تلقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس، دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها بمدينة جدة السعودية في 19 الجاري.
وغداة تبادل الرياض ودمشق استئناف العمل الدبلوماسي بعد أكثر من عقد، أوردت الرئاسة السورية، أن الأسد تسلّم الدعوة من سفير السعودية في الأردن نايف بن بندر السديري، الذي نقل إليه «تحيات الملك السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتمنياتهما لحكومة وشعب سورية الشقيق الأمن والاستقرار».
وشكر الأسد العاهل السعودي، قائلاً إنّ «انعقاد القمة العربية المقبلة في السعودية سيعزّز العمل العربي المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب العربية». وفي حال شارك الأسد في القمة فستكون الأولى له منذ قمة سرت في 2010.
إلى ذلك، اتفق وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في أول لقاء من نوعه منذ عام 2011، على وضع خريطة طريق لتطبيع العلاقات، اقترحها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حضور أيضاً وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان.
وفي تفاصيل الخبر:
غداة إصداره أمراً لبعثة الرياض في دمشق باستئناف عملها الدبلوماسيّ بعد أكثر من عقد على إغلاق السفارة، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، الرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في الدورة الـ 32 لاجتماع جامعة الدول العربية المقررة بمدينة جدة في 19 الجاري.
وذكرت الرئاسة السورية أن دعوة الملك سلمان نقلها سفير السعودية في الأردن نايف السديري، وأشارت إلى أن الأسد حمَّله تحياته وشكره للمملكة وقيادتها على الدعوة، مؤكداً أن «انعقاد القمة العربية المقبلة بالسعودية سيعزز العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب العربية».
وقبل ساعات، قررت السعودية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سورية، في تطور ردت عليه وزارة الخارجية السورية بالمثل.
وبعد أكثر من عقد على إغلاق سفارتها في دمشق، أفادت الخارجيّة السعودية بأنّ هذه الخطوة جاءت «انطلاقاً من روابط الأخوّة وحرصاً على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، موضحة أنها أخذت «في الاعتبار» قرار مجلس وزراء خارجيّة الدول العربيّة رقم 8914 الصادر الأسبوع الماضي والقاضي باستئناف مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربيّة اعتباراً من 7 مايو 2023.
خريطة روسية
في موازاة ذلك، اقترحت روسيا أمس، خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة التي قطعت منذ بدء النزاع عام 2011.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال استضافته اجتماعاً رباعياً جمع لأول مرة منذ عام 2011 نظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والسوري فيصل المقداد وبحضور وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، «النتيجة الأمثل للقائنا اليوم قد تكون التوصل إلى اتفاق لتكليف خبراء بوضع مسودة خريطة طريق للتطبيع التركي-السوري، والتي سيتم تقديمها بعد ذلك لرؤساء دولنا».
وبحسب لافروف، فإن هذه الخريطة ستسمح لدمشق وأنقرة بـ«تحديد مواقفهما بوضوح بشأن القضايا ذات الأولوية بالنسبة لهما» بهدف «استعادة الحكومة السورية السيطرة على كامل أراضيها ولتضمن بقوة أمن الحدود مع تركيا»، التي يبلغ طولها 900 كيلومتر. ووفق البيان الختامي، الذي صدر عن الخارجية الروسية، فقد اتفق المجتمعون على تكليف نوابهم بإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع.
وشدد البيان على التزام وزراء خارجية بسيادة سورية ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، مشيراً إلى أنه اتفقوا أيضاً في ظل الأجواء الإيجابية والبناءة على تبادل وجهات النظر ومواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمفاوضات الفنية الرباعية في الفترة المقبلة».
من جهة ثانية، حذر لافروف من أن الولايات المتحدة تجهّز «جيش سورية الحرة» لزعزعة استقرار الأوضاع، مؤكداً أنها لم تعد تكتفي بمجرد دعم السلطات الكردية المعلنة من جانب واحد في منطقة ما وراء الفرات، وكذلك ضخ مزيد من الأسلحة للجماعات المسلحة غير الشرعية التي أنشأتها.وكان المقداد، قال إنه رغم سلبيات السنوات الماضية، هناك فرصة للعمل المشترك مع تركيا بمساعدة ودعم روسيا وإيران.
وأكد أن «الهدف الأساسي بالنسبة لنا هو إنهاء الوجود العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية مهما كان شكله، وهذا بالطبع يشمل القوات التركية، وبدون التقدّم في هذا الموضوع سنبقى نراوح في مكاننا ولن نصل إلى أي نتائج حقيقية، وسنبقى نعمل ونطالب ونصرّ على موضوع الانسحاب»، مؤكدا أن «سوريا تتطلّع إلى المستقبل في علاقتها مع الدول الأخرى، بما يحفظ حقوق الشعب السوري ومصالحه الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها».
كما أكد المقداد ضرورة محاربة كل التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية، والقضاء عليها بمختلف مسمياتها، فكل هذه التنظيمات تشكل خطراً على سورية وعلى الدول الأخرى.
في غضون ذلك، أصيب ضابط وأربعة عناصر من الشرطة بجروح أمس جراء انفجار مركبة داخل مركز عملهم في دمشق.
وأعلنت الداخلية السورية عن «انفجار مركبة شرطية ضمن حرم قسم شرطة برزة في دمشق ما أدى إلى إصابة ضابط وأربعة عناصر، بإصابات متفاوتة». وذكرت أنه تمّ إسعاف المصابين إلى المستشفى، في وقت «مازالت التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الحادثة».