بعد حملة انتخابيّة شهدت استقطابًا شديداً، انتُخب الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003 -2010) رئيساً للبرازيل بعد فوزه بفارق ضئيل على منافسه الرئيس اليميني المتطرّف المنتهية ولايته جايير بولسونارو، في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 50.83 بالمئة مقابل 49.17 بالمئة.
وأعلنت المحكمة العليا للانتخابات أن لولا هو الرئيس المقبل، بعد حصوله على 50.9 بالمئة من الأصوات مقابل 49.1 بالمئة لبولسونارو. ومن المقرر تنصيب لولا (77 عاما) في الأول من يناير 2023.
«البرازيل عادت»
وفي خطاب النصر، قال لولا مساء أمس الأول، إن بلاده «تحتاج إلى السلام والوحدة»، مضيفًا أنّها «عادت» إلى الساحة الدوليّة، ولم تعد تريد أن تكون «منبوذة»، مشدّداً على أنه «ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمّة مقسّمة بحالة حرب دائمة». وتابع: «اليوم نقول للعالم إن البرازيل عادت، وإنّها مستعدّة لاستعادة مكانتها».
وكان لولا، أيقونة اليسار، قد نفّذ عقوبة بالسجن بتهمة الفساد (2018 -2019) قبل أن يأمر القضاء بإخلاء سبيله.
ويُعد فوزه عودة مذهلة للرئيس اليساري السابق، وضربة قاسية لبولسونارو، أول رئيس في المنصب لا يُعاد انتخابه.
وقال لولا لعشرات الآلاف من أنصاره المبتهجين الذين احتفلوا بفوزه في شارع باوليستا في ساو باولو: «حتى الآن، لم يتصل بي بولسونارو للاعتراف بفوزي، ولا أعرف ما إذا كان سيتصل أو سيعترف بفوزي».
وتعهّد لولا بالعودة إلى النمو الاقتصادي الذي تقوده الدولة والسياسات الاجتماعية التي ساعدت في انتشال الملايين من براثن الفقر عندما حكم البرازيل منذ 2003 إلى 2010.
كما وعد بمكافحة تدمير غابات الأمازون المطيرة الذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاما، وكذلك جعل البرازيل رائدة في محادثات المناخ العالمية.
«المد الوردي الجديد»
ويعزز فوز لولا «المد الوردي الجديد» في أميركا اللاتينية، بعد انتصارات تاريخية حققها اليسار في انتخابات كولومبيا وتشيلي، ليعيد التحول السياسي الإقليمي الذي حدث قبل عقدين، وقدّم لولا على الساحة العالمية.
ووصف «المد الوردي» لأول مرة موجة من الحكومات اليسارية التي ظهرت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بدءا من هوغو شافيز في فنزويلا وإيفو موراليس في بوليفيا، وكذلك لولا نفسه. وتحولت هذه الدول على مدى السنوات العشر التالية إلى اليمين.
لكن «المد الوردي» عاد مع تفشي التضخم وتأثير جائحة «كورونا»، مما دفع الناخبين المحبطين في أميركا اللاتينية إلى التخلي عن الأحزاب الحاكمة واتباع التعهدات بزيادة الإنفاق الاجتماعي.
وكتب غوستافو بيترو، الذي تم انتخابه في يونيو أول رئيس يساري لكولومبيا على «تويتر»: «يعيش لولا». وكتب الرئيس البوليفي لويس آرس على «تويتر»: «مبروك يا أخي. انتصاركم يقوي الديموقراطية والاندماج في أميركا اللاتينية». وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو: «انتصرت الديموقراطية اليوم في البرازيل».
بولسونارو يعتكف
ومثّل التصويت رفضا للشعبوية اليمينية المتطرفة لبولسونارو، الذي شكّل ائتلافا محافظا جديدا، لكنه فقد الدعم بعد أن سجلت البرازيل واحدة من أسوأ حصيلة وفيات بسبب جائحة كوفيد-19.
ولزم الرئيس المنتهية ولايته الصمت، أمس، قبل فترة انتقالية يتوقع أن تستمر حتى الأول من يناير. وقالت وسائل إعلام برازيلية إن بولسونارو لم يُدل بأي تعليقات بعد خسارته في الانتخابات، وهو موجود في مقر إقامته، ويرفض التواصل مع الوزراء عبر الهاتف أو استقبالهم في المقر الرئاسي».
