لهجتنا في القرآن (1)

نشر في 12-05-2023
آخر تحديث 11-05-2023 | 19:32
 د. محمد عبدالرحمن العقيل

قد يظن بعض الناس أن اللهجة الكويتية بعيدة عن العربية، والواقع هي عكس ذلك، وقد تكون اللهجة الكويتية من أقرب اللهجات للغة العربية، لكن لفظها بالعامية قد يشعر بعضهم أنه لا علاقة لها بالفصحى، ولكن في الحقيقة هي من صميم الفصحى نفسها.

وقد يرجع هذا التقارب بسبب الدراسة في الكتاتيب، وفي هذا المقال المتواضع أقدم بعض الكلمات التي ورد ذكرها ومعناها في القرآن الكريم، والتي أظن أن استخدامها يكثر بالذات في اللهجة الكويتية، وسنلاحظ التشابه الكبير بينها في المعنى والمبنى، بل إنني لاحظت أن أغلب الكلمات الكويتية الأصيلة يرجع أصلها للعربية الفصحى والقرآن الكريم.

سأبدأ لكم بذكر الآية ثم معناها وما يقابلها في اللهجة: قال تعالى: «لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ»، واللغو ما يَرِد على اللسان من حلف وغيره، من غير قصد وفي العامية نقول (بسكم لغوة) أي (كلام فاضي)، وقوله تعالى: «إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ»، ويقابلها في اللهجة بالوصف (مبيّت النيّة).

وقوله: «يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ» التخبط هو المس والإفساد، ومن معانيها الوطء الشديد بالقدم، ونقولها بلهجتنا (لا تخبّط) «حوباً كبيراً»، أي ظلم عظيم أو ذنب كبير، و(الحوبة) باللهجة العامية هي المظلمة التي قد تترتب عليها عقوبة من الله على الظالم، وقوله: «من سعته» من الطاقة والاتساع، ونقول بالعامية (عند الله السعة).

وقوله عز وجل: «قطوفها دانيةٌ»، نقول بالعامية (دانية) مقتربة (ادن يمي) أي ادنُ بجانبي، أو (دن) أي أعط مسافة، «أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ» أكننتم أي أخفيتم، ونقول بالعامية (يكنها بقلبه)، وقوله: «... إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ»، نقول في العامية (قص الحق من نفسك) أي اعدل وبيّن الحق.

«وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً» أي واهجرني للأبد أو لوقت طويل، وفي العامية نقول (مولِيّه) بمعنى أبدا. وقول الله تعالى: «أصحاب الكهف والرقيم»، الرقيم اللوح الذي يكتب عليه، وفي اللهجة القديمة كانوا يطلقون على دفتر التسجيل والحساب (بالرقم) بتخفيف القاف وحذف الياء، ومنها اشتهرت إحدى العوائل الكويتية بهذا الاسم، وفعل الأمر منها (ارقم) أي احسب أو سجّل، وقوله عز وجل: «كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا» أركس في اللغة: انتكس ووقع على رأسه، وباللهجة (رِكَس في البحر) سقط في قاع البحر وثبت، وقوله سبحانه: «قُلْ إِي وَرَبِّي» إي بمعنى نعم، وقوله: «فتذروها كالمعلقة»، ويقابلها باللهجة (لا تعلقني)، وقوله سبحانه: «أكّالون للسحت» السحت هو ما خبث وقبح من المكاسب، وباللهجة ترمز للمال الحرام، والقباحة أحيانا (سحت).

وفي قول تعالى: «ليردوهم»، و«إذا ترّدى» ويقصد بها الهلاك في القرآن، وأما في اللغة فهي من الرداءة، وبالعامية نقول (هذا ردي)، وقوله عز وجل: «مدحوراً» مهزوم، وبالعامية القديمة (دحره) أي اتركه أو أهمله، أو صدّه، وقوله: «قائلون» نائمون بالظهيرة، ونقول بالعامية (يقيّل) بتخفيف القاف، أما قوله تعالى: «يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ» ففي اللهجة يخصف أي يلزق ورقة على ورقة، و(الخصّاف) باللهجة هو الذي يصنع الأشياء من سعف النخيل، وسأشارككم بكلمات أخرى في المقالات القادمة.

back to top