أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الكويت تؤدي دورا حيويا كقوة للسلام والأمن والدبلوماسية في الشرق الأوسط والعالم.

جاء ذلك خلال جلسة مباحثات رسمية عقدت بين وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح والوزير بلينكن بمقر «الخارجية» الأميركية.

Ad

وقال بلينكن «إننا نرى الكويت تؤدي دورا حيويا كقوة للسلام والأمن والدبلوماسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه على مستوى العالم، وخاصة في هذه الأوقات، فهذا مهم للغاية بالنسبة لنا».

وأضاف: «لدينا الكثير مما يمكن تشاركه اليوم والتشاور حول مجموعة متنوعة من القضايا من سورية إلى اليمن إلى الوضع الأوسع في الشرق الأوسط».

وأعرب عن امتنان الولايات المتحدة للكويت وما قدّمته نحو مساعدة إجلاء المواطنين والرعايا الأميركيين من السودان في ظل أوضاع أمنية حرجة ومعقّدة، قائلا «ان الكويت كانت فعليا الدولة الأولى التي تقول ما يمكننا فعله، وكيف يمكننا المساعدة، ومنذ عقود ونحن ندافع عن بعضنا ومع بعضنا».

وعبّر عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة المتميزة والشراكة الاستراتيجية القائمة مع الكويت في جميع المجالات، مشيدا بما توصلت إليه من مستويات رفيعة وعالية، آملا الارتقاء بها إلى أبعاد أوسع وأكثر شمولية.

وأثنى الوزير الأميركي على حكمة الكويت واتّزان سياستها الخارجية ومساعيها الدائمة نحو ترسيخ دعائم الأمن والسّلم في المنطقة.

شراكة استراتيجية

من جانبه، قال الشيخ سالم الصباح إن الكويت والولايات المتحدة لديهما شراكة وصداقة استراتيجية قوية للغاية، مضيفا أنه يتطلع خلال محادثاته «لمناقشة تلك الصداقة وكيف يمكننا الرقيّ بتلك الشراكة وتلك الصداقة والبناء عليها».

وتابع أن «الولايات المتحدة تلعب دورا محوريا للغاية في الحفاظ على السلام والأمن في منطقتنا»، مضيفا «ونحن نشكرك على ذلك، ونأمل أن تستمر الولايات المتحدة في أداء دور الاستقرار في منطقتنا.. أعتقد أن ذلك الدور مهم للغاية».

وشدد على «أن منطقتنا تواجه أزمات كثيرة جدا، وهناك أزمات أخرى على الصعيد العالمي أيضا، وأعتقد أننا يجب أن نناقشها»، مؤكدا أن الكويت «انطلاقا من دورها في بناء الجسور كدولة تجمع الأطراف معا تحاول حل النزاعات بالوسائل السلمية».

وقال الصباح «إن عالمنا اليوم ينتقل إلى مكان خطير وأعتقد أن دولا مثل الولايات المتحدة والكويت تشترك في نفس مبادئ السلام والأمن الدوليين والحاجة إلى الحفاظ على ذلك.. أعتقد أنه يمكننا العمل معا بطريقة بناءة للغاية لجلب السلام والأمن إلى العالم».

وفي تصريح خاص لـ «كونا» عقب اللقاء قال الصباح إنه عقد اجتماعا «جيدا» مع نظيره الأميركي في مقر وزارة الخارجية الأميركية بالعاصمة واشنطن.

وأضاف أنه طلب من بلينكن أن ينقل إلى الرئيس الأميركي جو بايدن تحيات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وتحيات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.

وأضاف أن «المحادثات كانت مناسبة لنا نحن الاثنان لبحث مجمل أوجه العلاقة القوية والمتينة بين الكويت والولايات المتحدة، وأبدينا ارتياحنا لمستوى هذه العلاقات، وبحثنا أوجه دفع العلاقات إلى مواقع متقدمة».

الجولة السادسة

وأكد الصباح أنه بحث مع بلينكن: «مجمل أوجه الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي التي ستعقد في الكويت أكتوبر المقبل»، مضيفا أن هناك «ارتياحا» من الجانبين لمستوى العلاقات بين البلدين.

وتابع: «من جانب آخر، بحثنا التطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وأولها طبعا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأهمية العمل على تخفيف التوتر في تلك المنطقة».

وقال إنه شكر بلينكن على «الجهود الأميركية والسعودية لوضع حد للصراع الدامي في السودان، ونأمل في الكويت أن تنجح هذه الجهود في وضع حدّ لهذه الحرب».