وناقش بولسونارو العام الماضي علنا رفض قبول نتائج التصويت، وقدّم مزاعم لا أساس لها من أن نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل معرّض للتلاعب. وكتبت النائبة كارلا زامبيلي، وهي من الحلفاء المقربين لبولسونارو، على «تويتر»، في إشارة واضحة إلى النتائج «أعدكم بأني سأكون أكبر معارضة تخيّلها لولا على الإطلاق». وقد تمرّ الأسواق المالية بأسبوع متقلب يترقب فيه المستثمرون التكهنات بشأن حكومة لولا وخطر تشكيك بولسونارو في النتائج.
وأغلق سائقو شاحنات يُعتقد أنهم من أنصار بولسونارو، أمس الأول، طريقا سريعا في 4 أماكن في ولاية ماتو جروسو، وهي منتج رئيسي للحبوب، وفقا للجهة التي تدير الطريق السريع. وفي مقطع فيديو انتشر على الإنترنت، قال رجل إن سائقي شاحنات يخططون لإغلاق طرق سريعة رئيسية، داعين إلى انقلاب عسكري لمنع لولا من تولّي الرئاسة.
تهانٍ
وتدفّقت التهاني على لولا من زعماء أجانب، في مقدّمهم الرئيس الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
وقال بايدن انه «يتطلّع إلى العمل» مع الرئيس الجديد «لمواصلة التعاون بين بلدينا». وصدر الموقف نفسه عن موسكو مع إعلان بوتين عن أمله «أن نعمل على مواصلة تنمية التعاون الروسي- البرازيلي البنّاء في كل المجالات من خلال جهود مشتركة».
تشرشل
فقبل أن يصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيراً خلال الحرب العالمية الثانية، اضطر وينستون تشرشل إلى الاستقالة من قيادة البحرية البريطانية عام 1915 بعد الإخفاق في حملة الدردنيل (غاليبولي) التي سقط فيها عشرات آلاف الجنود. إلا أنه استعاد منصبه بعد 25 عاماً على ذلك، بعيد اجتياح ألمانيا النازية لبولندا في 1 سبتمبر 1939.
وكان تشرشل رئيسا للحكومة البريطانية الائتلافية طوال الحرب العالمية الثانية وشحن طاقات البلاد من خلال خطاباته الحماسية.
وبعد الحرب عرف انتكاسة سياسية جديدة، لكنه عاد إلى السلطة عام 1951 في سن السادسة والسبعين.
ديغول
رأس شارل ديغول صاحب النداء الشهير في 18 يونيو 1940، الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية التي تشكلت في فرنسا بعد تحرير باريس في أغسطس 1944.
لكنه استقال عام 1946 لعجزه عن توحيد رؤية الأحزاب الرئيسية وتحركها. وانسحب حتى من الحياة السياسية بالكامل بعد فشل تجمع الشعب الفرنسي في الانتخابات البلدية عام 1953.
إلا أنه شأنه في ذلك شأن تشرشل، عاد إلى مقدم الساحة بعد سنوات قليلة. ففي 1 يونيو 1958 وبعد تمرّد الجزائر في 13 مايو استعان الرئيس الفرنسي رينيه كوتي بديغول الذي كلّف بتشكيل أول حكومة في ظل الجمهورية الرابعة.
وفي 21 ديسمبر 1958 انتخب ديغول أول رئيس للجمهورية الخامسة.
وغادر السياسة نهائيا في أبريل 1969 بعد فشل استفتاء حول إصلاح مجلس الشيوخ واللامركزية.
بيورن
بعدما شغل مناصب حكومية عدة في ظل الدكتاتورية العسكرية الأرجنتينية، انتخب خوان بيورن رئيسا عام 1946 وأعيد انتخابه في 1951. وأصبح سياسيا يتمتع ببعد أسطوري في تاريخ الأرجنتين، وقد عززت مكانته هذه أناقة وهالة زوجته الممثلة إيفيتا.
وتمتع الزوجان اللذان أسسا الحركة البيرونية بشعبية واسعة، لكن انقلابا عسكريا أطاح بهما عام 1955.
وانتقل بيورن للعيش في المنفى في باراغواي ثم مدريد. وعاد إلى الأرجنتين عودة الأبطال في يونيو 1973، حيث أعيد انتخابه في سبتمبر لولاية ثالثة بعد 18 عاما على مغادرته البلاد، لكنه توفي بعد أقل من سنة على ذلك.
