أكد رئيس مجلس إدارة شركة «الصفاة للاستثمار» عبدالله التركيت، أن الشركة استطاعت التعامل مع التحديات التي تواجه السوق عموماً بخبرة تعكس قدرتها على مواجهة أي مستجدات، «ولعل نجاحها في هيكلة أوضاعها المالية والعودة من جديد إلى السوق خير دليل على نجاح استراتيجيتها المتبعة خلال الفترة السابقة».

وقال التركيت، على هامش الجمعية، التي انعقدت اليوم، بنسبة حضور بلغت 56.7% إن «الصفاة» على مشارف مرحلة جديدة في مسيرتها، إذ وضعت استراتيجيات واعدة مكملة لأهدافها ورسالتها الاستثمارية.

Ad

وأضاف أنه سيكون من أولويات مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية التركيز ودعم كل ما من شأنه تعظيم حقوق المساهمين، إذ تعتزم الصفاة المضي قُدماً برؤية مستدامة نحو خطة استراتيجية حصيفة تتمثل باقتناص الفرص الاستثمارية وتطويرها من خلال استهداف توسعات محلية وإقليمية معينة، تمكنها من تحقيق أرباح ونتائج مالية قوية، ثم استشراف آفاق جديدة تعزّز من حضورها ومتانتها».

الاندماج مع «كاب كورب»

وعن التطلعات المستقبلية للصفاة، أفاد بأنها غنية وترتكز على حزمة من الخطوات الرئيسية من أهمها خطوة الاندماج مع شركة كاب كورب للاستثمار التي ينتظر اعتمادها من الجمعية غير العادية خلال الاجتماع المقبل، إذ سينتج عن العملية فعالية تشغيلية أعلى من حيث الإيرادات والتكلفة والاتزان المالي الذي سيخلق كياناً مالياً ذا تأثير إيجابي على قيمة الشركة ووضعها في السوق المحلي.

وتابع أن عملية الاندماج المستهدفة تتطلب رفع رأسمال شركة «الصفاة للاستثمار» بنسبة 35.3% ما يعادل 10 ملايين دينار، ما سيؤدي إلى زيادة رأسمال الشركة المصرح به والمصدر والمدفوع ليبلغ 38.3 مليون دينار مقسمة على 383.27 مليون سهم.

وتوقع أن تصل حقوق الملكية إلى ما يقارب 37 مليون دينار، مما سيساهم في زيادة القيمة الدفترية للشركة بنسبة 19% بعد إتمام الدمج، مؤكداً أن الصفاة تتطلع لتشكيل كيان استثماري أكبر وأقوى تتمكن عن طريقه من زيادة حصتها السوقية وسينعكس ذلك إيجاباً على قيمتها السوقية وسيوفر قيمة أكبر لمساهميها.

وأوضح أن الشركة تستهدف قاعدة عملاء أوسع من خلال هذا الاندماج لتزيد من إيرادات الاتعاب والعمولات على محافظ العملاء بنسبة 20%، لافتاً إلى استفادة الكيان الدامج من محفظة أصول متوازنة ومتنوعة مدرّة للدخل تشمل الاستثمارات في الشركات الزميلة التي تنشط في القطاع الاستثماري والعقاري وقطاع تكنولوجيا المعلومات وهذا يخلق تدفق دخل أكثر استقرار.

وتوقع ارتفاع أصول الشركة لتصل إلى ما يقارب 51 مليون دينار، مما يعادل زيادة 39%. ويترتب على ذلك زيادة في الأصول المدارة ليصبح الإجمالي 250 مليون دولار.

وقال التركيت: «ستتمتع شركة الصفاة للاستثمار بعد الاندماج بزيادة في مواردها البشرية ذات الكوادر ذوي الخبرات الكفاءات المتخصصة والمتوقع أن يؤدوا دوراً فعالاً في تحقيق أهداف الشركة وتوجهها الاستراتيجي في المستقبل».

وأكد في سياق متصل، أن مجلس الإدارة وافق على استكمال المتطلبات اللازمة لتمكين شركة «الصفاة» من الحصول على ترخيص صناع السوق، لافتاً إلى سعي الإدارة التنفيذية لاستكمال متطلبات هيئة أسواق المال والحصول على الموافقات اللازمة للبدء بتطبيق نشاط صانع السوق.

وفيما يخص الأعمال الصغيرة، أفاد «بأننا في المراحل الأولية لتحويل مشروع «هيكس أوفس» من مقر للمكاتب المشتركة التابع لشركتنا إلى حاضنة تساهم في تطوير وتنشئة وإنجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الكويت، من خلال الحصول على اعتماد رسمي من الصندوق الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة ليساهم «هيكس أوفس» في مساعدة رواد الأعمال على تطوير الفكرة إلى مشروع ناجح من خلال خلق بيئة تكنولوجية ابتكارية حديثة.

الأوضاع الاقتصادية

وعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية، لفت إلى أن «عام 2022 اتسم بضبابية طغت على أغلب اقتصادات العالم، مما أدى إلى انخفاض في الرؤية ومعاصرة التقلبات والتحديات الناتجة»، ومن بين هذه التحديات، تجاوز معدلات التضخم مستوياتها خلال العقود السابقة، مما ترتب عليه تشديد السياسة النقدية برفع سعر الفائدة في محاولة للجم التضخم وهو ما وصل لمستويات قياسية.

