أكد الفنان والمخرج عبدالعزيز صفر، أن التميز على خشبة المسرح يأتي من تنوع الأفكار والرؤى الإخراجية، وحركة الممثلين، والفلسفة الخاصة، والبصمة الفنية، وزاوية المعالجة، لأن التشابه بين هذه العناصر يصيب الساحة الفنية بالتخمة، التي لا تُعد إضافة، بل تمثل عبئاً على الفن والجمهور معاً.

وأضاف صفر، في لقاء مع «الجريدة»، أنه يحاول من خلال أعماله تقديم هموم خاصة، ومشكلات نابعة من المجتمع، بالاعتماد على دراسات وأسس علمية سليمة، وهنا تكون منافسة الفنان مع نفسه، وليس مع الآخرين، وهي المعادلة الصحيحة لتقديم الفن والإبداع بنجاح، وتحقيق جماهيرية وإقبال على المسرح.

Ad

لغة عالمية

وقال إن الفن لغة عالمية، ويأتي هذا باستخدام العناصر السليمة للعمل الإبداعي من دون تهميش أو تسطيح، وهنا يمكن الوصول للمتفرج حول العالم بسهولة، فالعالمية تأتي من الإغراق في المحلية ومخاطبة المجتمع الداخلي ومشكلاته بصدق وواقعية، ليعبر هذا الصدق الحدود من دون حواجز أو معوقات.

وأكد أن المسرح علم واسع وكبير، ويضم داخله علوماً أخرى متعددة، منها: فنون التأثير، والخطابة، والتمثيل، ولغة الجسد، وطبقات الصوت، ووقع الكلمة، وعلم القصة، وغيرها الكثير من العناصر التي يجب أن يلم بها فنان المسرح الواعي المثقف.

فن الارتجال

وحول فن الارتجال، قال صفر: «للأسف، لا يعرف البعض أو الكثيرون عن حقيقة فن الارتجال، فحركة الفنان على المسرح وطبقة صوته ارتجال، حتى لو موجودة في النص أو قمت برسمها كمخرج واتفقت عليها مع الفنان، لأن الممثل يضع روحه وبصمته الشخصية على الدور الذي يجسده، وهذه أمور خارج السيطرة، بل تنبع من إبداع كل فنان وقدرته على التقمص والارتجال على خشبة المسرح، فالارتجال هو فعل الشخصية نفسها حين تحول النص إلى روح وحركة».

واستطرد: «الفنان عليه دور مهم في الارتجال، وهنا يظهر حجم إبداعه، فالارتجال مادة علمية يتم تدريسها على أسس ودراسات، ويهدف إلى إثراء المشهد بالكوميديا أو التراجيديا والمشاعر والحركات داخل الموقف، وليس بشكل عشوائي غير مدروس».

واستنكر صفر أن يكون الارتجال هو الخروج على النص والدخول والخروج غير المبرر على خشبة المسرح، وأن يكون الضحك في أي وقت، والكلام أو الإضاءة أو الموسيقى دون ضوابط، مؤكداً أن هذه الحالة ليست فناً ولا إبداعاً، بل فوضى على خشبة المسرح تسيء ولا تفيد.

إقبال كبير

وحول عروض مسرحيته الجديدة (المحترمين)، أكد صفر أن العروض حققت نجاحاً وإقبالاً كبيرين خلال موسم عيد الفطر، لذلك فالعروض مستمرة حتى موسم عيد الأضحى، مشيداً بحالة التفاهم والتناغم الموجودة بين فريق العمل و«قروب المظفر»، الذي تم تكوينه بالتعاون بينه وبين الفنان خالد المظفر، الذي يعتبر أحد تلامذته، وتعلَّم على يديه أصول فن المسرح، وهي واحدة من الأعمال التي تشهد سلسلة من التعاون المستمر بينهما، بعد أحدث أعمالهما معاً في رمضان الماضي، من خلال مسلسل «سقط سهواً»، الذي تشاركا في كتابته.

وأشاد بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. مساعد الزامل لعروض المسرحية، لدعم وتشجيع الفنانين أبطال العمل، وهم: خالد المظفر، ومحمد الدوسري، وإيمان فيصل، وزينب بهمن، وأحمد المظفر، وإبراهيم الشيخلي، ومهدي دشتي، وسلمان كايد، وهيا السعيد. والمسرحية إشراف عام عبدالله المظفر، بالتعاون مع مهندسة الديكور د. فاطمة القامس، وهي من تأليفه وإخراجه، وتقدم رؤية فانتازيا حول العديد من القضايا الاجتماعية التي نواجهها بأسلوب كوميدي ساخر.