اشتهرت معظم النقع البحرية القديمة في الكويت بأسماء ملاكها أصحاب السفن والتجار القدامى، فامتلاك نقعة أو أكثر يعد حظوة لا ينالها إلا القليلون، وهي تعبير بأحد أوجهها عن الوجاهة الاجتماعية والثراء وقوة النفوذ، وارتبط باسم الفريج الواقعة فيه.

وكتاب «نقع الكويت ومراسيها»، الصادر حديثاً عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، والذي أعده وكتبه الدكتور وحيد مفضل، والجامع لتاريخ النقع وتطورها وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، يعتبر من الدراسات ذات المنهج العلمي والتاريخي الشامل.

Ad

نقع الكويت البحرية القديمة، لم تكن مجرد بناء صخري أو ظاهرة إنشائية ساحلية من صنع المؤسسين الأوائل، كما يشير المؤلف، إنما مسرح للحياة الاقتصادية والاجتماعية القديمة بالكويت في عصر ما قبل النفط، كما كانت كل نقعة عبارة عن أرشيف للذكريات وورشة عمل.

الدراسة الشاملة عن «النقع» تعتبر إضافة للتراث البحري الكويتي القديم، لم تأخذ حقها مقارنة بصناعة السفن الشراعية ومهنة الغوص على اللؤلؤ.

يتكون الكتاب من خمسة فصول رئيسية، يختص الفصل الثالث باستعراض أبرز النقع البحرية القديمة والقائمة على ساحل مدينة الكويت في بداية الخمسينيات، حيث يتناول كل نقعة من تلك النقع، على حدة، ويصفها بشكل مختصر مدعوم بالصور والوثائق.

وتم تقسيم النقع القديمة إلى مجموعتين رئيسيتين، الأولى تضم نقع الحي القبلي «جبلة»، والثانية نقع الحي الشرقي «شرق»، وتمتد من بداية حدود شارع الميدان بمواجهة نقعة معرفي حتى حدود الشارع الجديد تجاه «الفرضة».

وهناك 19 «نقعة» في «حي جبلة» مع ميناء الكويت القديم «الفرضة»، و25 «نقعة» في «حي شرق»، إضافة إلى عدد من «الإسكلة» ونقعتين جنوبيتين في الفنطاس والفحيحيل وكذلك نقع في جزيرة فيلكا.

أما «نقع حي جبلة» فهي كالتالي: نقعة الساير، نقعة سعود المطيري، نقعة أحمد الخرافي، نقعة العثمان، نقعة علي المبارك، نقعة العبدالجليل، نقعة حمد الصقر، نقعة علي المانع البدر، نقعة ناصر البدر، نقعة فلاح الخرافي، نقعة الخالد، نقعة المرزوق (بودي سابقاً) نقعة الخشتي وسيد ياسين الرفاعي، نقعة سعود الصباح، نقعة الوكيل، نقعة الغنيم «الفرضة» – ميناء الكويت القديم – نقعة الشيوخ، نقعة الإبراهيم.

في حين أن نقع «حي شرق» بلغت 25 نقعة مع «إسكلة» وعائدة إلى: نقعة شاهين الغانم، إسكلة الشيخ صباح الناصر، نقعة معرفي، نقعة الخميس، نقعة بوقماز، نقعة الشملان، نقعة العسعوسي، نقعة النصف، نقعة الفضالة، نقعة التركيت، نقعة النجدي، نقعة هلال، نقعة الروضان، نقعة أحمد المناعي، نقعة جاسم العماني، نقعة المضف والعسعوسي، نقعة علي وراشد الونيان، نقعة راشد بورسلي، نقعة النقيب، نقعة المعتوق، نقعة الشيخ خزعل، إسكلة دار الاعتماد البريطاني، نقعة دسمان.

ومع الوقت تطورت أساليب بناء النقع والمراسي، فظهرت المراسي الحديثة التي تتسم بالتنوع وجمال التصميم الهندسي وضخامة الأرصفة البحرية، لذلك تزايدت أعدادها وفي مواقع مختلفة على طول ساحل الكويت البحري، وتختلف النقع والمراسي البحرية الحديثة كلية بالشكل وطريقة البناء وأسلوب رسو السفن، ويوجد الآن نحو 10 مراس كبيرة ونقع حديثة تتبع لشركة المشروعات السياحية والنوادي البحرية.

والحديث عن النقع البحرية القديمة جعل من واجهة الكويت البحرية مرآة للتطور العمراني والاقتصادي للدولة، فهذه البقعة الجغرافية كانت شاهداً على ولع السلف بحياة البحر والعمل من أجل كسب المال والرزق، وشاهداً على براعة الآباء والأجداد في تحدي الصعاب وفقر الموارد والظروف البيئية.