وقال التركيت، إنه اتباعاً لذلك قام بنك الكويت المركزي بزيادة سعر الخصم من 1.5% في ديسمبر 2021 الى 3.5% في ديسمبر 2022»، وكان لذلك أثر مباشر على نسب المخاطر، مما ينعكس على تقييم الاستثمارات، وعلاوة على هذه التحديات الحرب في أوكرانيا ورواسب الجائحة المتبقية.

وعن البيانات المالية، أشار إلى أن إجمالي الإيرادات التشغيلية والاستثمارية المجمعة للمجموعة بلغ 2.8 مليون دينار مقارنة بالعام الماضي 4.5 ملايين دينار، بنسبة انخفاض 38%.

وأردف أن هذا الانخفاض يعود إلى تراجع القيمة العادلة للاستثمارات العقارية من 19.6 مليون دينار في 2021 إلى 17.4 مليون دينار نتج عنه 1.3 مليون دينار خسائر دفترية غير محققة، وتبقى هذه التراجعات دفترية طالما لم نتخارج من هذه الاستثمارات، ومع عودة الأسواق للارتفاع سيكون هناك إمكانية لتعويض كل هذه الانخفاضات.

وتابع أنه على الرغم من ذلك بلغت الإيرادات التشغيلية منها 3.4 ملايين دينار مقارنة بالعام الماضي 3.2 ملايين دينار، مما يمثل نسبة ارتفاع بواقع 6%، ويعود ذلك إلى ارتفاع إيرادات شركة العصرية للطباعة والنشر والتوزيع إلى مستوياتها المعتادة بعد أن شهدت انخفاضاً في المبيعات خلال السنوات السابقة، وذلك ناتج عن الجائحة».

وعلى الرغم من التقلبات الاقتصادية في لبنان، أفاد التركيت بأن الشركة تمكنت من التخارج من 75% من أحد عقاراتها السكنية في لبنان التابعة إلى شركة الازدهار السياحي العقارية، وسجلت الأصول المدارة من «الصفاة» بنهاية العام الماضي نحو 50 مليون دينار، حيث لوحظ انخفاضها بـ 25% مقارنة بالعام السابق، نتيجة لصفقة بيع إحدى المحافظ بقيمة 25 مليون دينار.

واستعرض مشروع الأحمدي كواحد من إنجازات الشركة في القطاع العقاري الذي يعد إحدى الركائز الاقتصادية التي تستثمر بها شركة الصفاة للاستثمار قائلاً: «استطاعت شركة الصفاة للاستثمار القيام بتطوير مجمع متخصص بالأنشطة الحرفية والصناعية للمشاريع المتوسطة والصغيرة الكائن في منطقة شرق الأحمدي للأغراض المتعددة من مخازن ومحلات ومكاتب ترتكز على 12.335 م2، ويعتبر المجمع من المجمعات المتميزة في تلك المنطقة، حيث يوفر الخدمات التكنولوجية وحماية البيانات حسب المعايير العالمية».

وفيما يخص المسؤولية الاجتماعية لشركة الصفاة للاستثمار، أكد التركيت أن الصفاة تعتبر المسؤولية الاجتماعية للشركة جزءاً لا يتجزأ من رسالتها مما ينعكس على الأنشطة والفعاليات التي ننظمها على مدار العام وكان من أهمها تمكين المرأة وبرنامج فرسان الصناعة المعني بالتوعية الشبابية من خلال تعريفهم بماهية الاستثمار وأهميته في تطوير ونشأة اقتصاد الدولة وتحسين مستوى دخل الفرد.

وتابع أن «الصفاة» أولت نشر الثقافة الصحية اهتماماً بالغاً، حيث أقامت الشركة ركناً صحياً بالتعاون مع مستشفى السلام الدولي لنشر الثقافة الصحية الوقائية لكافة المعاملين والزوار في برج الصفاة بمناسبة شهر نوفمبر المخصص عالمياً للتوعية بصحة الرجال، ناهيك عن العمل الخيري المتمثل بحملة تبرعات ساهم فيها موظفو الشركة وكافة العاملين في البرج، هذه الحملة كانت موجهة لتجميع اكبر قدر من الملابس المستعملة النظيفة والتبرع بها للمحتاجين في الكويت وحول العالم بالتعاون مع جمعية التميز لإنساني الخيرية.

مساهمو «الصفاة» و«كاب كورب»
ينتظر أن يصب الاندماج في مصلحة مساهمي «الصفاة» و«كاب كورب»، وسيترتب عليه تكوين كيان رائد بقطاع الاستثمار والخدمات المالية الإسلامية، في ظل تركيز الجهود المتعلقة بتقديم المنتجات الاستثمارية والخدمات المقدمة.

وسيؤدي إلى إيجاد قيمة مضافة أكبر على صعيد قاعدة العملاء والمساهمين من جانب الشركتين في إطار دعم التوجه المستقبلي محلياً واقليمياً لاسيما في ظل الاستفادة القصوى من القدرات التشغيلية والكوادر البشرية المحترفة لتحقيق أهداف ورؤى استراتيجية مشتركة.

ووافقت العمومية على كل البنود الواردة في جدول الأعمال وأبرزها المصادقة على تقريري مجلس الإدارة ومراقبي الحسابات، واعتماد البيانات المالية والحسابات الختامية للشركة، عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2022.

فيما تأجل اعتماد مشروع الاندماج بين «الصفاة» و«كاب كورب للاستثمار»عبر الضم، المدرج على جدول أعمال الجمعية غير العادية إلى نهاية الأسبوع المقبل.