كسياو بينغ
وأقيل دينغ كسياو بينغ مهندس الصين الحديثة، مما مهد الطريق أمامها لتصبح القوة الاقتصادية الكبيرة في القرن الحادي والعشرين، مرات عدة.
وعيّن في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 1945 وعرف صعودا صاروخيا بعد اعتماد النظام الشيوعي في البلاد عام 1949. لكن خلال الثورة الثقافية (1966 - 1976) اتهم بـ «سلوك الطريق الرأسمالية» وأرسل للعمل كفني ميكانيكي في الأقاليم.
في عام 1973 أصبح مجددا نائبا لرئيس الوزراء ثم رئيس أركان الجيوش الصينية، إلا أنه مع وفاة رئيس الوزراء شو إنلاي في يناير 1976 أقيل من جديد «لانحرافه يمينا».
وعاد إلى السلطة عام 1978 وأطلق سياسة إصلاحات وانفتاح اقتصادي.
سوتشي
فازت زعيمة المعارضة البورمية بالانتخابات في مايو 1990، إلا أن النظام العسكري رفض تسليمها السلطة.
أمضت سوتشي 15 عاما في الإقامة الجبرية في دارتها العائلية في رانغون، وأصبحت رئيسة للوزراء في 2016 إثر فوز حزبها في أول انتخابات حرة منذ ربع قرن. إلا أن انقلابا عسكريا جديدا حصل في فبراير 2021، واعتقلت سوتشي في زنزانة انفرادية بسجن في نايبياداو.
برلوسكوني
منذ عام 1994 حكم سيلفيو برلوسكوني إيطاليا 3 مرات، فيما تتماهى مسيرته مع تاريخ البلاد السياسي في السنوات الثلاثين الأخيرة.
في سن السادسة والثمانين ورغم الفضائح الجنسية والمحاكمة التي لطخت سمعته، عاد برلوسكوني مرة جديدة مع إعادة انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ على رأس أحد أحزاب الائتلاف الذي يقوده اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة نهاية سبتمبر الماضي.
وأعلنت المحكمة العليا للانتخابات أن لولا هو الرئيس المقبل، بعد حصوله على 50.9 بالمئة من الأصوات مقابل 49.1 بالمئة لبولسونارو. ومن المقرر تنصيب لولا (77 عاما) في الأول من يناير 2023.
«البرازيل عادت»
وفي خطاب النصر، قال لولا مساء أمس الأول، إن بلاده «تحتاج إلى السلام والوحدة»، مضيفًا أنّها «عادت» إلى الساحة الدوليّة، ولم تعد تريد أن تكون «منبوذة»، مشدّداً على أنه «ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمّة مقسّمة بحالة حرب دائمة». وتابع: «اليوم نقول للعالم إن البرازيل عادت، وإنّها مستعدّة لاستعادة مكانتها».
وكان لولا، أيقونة اليسار، قد نفّذ عقوبة بالسجن بتهمة الفساد (2018 -2019) قبل أن يأمر القضاء بإخلاء سبيله.
ويُعد فوزه عودة مذهلة للرئيس اليساري السابق، وضربة قاسية لبولسونارو، أول رئيس في المنصب لا يُعاد انتخابه.
وقال لولا لعشرات الآلاف من أنصاره المبتهجين الذين احتفلوا بفوزه في شارع باوليستا في ساو باولو: «حتى الآن، لم يتصل بي بولسونارو للاعتراف بفوزي، ولا أعرف ما إذا كان سيتصل أو سيعترف بفوزي».
وتعهّد لولا بالعودة إلى النمو الاقتصادي الذي تقوده الدولة والسياسات الاجتماعية التي ساعدت في انتشال الملايين من براثن الفقر عندما حكم البرازيل منذ 2003 إلى 2010.
كما وعد بمكافحة تدمير غابات الأمازون المطيرة الذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاما، وكذلك جعل البرازيل رائدة في محادثات المناخ العالمية.
«المد الوردي الجديد»
ويعزز فوز لولا «المد الوردي الجديد» في أميركا اللاتينية، بعد انتصارات تاريخية حققها اليسار في انتخابات كولومبيا وتشيلي، ليعيد التحول السياسي الإقليمي الذي حدث قبل عقدين، وقدّم لولا على الساحة العالمية.
