خاص

محمد كاظم: المسلسلات القصيرة في الكويت «هبَّة» أثبتت فشلها

• أكد لـ «الجريدة•» أن المنتجين سيعزفون عنها ويعودون لإنتاج 30 حلقة

نشر في 12-05-2023
آخر تحديث 11-05-2023 | 17:58
لا يتوقع المخرج محمد كاظم الاستمرار في إنتاج المسلسلات القصيرة الموسمية المكونة من 5 إلى 10 حلقات، وأكد في حوار مع «الجريدة» أنها لا تقدم قيمة فنية إنما مجرد حضور سريع ومؤقت يزول مفعوله بمجرد انتهاء عرضها، وإلى التفاصيل:

• حتى الآن لم تقدم مسلسلا قصيرا فما السبب؟

- لم أجد النص الذي يستهويني، بغض النظر عن عدد الحلقات، ولكن بشكل عام لي وجهة نظر في تلك النوعية من الأعمال تجعلني غير متلهف للعمل عليها، حيث أرى أن المسلسلات القصيرة في الكويت صارت «هبَة» أو موضة انتبه لها المنتجون خلال العامين الأخيرين، وخاصة بعد انحسار جائحة كورونا، نتيجة سرعة تنفيذها ونقص السوق الفني نتيجة توقف عجلة الإنتاج خلال الجائحة، فكانت تلك المسلسلات حلا سريعا لتدارك الأزمة وسد ساعات العرض على المنصات الرقمية التي انتعشت في تلك المرحلة تحديدا وشهدت إقبالا مضاعفا.

• ألا تجد قيمة فنية تقدمها تلك المسلسلات؟

- لا يمكن التعميم ولكن بشكل إجمالي ونظرتي كمخرج ومونتير لأعمالي وأعمال غيري من المخرجين والفنانين، لا أجد قيمة فنية واضحة لتلك المسلسلات، ولا أجد أحدها ترك بصمة لدى الجمهور، بل أرى أنها بمجرد انتهاء عرضها تذهب في طي النسيان ولا يتذكرها أحد، وكأنها وجبة سريعة تم التهامها دون قيمة غذائية، فقط تشعرك بالشبع لفترة ولكن سرعان ما يزول أثرها وتبحث عن غيرها دون مذاق يبقى في الذاكرة، ولذلك يمكن اعتبار تلك المسلسلات السريعة في الإنتاج والتنفيذ والعرض والنسيان أحد تداعيات عصر السرعة الذي فرض نفسه علينا في العديد من أمور الحياة.

• بشكل عام تعتبرها تجربة ناجحة أم فاشلة؟

- الاستمرار هو دليل النجاح، أما التجارب القصيرة العمر التي تشبه الومضة وسرعان ما تزول بالتأكيد أثبتت فشلها، والدليل على ذلك أنني بدأت أرى توجها لدى المنتجين بالعودة إلى إنتاج المسلسلات الطويلة ذات الـ30 حلقة، لأنها تترك بصمة أكثر مع الجمهور، ويظل يتذكرها ويتذكر نجومها، أما الفن السريع فلم يثبت قيمته ماديا لدى المنتجين، نعم يحقق أرباحا ولكن الربح وحده لا يكفي، فيجب تقديم قيمة حقيقية وإلا سيخسر المنتج على المدى الطويل، ولذلك فإنه من الذكاء التراجع عن تلك الأعمال مبكرا وقبل استغراق المزيد من السنوات في اختبارها.

مسلسل «الصفقة» نجح إعلامياً لا فنياً بتسليطه الضوء على قضايا المرأة

• إذن ما الذي دفع المنتجين في البداية إلى دعم تلك المسلسلات؟

- المسلسلات القصيرة لا تستغرق مدة طويلة في تنفيذها، فقد تتطلب 18 إلى 20 يوما، وهي قيمة إنتاجية بالنسبة للمنتج، الذي يعتبر كل يوم يمر عليه بالتصوير كلفة مادية باهظة، كما أن وجود المنصات وانتشارها وإقبال الجمهور عليها فتح سوقا لبيع تلك الأعمال وتحقيق مكاسب سريعة، فضلا عن ذلك فإنها تتخلص من سلطة الرقيب داخل الكويت، نتيجة عرضها على منصات رقمية، وهي فرصة للمنتجين وبعض المؤلفين لفتح قضايا لا يقبلها التلفزيون الحكومي أو القنوات المحلية، وفي المقابل أبرز سلبياتها أنها تفتح بابا لاستغلال المنتجين للمؤلفين، فيشترون كتاباتهم بأسعار أقل بكثير من المسلسلات الطويلة، بزعم أن أعمالهم قصيرة، ولكن العديد من تلك التعاقدات لا تنصف المؤلفين.

• البعض قد يرى رأيك كالذي يسير إلى الوراء متمسكا بالنمط القديم للمسلسلات المطولة؟

- بالنهاية الفن أذواق متعددة، ولا خطأ في التنويع وإرضاء الجميع، المهم هو تقديم قيمة فنية حقيقية تبقى مع الجمهور وتترك أثرا، وربما أجد في مرحلة ما النص الذي يدفعني إلى إخراج مسلسل قصير، وللأمانة المهنية فقد قمت بمونتاج المسلسل القصير «الصفقة»، الذي أحدث ضجة فور إنتاجه، لكني أعترف بأنها ضجة إعلامية، نتيجة البذخ الإنتاجي والدعاية والتسويق للمسلسل، ولا أنكر أنه حقق مشاهدة كبيرة، ولكن في رأيي الشخصي هذا التأثير لم يكن نتيجة قيمة المسلسل الفنية، بقدر تركيزه على قضايا تمكين المرأة في الكويت، وهي قضية تحظى باهتمام إعلامي وسياسي ومجتمعي، كما فتح ملفا لم يفتح من قبل، حول أول سيدتين يعملان بالبورصة الكويتية فكانت قضية جذبت أنظار الجمهور.

• هل لديك أعمال جديدة خلال الفترة المقبلة؟

- حاليا أنا في فترة راحة تتخللها قراءة بعض النصوص التي لم أتخذ قرارا بشأنها حتى الآن، ولدينا متسع من الوقت قبل الشروع في عمل جديد، خاصة أنني بذلت مجهودا كبيرا في مسلسلي الرمضاني «نون النسوة»، الذي عرض خلال رمضان الماضي في 30 حلقة وحقق نجاحا كبيرا، وهي فرصة أشكر من خلالها فريق العمل بالمسلسل والنجوم الذين تجاوز عددهم 40 فنانا، والمسلسل من تأليف الكاتبة والسيناريست سلام محمد، وإنتاج شركة سبيكتروم، وطرح قضية شبه محورية حول أنماط العلاقات الزوجية بأنواعها من خلال تناول 5 أنماط كلها من واقع المجتمع.

back to top