الذكرى المئوية لميلاد حيدر علييف الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني
يُصادف في العاشر من مايو 2023، الذكرى المئوية لميلاد حيدر علييف الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني ومؤسس دولة أذربيجان المستقلة والشخصية السياسية البارزة الذي وضع أسس العلاقات بين أذربيجان وبين دول العالم أجمع ومعها الكويت، وفي هذا الصدد تم إعلان عام 2023 «عام حيدر علييف» بموجب مرسوم صدر عن رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف.
قاد الزعيم القومي حيدر علييف أذربيجان السوفياتية من 1969 إلى 1982، وهو متعصب كبير لشعبه الأصلي، وقام بتنفيذ برنامج واسع للإصلاحات في كل مجالات الحياة من أجل تحويل أذربيجان إلى إحدى أكثر جمهوريات الاتحاد السوفياتي تقدما.
في الأعوام التي قاد بلاده، تم إنشاء المئات من المصانع والمؤسسات الإنتاجية، وإطلاق 213 مؤسسة صناعية كبيرة في أراضي الجمهورية، وبدأ تشغيل أول مصنع لإنتاج مكيفات الهواء في الاتحاد السوفياتي السابق في باكو عام 1975، وكانت كوبا أكبر مستورد لـ«مكيفات باكو».
مئات المباني السكنية والفنادق والمدارس والمستشفيات وقصور الثقافة التي تضفي اليوم جمالًا على العاصمة باكو، والمصانع والمؤسسات والمنشآت الصناعية الضخمة ومجمعات الإنتاج الكبيرة وخزانات المياه وخط أنبوب نهر كور والمناطق الخضراء ومراكز الترفيه والطرق التي تشكل جوهرا لاقتصادنا، وبما في ذلك إنشاء خط سكة حديد باكو-بالاكان الذي يربط الجزء الشمالي الغربي للبلاد بالعاصمة وكذلك إنشاء خط السكة الحديدية إلى مدينة خانكندي لقره باغ، كانت نتيجة نشاط حيدر علييف الدؤوب وحبه للوطن الأم.
في ديسمبر 1982، تم تعيين حيدر علييف في منصب النائب الأول لرئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفياتي، والذي أولى دائما أهمية كبيرة لتنمية العلاقات مع الدول الإسلامية والتضامن الإسلامي، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، نالت جمهوريات الاتحاد استقلالها بينها أذربيجان في 18 أكتوبر 1991، ولكن في السنوات الأولى لاستقلالنا، كانت في الجمهورية أزمة اجتماعية واقتصادية حادة وعنف وفوضى، وكان البلد على شفا حرب أهلية إضافة إلى احتلال 20٪ من أراضينا.
وفي هذا الوضع المعقد، وتلبية لنداء شعبه، عاد الزعيم القومي حيدر علييف إلى السلطة في 1993 وقاد أذربيجان المستقلة لمدة 10 سنوات، وخلال فترة قيادته هذه تم إرساء تنمية مستقلة وتنفيذ العديد من النجاحات، كما منع العنف والحرب الأهلية وتم تحقيق الاستقرار واتخذ إجراءات جادة لتحسين رفاهية السكان، واتخذ خطوات مهمة نحو جذب الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع النفط.
ومنذ الأيام الأولى لقيادته جدد الزعيم القومي سياسة بلاده الخارجية وأعاد بناءها على أساس المصالح الاستراتيجية لأذربيجان، كما أقام علاقات تعاون نشطة مع المنظمات الدولية، واتخذ خطوات مهمة نحو جذب الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع النفط، بحيث توصل إلى التوقيع على «اتفاقية القرن» في 20 سبتمبر 1994 رغم العقبات الكبيرة، وأصبح مشروع خط أنابيب النفط باكو- تبيليسي- جيهان المسمى «أسطورة البحار الثلاثة» والذي يحمل اسم القائد العظيم حقيقة واقعة، ويساهم اليوم أيضا في تحسين الرفاهية المادية لشعبنا وجعل وطننا أذربيجان دولة قوية.
مسار فن الدولة لحيدر علييف يواصله اليوم بنجاح ابنه إلهام علييف، رئيس أذربيجان، ومع الزيارة الرسمية التي قام بها إلى الكويت في 10 فبراير 2009 لقائه مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه، دخلت العلاقات الثنائية بين بلدينا إلى مستوى جديد، وقدم سمو الأمير الراحل للرئيس علييف وسام «مبارك الكبير»، كما قدم الرئيس الأذربيجاني للشيخ صباح الأحمد وسام «حيدر علييف» وهو أعلى وسام لأذربيجان.
ويصادف العام المقبل الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان والكويت، ونعتقد أن العلاقات الودية الصادقة القائمة بين قيادات البلدين ستساعدنا في توسيع علاقاتنا وتحقيق إنجازات جديدة في المستقبل القريب.
وإنه لمن دواعي السرور أن العلاقات بين بلدينا تتطور اليوم على خط تصاعدي، كما أن العلاقات البرلمانية تحمل سمة مكثفة وكذلك تنشط اللجنة الحكومية المشتركة، ويزداد عدد السياح الكويتيين الذين يزورون أذربيجان من سنة إلى أخرى عبر رحلات مباشرة بين البلدين، وفي مجال التعليم، ويمكننا القول إنه حتى في القرن الماضي، درس الطلاب الكويتيون في أذربيجان، ويستمر هذا التقليد وهناك حاليا طلاب أذربيجانيون يدرسون في جامعة الكويت.
في الختام، أود أن أشدد على أن أذربيجان اليوم هي دولة رائدة في المنطقة، وتمكّنت من تحرير أراضيها من احتلال استمر 30 عاما، وأن الرئيس إلهام علييف يواصل بنجاح المسار السياسي للقائد العظيم حيدر علييف.
* سفير أذربيجان لدى الكويت.