وسط ترقب لمفاعيل قرار الاجتماع الاستثنائي الذي عقده مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس الأول وتمخض عن إعادة مقعد سورية إلى دمشق بعد 12 عاماً من تجميده، تواردت أنباء عن إنزال العلم الإيراني ورايات بعض الميليشيات الموالية لـ «الحرس الثوري» مثل: «فاطميون»، و«زينبيون»، من مواقع كثيرة تابعة لها داخل الأراضي السورية، بطلب مباشر من الحكومة السورية.

وجرى إنزال العلم الإيراني والرايات، وفقاً لما رصده نشطاء والمرصد السوري المعارض، من مواقع في مدينة دير الزور ومدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى مدينة تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي، واستبدلت الرايات بالعلم السوري المعترف به دولياً.

Ad

وفي حين تأتي الخطوة بعد 3 أيام من زيارة تاريخية قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق من أجل الاحتفال بـ «انتصار محور المقاومة»، وضع المرصد السوري المعارض «إزالة الأعلام» ضمن تنفيذ الحكومة السورية للوعود التي قدمتها للدول العربية.

وبينما رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس، بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، انتقدت الولايات المتحدة الخطوة العربية، قائلة إن دمشق لا تستحقها، وشككت في رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة التي تعيشها بلاده، مشيرة إلى أنها تتفق مع حلفائها على «الأهداف النهائية» لقرار إعادة دمشق إلى «الجامعة».

في المقابل، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه لا يزال يتمسك بعدم التطبيع مع سورية، وعدم رفع العقوبات ضدها، أو المشاركة في إعادة إعمارها دون تغيير سياسي. وأطلقت بريطانيا موقفاً مماثلاً.

في المقابل، شكر الأسد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، في اتصال هاتفي بينهما أمس الأول على دور الإمارات «من أجل لم الشمل»، كما أعرب، في اتصال هاتفي، عن شكره وتقديره للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، على خلفية دعم بلاده لاستعادة دمشق مقعدها في الجامعة.

إلى ذلك، قُتل أمس أحد أبرز مهرّبي المخدرات في جنوب سورية، ويدعى مرعي الرمثان، والذي شبه بتاجر المخدرات المعروف بابلو إسكوبار. وبحسب المعلومات قتل الرمثان مع زوجته وأطفالهما الستة جراء غارة جوية استهدفت منزلهم الذي يضم معملاً لتصنيع المخدرات.

وأفاد «المرصد السوري» بأن الاحتمال الأكبر أن الأردن نفّذ الغارة، في حين أكّد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن بلاده عندما تتخذ أي خطوة لحماية أمنها الوطني ستعلن ذلك بالوقت المناسب، موضحاً أن بلاده ستتابع مع دمشق كيفية تنفيذ التفاهمات الأمنية والسياسية لضبط الحدود.

وجاءت الغارة بعد تصريحات للصفدي لوح خلالها بإمكانية اللجوء للخيار العسكري لمواجهة تهديد تهريب المخدرات من سورية.

وفي تفاصيل الخبر:

غداة إعادة مقعد سورية إلى دمشق في اجتماع استثنائي عقده مجلس الجامعة العربية القاهرة، أفادت تقارير واردة من سورية، أمس، بأن الميليشيات التابعة لإيران بدأت إنزال العلم الإيراني ورايات بعض الميليشيات مثل: فاطميون، وزينبيون، من مواقع كثيرة تابعة لها داخل الأراضي السورية، وذلك بطلب مباشر من الحكومة السورية.

وجرى إنزال العلم الإيراني والرايات، وفقاً لما رصده نشطاء المرصد السوري المعارض، من مواقع في مدينة دير الزور ومدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي، بالإضافة لمدينة تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي، واستبدلت الرايات بالعلم السوري المعترف به دولياً.

وقال المرصد السوري: «يأتي ذلك في ظل تنفيذ النظام السوري للوعود التي قدمها للدول العربية حول خروج الميليشيات التابعة لإيران من سورية مقابل عودته إلى الجامعة العربية»، ورغم ذلك شكك البعض في الوعود التي قطعتها حكومة الرئيس بشار الأسد، حيث أكد المرصد المعارض «وجود كامل للميليشيات في سورية وعدم انسحاب أي عنصر من عناصرها التي يقدر عددها بـ65500 مقاتل».

وكان بيان اجتماع وزراء الخارجية العرب حول سورية أمس الأول، قد أكد عودة دمشق لشغل مقعدها في الجامعة العربية بالقرار 8914، واستئناف مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة بعد غياب استمر 12 عاما منذ اندلاع الحرب الأهلية.

ترحيب وتهريب

في هذه الأثناء، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس، بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية. وقال كنعاني، الذي لعبت بلاده دوراً حاسماً في ترجيح كفة حكومة دمشق على المعارضة المسلحة، إن «حل الخلافات بين الدول الإسلامية والتقارب والتآزر فيما بينها له نتائج إيجابية في الاستقرار والسلام الشامل، ومن شأنه توفير الأرضية للحد من التدخلات الأجنبية في قضايا المنطقة».

صورة للأسد في دمشق (رويترز)

في السياق، زعمت مصادر استخباراتية أن إيران أدخلت أسلحة إلى سورية، لضرب القواعد الأميركية هناك، ضمن مساعدات للزلزال الذي ضرب البلاد في فبراير الماضي.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوسطت» عن وثيقة سرية للغاية تم تسريبها على منصة الرسائل «ديسكور» أن الورقة التي لم يكشف عنها من قبل تظهر تعاظم جهود «الحرس الثوري» في استغلال الكارثة لإدخال شحنات أسلحة لم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من التصدي لها. ويقول مسؤولون أميركيون إن التهديد من الجماعات المتحالفة مع إيران مستمر في سورية، حيث يعمل قرابة 900 جندي أميركي مع القوات المحلية لقمع عودة ظهور تنظيم «داعش».

امتعاض غربي

في غضون ذلك، أظهرت العواصم الغربية امتعاضا من عودة دمشق إلى الجامعة العربية، إذا انتقدت الولايات المتحدة الخطوة، قائلة إن دمشق لا تستحقها، كما شككت في رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة التي تعيشها بلاده.

ونقلت «رويترز» عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن تعتقد، مع ذلك، أن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد للضغط من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها، وأن وأميركا تتفق مع حلفائها على «الأهداف النهائية» لهذا القرار.

في موازاة ذلك، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه لايزال عند موقفه من حكومة دمشق. وأشار المتحدث الرسمي، بيتر ستانو، إلى أن الاتحاد يتمسك بعدم التطبيع مع سورية، وعدم رفع العقوبات ضدها، أو المشاركة في إعادة إعمارها دون تغيير سياسي.

وقال إن دول الاتحاد ستبحث هذا الأسبوع تداعيات قرار عودة سورية إلى الجامعة العربية. وتابع قائلا إن «الاتحاد سجل موقف جامعة الدول العربية تجاه سورية، وبدأ مشاورات مع الشركاء في المنطقة» حول الخطوة.

لم الشمل

في المقابل، شكر الرئيس السوري في اتصال هاتفي رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على «الدور الذي تقوم به الإمارات من أجل لم الشمل، وتحسين العلاقات العربية».

كما أعرب الاسد عن شكره لنظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، لدعمه استعادة دمشق لمقعدها في الجامعة العربية. واتفق الرجلان على تبادل الزيارات.