اتفقت حركة طالبان مع الصين وباكستان على توسيع مبادرة «الحزام والطريق»، لتشمل أفغانستان، مما قد يسحب مليارات الدولارات لتمويل مشروعات البنية التحتية في الدولة التي تضررت من العقوبات.
جاء ذلك، فيما أجرى أمير خان متّقي، وزير خارجية «الإمارة الإسلامية» في أفغانستان التي تديرها حكومة حركة طالبان الأفغانية التي لا تعترف بها أي دولة، محادثات أمس ، في إسلام أباد مع نظيريه الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري والصيني تشين غانغ خلال زيارة نادرة للخارج.
متّقي ممنوع بموجب عقوبات دولية من مغادرة أفغانستان، لكنّه حصل على إعفاء للقيام برحلة إلى العاصمة الباكستانية، بعد أيام فقط من إدانة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القيود التي تفرضها حكومة طالبان على النساء.
وتعدّ الصين وباكستان أهم دولتين مجاورتين لأفغانستان، مع وضع بكين نصب عينيها الموارد المعدنية الهائلة غير المستغلة التي تقع عبر حدودهما المشتركة الصغيرة، وتحذير إسلام أباد من الأخطار الأمنية على طول حدودهما المشتركة الأكثر امتداداً.
وضم الوفد الأفغاني وزير التجارة والصناعة، وهو الأرفع مستوى منذ استيلاء «طالبان» على السلطة في أغسطس 2021، بعد انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد، وانهيار الحكومة المدعومة من الغرب.
وقبل المحادثات الثلاثية عقد وزيرا خارجية الصين وباكستان اجتماعا تعهّدا خلاله بالعمل معا حول عملية إعادة إعمار أفغانستان، بما في ذلك تمديد الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، والذي تم بناؤه بموجب مبادرة «الحزام والطريق» بتكلفة 60 مليار دولار ليشمل أفغانستان، حسب وكالة بلومبرغ.
وجاء في بيان مشترك صدر عن وزارة الخارجية الباكستانية، في أعقاب الاجتماع «اتفق الجانبان على مواصلة مساعداتهما الإنسانية والاقتصادية للشعب الأفغاني، وتعزيز التعاون التنموي في أفغانستان، بما في ذلك من خلال تمديد الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، ليشمل أفغانستان».
الى ذلك، أكد قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، خلال لقائه الوزير الصيني، أمس ، الدعم الكامل لمشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
ووفق بيان باكستاني، فقد «أثنى الجانب الصيني على التدابير التي اتخذتها باكستان لضمان تعزيز الأمن للمشاريع والموظفين والمؤسسات الصينية في باكستان، وكذلك الخطوات التي اتخذتها لاعتقال مرتكبي الهجمات التي استهدفت مواطنين صينيين في داسو وكراتشي وهجمات أخرى وتقديمهم للعدالة». واستهدف مسلحون المشاريع التي تموّلها الصين، مما أدى إلى زيادة الهجمات على المواطنين الصينيين في جميع أنحاء باكستان.
وتم اعتقال مواطن صيني يعمل في أحد المشاريع الشهر الماضي، بعد اتهامه بالتجديف، ولكن أطلق سراحه بعد أن قضت محكمة بعدم ارتكابه أي جريمة. ولقي 3 معلمين للغة الصينية على الأقل حتفهم العام الماضي في هجوم انتحاري على جامعة في كراتشي، العاصمة التجارية لباكستان.
وأوقفت شركة تشاينا جيزوبا غروب الصينية العمل في مشروع داسو للطاقة الكهرومائية في شمال باكستان، بعد أن قتل مهاجم انتحاري 12 شخصاً، من بينهم مواطنون صينيون، في يوليو 2021.
في سياق متصل، قال الوزير زرداري، لقناة إنديا توداي التلفزيونية الإخبارية الخاصة، إن باكستان لن تقيم علاقات ثنائية مع الهند حتى تراجع نيودلهي قرار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قبل 4 سنوات بإلغاء الحكم الذاتي في كشمير.
وأضاف زرداري، الذي حضر اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في الهند الأسبوع الماضي، في مقابلة «الهند انتهكت، من جانب واحد، ليس فقط القانون الدولي، ولا قرارات مجلس الأمن الدولي، ولكن أيضاً الاتفاقيات الثنائية بين الهند وباكستان».