نظمت منصة الفن المعاصر (كاب)، تظاهرة فنية تشكيلية، في مقرها بالشويخ، حيث افتتحت أربعة معارض: معرض واحة في صحراء الذات بين الخط والكلمة للشاعرة دينا بسيسو والفنان عبدالرزاق حمودة، ومعرض مشروع توثيق التاريخ الشفوي (أصوات من زمن الاحتلال: النبش في الذاكرة والتاريخ من خلال حكاية)، ومعرض أفضل مئة ملصق عربي 100/100، ومعرض «I am every Woman» للفنانة راسا رومانوفا.
«الجريدة» جالت بمعارض «كاب»، ففي المعرض المشترك للشاعرة بسيسو والفنان حمودة، التقى الفن والبيان، في لقاء جمع الجلال والجمال، فالجلال في الخط، والجمال في النظم، والخط في أصله نقطة، والشعر في أصله صوت، بهاء اجتمع في الحروف والكلمات، وانتهى إلى رقصة متناغمة بين الشعر والخط.
المعرض عبارة عن حوار بين الشاعرة والخطاط يترجم حواراً بين الثقافات المتعددة تحت هوية عربية واحدة، أثراها كل منهما بتجربته الحياتية المتفردة في فن تركيب الحروف عند حمودة، ومهارة عمق الكلمات في شعر دينا.
وفي معرض «مشروع توثيق التاريخ الشفوي»، لطالما احتضن السرد القصصي وحمل إرثنا كبشر من زمن إلى زمن، يصلنا منه ما يسهم في صناعة وتشكيل ما نحن عليه اليوم، وما يضيع منه، مع الأسف، لا يمكن استرجاعه. ومع تحولات أخذت تشق طريقها خلال القرن الماضي في المجال الأكاديمي، فإن السرد القصصي ينسل عبر الحد الفاصل بين العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويأتي ليتبوأ مكانته في الأوساط الأكاديمية. إن مشروع توثيق التاريخ الشفوي التابع لمكتبة الجامعة الأميركية في الكويت يسعى لتوثيق التواريخ الشخصية لأفراد عاشوا في الكويت، وعايشوا شتى التجارب الشخصية والأحداث العامة. ويستعرض المعرض من أرشيف المشروع مقاطع من مقابلات مسجلة، تنطوي على قصص شخصية لرواة عايشوا الاحتلال العراقي للكويت، مصحوبة بمواد مرئية تستعرض جوانب مختلفة من حياة الرواة.
وبهذه المناسبة، ذكرت مديرة المشروع ريم العلي، أنه «أول معرض عن التاريخ الشفوي في الكويت والمنطقة، وتمت مقابلة شخصيات مختلفة، مثل: الإعلامية ليلى أحمد، والأديب وليد الرجيب، والكاتب عبدالعزيز فاروق، والكاتب حمزة عليان وغيرهم».
وعن معرضها الشخصي، قالت الفنانة رومانوفا: «الرسم بالنسبة لي إلهام قادم من الطبيعة، والأدب والموسيقى، والمشاعر، والرؤى من أحلامي».
كانت راسا شغوفة بالفن منذ الطفولة، وعلى مدار عقدين من الزمن أقامت العديد من المعارض الفردية والمشتركة في الكثير من البلدان الأوروبية، وكذلك في الكويت. تستكشف لوحاتها الألوان والقوة الداخلية والقدرة على الانفتاح والازدهار، وهي تحاول في أعمالها التعمق في طبيعة والعواطف الأنثوية، وتعلق: «رسوماتي هي انعكاس لحالاتي المختلفة في فترات مختلفة من حياتي. ومع ذلك فهي أيضاً تعبير عن التحول السلس لكل امرأة».
وكان المعرض الرابع (أفضل مئة ملصق عربي 100/100) عبارة عن منصة مستقلة للتصميم الغرافيكي. وتقوم رؤيته على توثيق الثقافة البصرية العربية المعاصرة، من أجل إلهام وتعليم وربط المواهب الصاعدة، والأكاديميين والمحترفين ببعض، والمشاركة في إظهار وعرض منظور التصميم الغرافيكي العربي للعالم.
ونشاط المعرض الرئيسي هو بينالي مسابقة أفضل مئة ملصق عربي 100/100، حيث يرحبون بكل مصمم، ويشجعونه على التقديم في المسابقة، سواء كان يستخدم اللغة العربية في تصميماته، أو لديه عميل عربي، أو ما زال يدرس. والمشاركة في المسابقة مجانية بالكامل، وتتكون لجنة التحكيم من محترفين وأكاديميين ومصممين مستقلين من المنطقة العربية يساهمون بوقتهم وخبراتهم بشكل تطوعي، ويتم عرض الملصقات الفائزة في معرض متنقل بالمنطقة العربية والعالم.
جدير بالذكر، أن المسابقة بدأت في الجامعة الألمانية بالقاهرة في كلية الفنون والعلوم التطبيقية- قسم تصميم الغرافيك، على يد مجموعة من الأكاديميين، كمشروع تمهيدي للماجستير في فصل الشتاء الدراسي لعام 2015.