وأضاف: «اننا بحثنا أيضا تطورات الملف السوري ومجمل التطورات الأخرى في المنطقة، وكان هناك توافق في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع هذه الأزمات وأهمية إنهاء هذه الأزمات في المنطقة».

حروب وأزمات

وشدد على أن «منطقتنا شهدت ما يكفي من الأزمات وشعرت بأن الجانب الأميركي يشاركنا الأمل بأن تضع هذه الحروب أوزارها، ويعود الأمن والسلم إلى منطقتنا».

واستذكر في هذا الإطار المحطات التاريخية التي شهدتها مسيرة الشراكة والصداقة الوثيقة بين الكويت والولايات المتحدة، والتي بنيت على ركائز الأمن والدفاع وتعزيز الاستثمار وتبادل الخبرات وتكريس التعليم والطب وغيرها من ميادين التعاون الثنائي وتجلّى فيها الالتزام الأميركي الصلب بالحفاظ على أمن الكويت وسلامتها.

كما أثنى على متانة التعاون الوثيق القائم بين البلدين الصديقين في المحافل الدولية المختلفة، معربا عن تطلعه لمواصلة نسق هذا التعاون على الصعد كافة، مشيدا بالمستوى المرموق الذي بلغته الشراكة الاستراتيجية بين الكويت والولايات المتحدة.

محاور المباحثات

وجرى خلال جلسة المباحثات الرسمية بين وزيرَي خارجية البلدين بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الحيوية والمهمة في المنطقة ومناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين لدعم الجهود الدولية المشتركة لإحلال السلام والاستقرار، ومن بينها التطورات الأمنية في السودان.

كما تم التطرق إلى ملف الأزمة السورية والجهود الدولية والمساعي الرامية لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق وبحث تطورات الأوضاع في فلسطين والتصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى المستجدات على الساحة العراقية واليمنية.

وكانت الأزمة في أوكرانيا وتبعاتها على الصعيدين الاقليمي والدولي أحد محاور المباحثات وسبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة تداعياتها كذلك، ومناقشة مجالات التعاون المشترك فيما يتصل بمسار الدعم الإنساني للشعوب المنكوبة والمتضررة، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأعاد الوزيران تأكيد الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.

وأعرب الجانبان عن التطلع المشترك لعقد أعمال الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة خلال الربع الأخير من العام الحالي في الكويت تحقيقا للرؤية المشتركة لقيادتَي البلدين الصديقين نحو آفاق أوسع ومستقبل أرحب يعكس تلك التطلعات ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

مينينديز: التزام أميركي بأمن وسلامة الكويت وشعبها

التقى الوزير الصباح، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور بوب مينينديز، ونائب رئيس اللجنة، السيناتور جيمز ريتش، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة.

وقدّم السيناتور مينينديز شكر وامتنان الولايات المتحدة وشعبها على ما قامت به الكويت من جهود في مساعدة إجلاء المواطنين والرعايا الأميركيين من السودان، في ظل أوضاع أمنية حرجة تشهدها الساحة هناك، مشيدا بهذا الموقف الذي يعكس متانة العلاقات التي تربط البلدين وشعبيهما الصديقين.

وأكد خلال اللقاء التزام الولايات المتحدة على الصعيدين الحكومي والبرلماني بأمن وسلامة الكويت وشعبها، وتأكيد حرص الولايات المتحدة للأخذ بعلاقات الصداقة والتقارب الثنائي إلى آفاقٍ أرحب وأشمل، بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

وخص بالذّكر حرص مجلس الشيوخ الأميركي بشكل خاص على دعم وتعزيز التعاون بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات الشعبين الصديقين.

وأعرب عن تقدير بلاده للجهود والمساعي الإنسانية الرائدة التي تقوم بها الكويت وتفاعلها البارز مع المشاهد الدولية ودورها في تعزيز الاستقرار ودعم الجهود الدبلوماسية من أجل تسوية النزاعات في المنطقة.

وتم خلال اللقاء بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ومنها المستجدات الأخيرة المتعلقة بالملف السوري والحلول السياسية المطروحة لإنهاء الأزمة الإنسانية التي يعانيها شعبه الشقيق وتتكبدها دول الجوار.

كما تم بحث المستجدات الأخيرة على الساحة في العراق والتطورات التي تشهدها المنطقة.