ووصف «المد الوردي» لأول مرة موجة من الحكومات اليسارية التي ظهرت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بدءا من هوغو شافيز في فنزويلا وإيفو موراليس في بوليفيا، وكذلك لولا نفسه. وتحولت هذه الدول على مدى السنوات العشر التالية إلى اليمين.
لكن «المد الوردي» عاد مع تفشي التضخم وتأثير جائحة «كورونا»، مما دفع الناخبين المحبطين في أميركا اللاتينية إلى التخلي عن الأحزاب الحاكمة واتباع التعهدات بزيادة الإنفاق الاجتماعي.
وكتب غوستافو بيترو، الذي تم انتخابه في يونيو أول رئيس يساري لكولومبيا على «تويتر»: «يعيش لولا». وكتب الرئيس البوليفي لويس آرس على «تويتر»: «مبروك يا أخي. انتصاركم يقوي الديموقراطية والاندماج في أميركا اللاتينية». وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو: «انتصرت الديموقراطية اليوم في البرازيل».
بولسونارو يعتكف
ومثّل التصويت رفضا للشعبوية اليمينية المتطرفة لبولسونارو، الذي شكّل ائتلافا محافظا جديدا، لكنه فقد الدعم بعد أن سجلت البرازيل واحدة من أسوأ حصيلة وفيات بسبب جائحة كوفيد-19.
ولزم الرئيس المنتهية ولايته الصمت، أمس، قبل فترة انتقالية يتوقع أن تستمر حتى الأول من يناير. وقالت وسائل إعلام برازيلية إن بولسونارو لم يُدل بأي تعليقات بعد خسارته في الانتخابات، وهو موجود في مقر إقامته، ويرفض التواصل مع الوزراء عبر الهاتف أو استقبالهم في المقر الرئاسي».
وناقش بولسونارو العام الماضي علنا رفض قبول نتائج التصويت، وقدّم مزاعم لا أساس لها من أن نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل معرّض للتلاعب. وكتبت النائبة كارلا زامبيلي، وهي من الحلفاء المقربين لبولسونارو، على «تويتر»، في إشارة واضحة إلى النتائج «أعدكم بأني سأكون أكبر معارضة تخيّلها لولا على الإطلاق». وقد تمرّ الأسواق المالية بأسبوع متقلب يترقب فيه المستثمرون التكهنات بشأن حكومة لولا وخطر تشكيك بولسونارو في النتائج.
وأغلق سائقو شاحنات يُعتقد أنهم من أنصار بولسونارو، أمس الأول، طريقا سريعا في 4 أماكن في ولاية ماتو جروسو، وهي منتج رئيسي للحبوب، وفقا للجهة التي تدير الطريق السريع. وفي مقطع فيديو انتشر على الإنترنت، قال رجل إن سائقي شاحنات يخططون لإغلاق طرق سريعة رئيسية، داعين إلى انقلاب عسكري لمنع لولا من تولّي الرئاسة.
تهانٍ
وتدفّقت التهاني على لولا من زعماء أجانب، في مقدّمهم الرئيس الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
وقال بايدن انه «يتطلّع إلى العمل» مع الرئيس الجديد «لمواصلة التعاون بين بلدينا». وصدر الموقف نفسه عن موسكو مع إعلان بوتين عن أمله «أن نعمل على مواصلة تنمية التعاون الروسي- البرازيلي البنّاء في كل المجالات من خلال جهود مشتركة».
من تشرشل إلى لولا... فن العودة إلى السياسة
على غرار لويس لولا دا سيلفا الذي انتخب مجددا رئيسا للبرازيل لولاية ثالثة بعد 4 سنوات على دخوله السجن بطريقة مثيرة للجدل، بسبب شبهات فساد، حقق قادة سياسيون آخرون عودة غير متوقعة إلى الساحة السياسية.تشرشل
فقبل أن يصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيراً خلال الحرب العالمية الثانية، اضطر وينستون تشرشل إلى الاستقالة من قيادة البحرية البريطانية عام 1915 بعد الإخفاق في حملة الدردنيل (غاليبولي) التي سقط فيها عشرات آلاف الجنود. إلا أنه استعاد منصبه بعد 25 عاماً على ذلك، بعيد اجتياح ألمانيا النازية لبولندا في 1 سبتمبر 1939.
