أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي الموافق الخامس من مايو أن جائحة كورونا (اللعينة) انتهت ولم تعد تلك الحالة الطبية الطارئة التي تستدعي منا الاهتمام بعد الآن، بل يجب التعامل معها وبالمختصر، على أنها عارض طبي عادي جدا والسلام، هذا الكلام وبغض النظر عن آراء وتوجهات منتقدي منظمة الصحة ذاتها، قد خرج من أطباء مختصين وأصحاب باع طويل في الصحة العامة لهم ما لهم ووجب احترام علمهم.
لكن ما يعنني الآن هو الدرس المستفاد هنا والعبرة من هذا كله، فمنذ إعلان (كورونا) كجائحة، حصدت هذه الجائحة أرواح قرابة العشرين مليون نسمة حول العالم، ولولا تدخل العلم التطبيقي والتجريبي لما كان لنا اليوم أن نعاود ممارسة حياتنا بالصورة المعتادة، وعليه من الضروري ألا يتناسى الناس حقا ما مررنا به من حظر تجوال وحياة العزلة التي عشناها في تلك الأيام، كما وجب أن نواجه حقيقة المسألة بأن كورونا كما الأمراض الأخرى قد استخدم كسلاح موجه سياسيا وإعلاميا وخلافه، ففي نهاية المطاف، أينما وجد المال وجدت المصلحة والسياسة لتخدم سطوته.
لكن هل تيقنا واستفدنا نحن هنا في الكويت من الذي حصل؟! هل أخذنا العبرة وخرجنا بالحد الأدنى من الاستفادة من الجائحة؟! الإجابة عن تلك التساؤلات برأيي الشخصي هي: لا طبعا. لم نقم باتخاذ أدنى التدابير في ضخ الميزانيات للبحث العلمي التطبيقي الذي من شأنه أن يعطي مثل تلك الأمور أهميتها، ولم نقم بتدشين مراكز مختصة للتعامل مع الكوارث والأزمات، بل وجب علينا حقا أن نبدأ بالتعامل مع البحث العلمي التطبيقي خاصة في الأمور الصحية على أسس وخطط مستقبلية تحفظ للبلاد أمنها الصحي في قادم الأيام، فـ(كورونا) مثله مثل أي مرض قد يجوب العالم ويحل ضيفا ثقيلاً غير مرغوب فيه في قادم الأيام.
لم نلحظ في الأوساط العلمية إلا تناقصا في الدعم المادي والمعنوي للبحث العلمي في الدولة، وهو أمر وجب تقويمه وتعديله، كما وجب أن نتخذ من كورونا كحالة تستحق الوقوف عندها لنستفيد أقصى استفادة ممكنة في القادم من الأيام.
نحن محظوظون ولله الحمد أننا عشنا خلال الأيام الماضية وعاصرنا الجائحة، والآن لدينا فرصة لنتناقل أخبار تلك الأيام ما بين الأحباب والأصدقاء، ورحم الله من خسرنا من أرواح وأطال الله أعمار أحبابنا جميعا، ووجب أن نتخذ العبرة والعظة من تلك الأيام وأن نعطي العلم مكانته الطبيعية في قادم الأيام.