيها عن انتمائها لوطنها إيران وللغناء الشرقي الساحر وأنغامه الناعمة والرصينة.

فنان متجدد

وضربت گوگوش، التي تجاوزت السبعين ربيعا، على خشبة المسرح أمس الأول نموذجا للفنان المتجدد، ليس فقط على مستوى الكلمات والألحان، فقد قدمت على خشبة المسرح لوحة فنية استعراضية واكبت جميع أغنياتها، لتبهر جمهورها بلياقتها البدنية وقدرتها على أداء الرقصات المختلفة على وقع الأغنيات ذات الرّتم السريع الراقص، أو حتى الأغنيات الهادئة الرومانسية، فإنها تستطيع دائما عمل هذا التوازن باحترافية وبراعة.

ويأتي حفل الكويت كافتتاحية لجولة گوگوش الغنائية في أكثر من بلد، حيث ستكون محطتها بعد حفل أمس الأول في مملكة البحرين، التي ستشهد حفلا آخر للنجمة الإيرانية سيقام في 11 الجاري، ثم يليهما حفلان في كندا، الأول منهما سيكون بتاريخ 3 يونيو في مدينة تورنتو، أما الثاني فسيكون موعده في الـ 9 منه بمدينة فانكوفر، فيما سيكون ختام الجولة في كاليفورنيا، وتحديدا في سان جون، بتاريخ 23 سبتمبر المقبل.

المطربة الإيرانية الشهيرة كوكوش تحيي جمهورها

طلة أنيقة

أبهرت گوگوش جمهورها بطلتها الأنيقة من خلال ارتداء فستان لامع مرصّع باللون الذهبي، وهي الفنانة الجميلة الساحرة التي تتفنن في اختيار المظهر المناسب لها، واستطاعت من خلال هذا الفستان المرصع أن تضيء الحفل كجواهر تتلألأ في سماء الأرينا، حيث أشاد الجمهور بمظهرها وأناقتها، وخلال فاصل استغرق حوالي 20 دقيقة في منتصف الحفل، قامت گوگوش بتغيير فستانها بآخر يمزج بين الأسود والذهبي والفضي، ويتميز بنصف علوي مرصّع وسفلي أسود خالٍ من أي نقوش، وجاءت الطلتان اللتان اختارتهما گوگوش للحفل بالتناسق مع ماكياج بسيط يبرز جمالها الشرقي الساحر، وشعر أشقر قصير، وأقراط ألماسية، إلى جانب خاتم ألماسي أنيق.

وكان للإضاءة على خشبة المسرح دور أساسي في حجم الإبهار الذي ساد ليلة أمس الأول، فانعكاس الأضواء وحركتها على وجه وملابس گوگوش وعلى المسرح وأعضاء الفرقة الموسيقية وبين مقاعد الجمهور، ساهم في خروج الحفل بأجمل صورة.

مسيرة نجاح

يذكر أن گوگوش ولدت عم 1950 ومثّلت لعدة مرات في أفلام إيرانية خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وإلى جانب شهرتها في إيران كانت هذه الفنانة معروفة أيضا في الدول العربية والشرق الأوسط، دخلت المسرح وهي لا تزال في الثالثة من عمرها مع أبيها الذي كان يعمل أكروباتيا وممثلا مسرحيا، وحققت مسيرة غنائية ناجحة، إذ استطاعت أن تجيد الغناء بعدة لغات إلى جانب الفارسية، فغنت باللغات بالإنكليزية والإسبانية والإيطالية والفرنسية، ويبلغ عدد أغانيها التي غنتها بلغات أجنبية 55 أغنية، وحصلت بعضها على مراتب متقدمة في ترتيب الأغاني بأميركا الجنوبية، وتعتبر أغنية «من آمده أم» من ألبوم «طلاق» هي الأشهر من بين أغانيها، وما زال معجبوها يستمعون إليها.

لم تترك الفنانة إيران بعد الثورة الإيرانية، بل بقيت، لكنّها كانت ممنوعة من الغناء، وتم منع أغانيها من البثّ، فغادرت إيران نهائيا عام 2000، وهي تقيم حاليا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، حيث ما زالت تواصل مسيرتها الفنية.