وكان تشرشل رئيسا للحكومة البريطانية الائتلافية طوال الحرب العالمية الثانية وشحن طاقات البلاد من خلال خطاباته الحماسية.
وبعد الحرب عرف انتكاسة سياسية جديدة، لكنه عاد إلى السلطة عام 1951 في سن السادسة والسبعين.
ديغول
رأس شارل ديغول صاحب النداء الشهير في 18 يونيو 1940، الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية التي تشكلت في فرنسا بعد تحرير باريس في أغسطس 1944.
لكنه استقال عام 1946 لعجزه عن توحيد رؤية الأحزاب الرئيسية وتحركها. وانسحب حتى من الحياة السياسية بالكامل بعد فشل تجمع الشعب الفرنسي في الانتخابات البلدية عام 1953.
إلا أنه شأنه في ذلك شأن تشرشل، عاد إلى مقدم الساحة بعد سنوات قليلة. ففي 1 يونيو 1958 وبعد تمرّد الجزائر في 13 مايو استعان الرئيس الفرنسي رينيه كوتي بديغول الذي كلّف بتشكيل أول حكومة في ظل الجمهورية الرابعة.
وفي 21 ديسمبر 1958 انتخب ديغول أول رئيس للجمهورية الخامسة.
وغادر السياسة نهائيا في أبريل 1969 بعد فشل استفتاء حول إصلاح مجلس الشيوخ واللامركزية.
بيورن
بعدما شغل مناصب حكومية عدة في ظل الدكتاتورية العسكرية الأرجنتينية، انتخب خوان بيورن رئيسا عام 1946 وأعيد انتخابه في 1951. وأصبح سياسيا يتمتع ببعد أسطوري في تاريخ الأرجنتين، وقد عززت مكانته هذه أناقة وهالة زوجته الممثلة إيفيتا.
وتمتع الزوجان اللذان أسسا الحركة البيرونية بشعبية واسعة، لكن انقلابا عسكريا أطاح بهما عام 1955.
وانتقل بيورن للعيش في المنفى في باراغواي ثم مدريد. وعاد إلى الأرجنتين عودة الأبطال في يونيو 1973، حيث أعيد انتخابه في سبتمبر لولاية ثالثة بعد 18 عاما على مغادرته البلاد، لكنه توفي بعد أقل من سنة على ذلك.
كسياو بينغ
وأقيل دينغ كسياو بينغ مهندس الصين الحديثة، مما مهد الطريق أمامها لتصبح القوة الاقتصادية الكبيرة في القرن الحادي والعشرين، مرات عدة.
وعيّن في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 1945 وعرف صعودا صاروخيا بعد اعتماد النظام الشيوعي في البلاد عام 1949. لكن خلال الثورة الثقافية (1966 - 1976) اتهم بـ «سلوك الطريق الرأسمالية» وأرسل للعمل كفني ميكانيكي في الأقاليم.
في عام 1973 أصبح مجددا نائبا لرئيس الوزراء ثم رئيس أركان الجيوش الصينية، إلا أنه مع وفاة رئيس الوزراء شو إنلاي في يناير 1976 أقيل من جديد «لانحرافه يمينا».
وعاد إلى السلطة عام 1978 وأطلق سياسة إصلاحات وانفتاح اقتصادي.
سوتشي
فازت زعيمة المعارضة البورمية بالانتخابات في مايو 1990، إلا أن النظام العسكري رفض تسليمها السلطة.
أمضت سوتشي 15 عاما في الإقامة الجبرية في دارتها العائلية في رانغون، وأصبحت رئيسة للوزراء في 2016 إثر فوز حزبها في أول انتخابات حرة منذ ربع قرن. إلا أن انقلابا عسكريا جديدا حصل في فبراير 2021، واعتقلت سوتشي في زنزانة انفرادية بسجن في نايبياداو.
برلوسكوني
منذ عام 1994 حكم سيلفيو برلوسكوني إيطاليا 3 مرات، فيما تتماهى مسيرته مع تاريخ البلاد السياسي في السنوات الثلاثين الأخيرة.
في سن السادسة والثمانين ورغم الفضائح الجنسية والمحاكمة التي لطخت سمعته، عاد برلوسكوني مرة جديدة مع إعادة انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ على رأس أحد أحزاب الائتلاف الذي يقوده اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة نهاية سبتمبر الماضي.