ارتفع إجمالي الأرباح التشغيلية لمجموعة «بيركشاير هاثاواي» بنسبة 12.6 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 8.065 مليارات دولار في الربع الأول مقارنة بـ 7.16 مليارات دولار في العام السابق.
وباعت المجموعة 13.3 مليار دولار من أسهم الشركات، وذلك خلال الربع الأول من العام، والذي شهد ارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 7 في المئة.
وفي حديثه خلال الاجتماع السنوي للمساهمين، انتقد رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للمجموعة وارن بافيت، كيفية التعامل مع أزمة البنوك، متهما السياسيين والمنظمين والصحافة بأنهم سبب خوف المودعين.
وقال بافيت إن المنظمين كانوا على حق في ضمان أموال المودعين في بنك «وادي السيليكون»، قائلاً إن عدم القيام بذلك «سيكون كارثيا».
وأوضح بافيت أن مساهمي البنوك والمديرين التنفيذيين يجب أن يتحملوا مخاطر سوء الإدارة.
ماذا بشأن سقف الدين في أميركا؟
قال بافيت إن مواجهة سقف الديون يمكن أن تجلب «اضطرابا» للنظام المالي، مضيفا أيضا أنه لا يستطيع أن يتخيل استعداد السياسيين أو المنظمين «لتعطيل النظام المالي العالمي»، بما في ذلك إذا فشلت واشنطن في التوصل لحل بشأن رفع سقف الديون.
ورغم المخاوف بشأن ملف سقف الدين، أكد بافيت أنه من غير المرجح أن يتم التخلي عن الدولار الأميركي كعملة احتياطية.
سهم «أبل»
ودافع بافيت عن حجم استثمار مجموعة «بيركشاير هاثاواي» البالغة قيمتها 151 مليار دولار في شركة «أبل»، قائلاً إن أعمال الشركة «أفضل» من غيرها، وإن شركة التكنولوجيا مختلفة عن باقي الشركات التي يملكها في المحفظة.
وكانت «بيركشاير» قد استحوذت مؤخرا على 5.6 في المئة من أسهم «أبل»، إذ أكد بافيت أنه قد يشتري المزيد من الأسهم في المستقبل.
وتضمن الاجتماع السنوي للمساهمين في شركة بيركشاير هاثاوي أمس الأول عشرات الأسئلة التي تغطي موضوعات مثل استراتيجية الاستثمار والذكاء الاصطناعي والسياسة للمستثمرين الأسطوريين على رأس التكتل، رئيس مجلس الإدارة وارن بافيت، ونائب رئيس مجلس الإدارة تشارلي مونغر.
ونقلت شبكة «CNBC» جانبا من حديث «بافيت» و«مونغر»، والذي اطلعت عليه «العربية. نت».
الكثير من الأشخاص يقومون «بأشياء غبية»
وقال مونغر، إن المستثمرين في أسهم القيمة يجب أن يكونوا مستعدين للحصول على عوائد أقل مع اشتداد المنافسة. لكن بافيت ذكر أنه لا تزال هناك فرص بالنظر إلى أن الكثير من الناس لديهم وجهة نظر قصيرة المدى وغالباً ما يقومون بأشياء غبية في حالة الذعر.
وأضاف بافيت: «ما يمنحك الفرص هو قيام أشخاص آخرين بأشياء غبية... خلال 58 عاماً كنا ندير بيركشاير، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يقومون بأشياء غبية».
التركيز
ولفت مونغر إلى انه من «الجنون» تعليم صغار المستثمرين أنه يتعين عليهم التنويع عند الاستثمار في الأسهم العادية.
وأضاف أن «أحد الأشياء غير المعقولة التي يتم تدريسها في التعليم الجامعي الحديث هو أن التنويع الواسع أمر إلزامي تماماً في الاستثمار في الأسهم العادية... هذه فكرة مجنونة. ليس من السهل أن يكون لديك عدد كبير من الفرص الجيدة التي يمكن تحديدها بسهولة، وإذا كان لديك 3 فقط، فأنا أفضل أن أكون في أفضلها بدلاً من أسوأها».
وأكد أن المستثمرين يجب أن يعرفوا أنفسهم ونقاط قوتهم، «نحن لسنا أذكياء، لكننا نعرف نوعاً ما أين تكمن حافة ذكائنا... هذا جزء مهم جداً من الذكاء العملي... إذا كنت تعرف حد قدرتك جيداً، يجب أن تتجاهل معظم مفاهيم خبرائنا حول ما أسميه (إزالة العيوب) من المحافظ».
اكتب هدفك وارتق إليه
وقدم «بافيت» نصائح حول كيفية عيش الحياة والإنفاق والاستثمار بطريقة غير ضارة.
ونصح بضرورة التأكد من عدم ارتكاب أي أخطاء تخرجك من اللعبة أو تقربك من الخروج، لإنه يجب عدم قضاء لياليك قلقاً بشأن الاستثمار، «وعلى افتراض أن لديك أي أموال تستثمرها على الإطلاق... فيجب أن تتعود أن تنفق أقل قليلاً مما تكسب، ويمكنك أن تنفق قليلاً أكثر مما تكسب... ولكن سيكون عليك ديون، ومن المحتمل أنك لن تخرج من الديون أبداً»، والاستثناء الوحيد من هذا هو الرهن العقاري على منزلك.
ليس أذكى ولكن أكثر حكمة
وأوضح بافيت أن المستثمرين لا يحتاجون إلى أن يكونوا خبراء في الجوانب التقنية للأعمال إذا كان بإمكانهم فهم الأساسيات والالتزام بالتعلم دائماً.
وتابع: «نحن مهتمون بامتلاك عمل رائع إلى الأبد... نتعلم الكثير في الطريق... نتعلم طوال الوقت كيف يتصرف المستهلكون. وأؤكد لن أكون قادراً على تعلم الجوانب الفنية للأعمال، وسيكون من الرائع لو كنت أعرف ذلك، لكنه ليس ضرورياً... لدينا عمل في (أبل)... ولكني لا أفهم في الهواتف على الإطلاق، لكني أفهم سلوك المستهلك... نحن نتعلم طوال الوقت، من جميع أعمالنا... نحن لا نصبح أكثر ذكاءً بمرور الوقت، ولكن... أصبحنا أكثر حكمة قليلاً».