موسكو توسّع غاراتها بعد هجوم باليستي أوكراني على القرم
احتكاك جوي روسي ـ بولندي... و«فاغنر» باقية في باخموت
صعّدت روسيا وأوكرانيا من هجماتهما الجوية بواسطة طائرات مسيّرة من دون طيار،بعد ساعات من إعلان موسكو إسقاط صاروخين باليستيين أوكرانيين استهدفا شبه جزيرة القرم، وإعلان كييف إسقاطها صاروخاً فرط صوتي أطلقه الروس لأول مرة.
وقالت الإدارة الروسية في شبه جزيرة القرم، إنها صدت خلال ليل السبت ـ الأحد غارات شنتها 22 طائرة مسيرة أوكرانية على سيفاستوبول، الميناء الرئيسي للأسطول الروسي في البحر الأسود.
وغداة حديث روسي عن تزايد الهجمات الأوكرانية التخريبية على الأراضي الروسية، ذكر حاكم منطقة بيلغورود الروسية أن قصفاً على بلدة حدودية تسبب بأضرار في خط كهرباء وأنبوب غاز.
في المقابل، تواصلت غارات روسية تغطي ثلثَي البلاد، بما يشمل مناطق الشرق وكييف، وجنوبا حتى خيرسون والقرم حتى فجر اليوم .
وأتى ذلك في وقت شنّت موسكو غارات عنيفة على مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا، كما سمع إطلاق صافرات الإنذار في عدة مدن أوكرانية، بينها العاصمة كييف. وأكد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا بدأت تنفيذ غاراتها باستخدام قاذفات «تي يو 22» و«تي يو 95» الاستراتيجية.
ومع ذلك، قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف: «اعتباراً من اليوم، لم يعد لدى روسيا الإمكانات العسكرية والاقتصادية أو السياسية للقيام بمحاولة أخرى لشنّ هجوم خطير في أي مكان بأوكرانيا».
وأضاف بودانوف أن روسيا تسعى لتكديس مخزونات من صواريخ بعينها وتجهيزها في مسعى لتعطيل الهجوم الأوكراني المرتقب المضاد.
في هذه الأثناء، تراجع رئيس مجموعة فاغنر الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، أمس، عن إعلانه طلب تسليم مواقعه بمدينة باخموت لقوات شيشانية، وذكر قائد القوات العسكرية الخاصة أنه تلقى «وعداً» من الجيش الروسي بالحصول على المزيد من الأسلحة والذخائر لمواصلة القتال.
وتزامن ذلك مع إطلاق مدير الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، رافائيل غروسي، لتحذير جديد بشأن خطورة الأوضاع حول محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، حيث بدأت سلطات الاحتلال الروسي في إجلاء السكان من المنطقة القريبة وسط ترقّب لعملية عسكرية أوكرانية واسعة لاستعادة السيطرة عليها. ودعا غروسي إلى اتخاذ إجراءات لضمان التشغيل الآمن للمحطة، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، وعدم وقوع حادث خطير.
ووسط مخاوف من احتمال تمدّد الصراع، قالت رومانيا وبولندا، إن طائرة بولندية تقوم بدورية لمصلحة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) فوق البحر الأسود قرب رومانيا، تجنّبت بصعوبة اصطداماً مع مقاتلة روسية يوم الجمعة.
وكتبت متحدثة باسم حرس الحدود، أمس، على «تويتر» تقول إن مقاتلة روسية من طراز «سو-35» نفذت «عدواناً ومناورات خطيرة» بالاقتراب من طائرة بولندية من دون الحفاظ على مسافة آمنة، مما أدى إلى انعدام اتزان وفقدان للارتفاع وفقدان مؤقت للسيطرة على الطائرة من طاقمها البولندي.
من جهتها، وصفت وزارة الدفاع الرومانية سلوك المقاتلة الروسية بأنه «غير مقبول بالمرة»، مؤكدة أن الواقعة إثبات إضافي على «النهج الاستفزازي للاتحاد الروسي في البحر الأسود».
في غضون ذلك، ثارت شكوك حول سقف الآمال المتوقعة للهجوم الأوكراني المضاد والذي يتوقع أن ينطلق قريباً. وتحدّث خبراء عن إفراط ومبالغة في آمال مرتفعة بتحقيق نتائج باهرة قد تجبر روسيا على الانسحاب والخضوع لمطالب المجتمع الدولي باحترام وحدة وسيادة جارتها الغربية وإنهاء غزوها الجائر الذي كبّد الطرفين خسائر فادحة في الأرواح، إضافة إلى تدمير مدن وبلدات وقرى عن بكرة أبيها.