الجريدة• تحاور سفراء عن إعفاء الكويتيين من التأشيرة

بعد أيام قليلة من إصدار قطاع الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية النشرة الدورية التفصيلية لعام 2023، والتي كشف فيها آلية تعامل 199 دولة من مختلف دول العالم مع الكويتيين وكيفية منحهم التأشيرات، سواء عبر السفارات أو المنافذ، متضمّنة كشفاً بأسماء 50 دولة تسمح للكويتيين، أصحاب الجوازات العادية، بالدخول الى أراضيها من دون تأشيرة الدخول، استطلعت «الجريدة» آراء بعض السفراء المعتمدين لدى الكويت، حول إمكانية أن تحذو بلادهم حذو الدول الـ 50، بإلغاء التأشيرة للمواطنين، وليس فقط لحمَلة الجوازات الخاصة والدبلوماسية.

السفير الصيني

وفي هذا السياق، قال السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيان وي إن «الجانب الصيني يولي اهتماماً بالغاً لتعزيز التبادل الإنساني مع الكويت الصديقة»، وأضاف: «في عام 2014، تمّت اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة وجوازات الشؤون العامة بين بلدينا»، مشيراً إلى أنه «حالياً، لا يزال الجانبان يناقشان مسألة الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحملة جواز السفر العادي»، معبّراً عن أمله «في تسريع التشاور مع الجانب الكويتي، ونعرف أنه سيفيد الجانبين بشكل كبير».

وتابع السفير الصيني: «كما تعرف، قام الجانب الصيني بالإعفاء المتبادل من التأشيرة بشكل كامل مع الإمارات وقطر، الأمر الذي دفع بقوة تبادل الأفراد بما يعزز التعاون التجاري والاستثماري والسياحي والتعليمي وغيرها، وفي عام 2019، وصل عدد السياح الصينيين الى الإمارات إلى نحو مليون و750 ألفا، وذلك بسبب مسألة الإعفاء من التأشيرة».

وردّاً على سؤال عن السبب الذي يمنع صدور مثل هذا القرار، قال تشانغ: «ليس لدى الجانب الصيني أي مانع في هذا الشأن، ونأمل أن يبذل الجانبان مزيداً من الجهود باتجاه واحد للتوصل الى الاتفاقية في أقرب وقت ممكن».

السفير الياباني: محادثاتنا لم تتطرّق إلى هذه المسألة ولا توجد خطوة مماثلة قريباً

من ناحيته، قال السفير الياباني مورينو ياسوناري: «نبحث مع الكويت دائماً مسألة التعامل بالمثل فيما يتعلّق بمسألة التأشيرات، وتحديداً لحاملي الجوازات الخاصة والدبلوماسية»، لافتاً إلى أنه «وبالنسبة للمواطنين حاملي الجوازات العادية، فلم يتم التطرّق إطلاقاً خلال المحادثات الرسمية بين سلطات البلدين، إلى مسألة إعفائهم من الحصول على تأشيرة لدخول اليابان، لذلك، لا توجد في الأفق القريب أي خطوة مماثلة، ولكننا نرحّب بزيارة أي كويتي لأي هدف، سياحيا كان، أو علاجيا، أو تجاريا أو حتى للتعليم»، مشدّداً على أن «سفارتنا تسعى بكامل طاقتها للتسهيل قدر الإمكان على المواطنين الكويتيين الراغبين بزيارة بلدنا، للحصول على تأشيرة دخول في أسرع وقت ممكن».

السفير البلغاري لطالما كنت ولا أزال من الداعين لذلك وآمل أن يتم اتخاذ هذا القرار سريعاً

«الجريدة» طرحت السؤال نفسه على السفير البلغاري ديميتار ديميتروف، الذي قال: «آمل شخصياً أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار في أسرع ما يمكن، ولطالما كنت ولا أزال من الداعين لذلك».

وأضاف: «تعتبر بلغاريا إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن لم يتم بعد قبولها عضوا في منطقة شنغن، إلا أنه رغم ذلك، فهي تطبّق بحكم عضويتها في الاتحاد الأوروبي معايير ومتطلبات اتفاقية شنغن فيما يخص إجراءات التأشيرة، بل تعترف بتأشيرة شنغن كتأشيرة متساوية لتأشيرتها الوطنية إذا كانت تأشيرة شنغن صالحة لزيارتين أو لعدة زيارات، وتم استخدامها مرة واحدة على الأقل لدخول دولة من دول شنغن».

وتابع ديميتروف: «كما تعلمون اقترحت المفوضية الأوروبية قبل فترة أن يتم إعفاء المواطنين الكويتيين عن التأشيرة لغرض الزيارات القصيرة الى دول الاتحاد الأوروبي، وتم ذلك بناءً على موافقة حكومات دول الأعضاء، ومن ضمنها بلغاريا على هذا الإعفاء»، لافتاً إلى أنه «وفقا للنظام والإجراءات المعمول بها في الاتحاد الأوروبي أحيل هذا الاقتراح للموافقة عليه من قبل البرلمان الأوروبي، وحسب علمي، فإن الموضوع لا يزال قيد النظر في البرلمان الأوروبي بموجب صلاحياته».

سفير باكستان: لا مشكلة على الإطلاق في تبادل الحصول على ترتيب للدخول بلا تأشيرة

إلى ذلك، أكد السفير الباكستاني مالك فاروق أن «باكستان والكويت تتمتعان بعلاقات ودية وفي الوقت الحاضر، لدى البلدين ترتيبات متبادلة للدخول من دون تأشيرة على جوازات السفر الدبلوماسية، وكذلك الجوازات الخاصة في كلا البلدين».

وأضاف: «تريد باكستان أقصى عدد من الناس للاتصال والروابط التجارية بين البلدين، وكما تعلمون، فلدينا 12 رحلة جوية من الكويت إلى مدن مختلفة في باكستان تعمل أسبوعياً»، مشيراً إلى أنه «لا توجد مشكلة على الإطلاق في الحصول على ترتيب للدخول من دون تأشيرة للمواطنين الباكستانيين إلى الكويت والمواطنين الكويتيين إلى باكستان، وفي سياق الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ستكون هذه خطوة مرحّب بها للغاية، إذا اكتملت».

وأوضح فاروق أن سفارته «تقدّم تسهيلات تأشيرة مريحة للغاية وسهلة للكويتيين، حيث يمكن التقدم بطلب للحصول على تأشيرة عبر الإنترنت، ويتم تسلمها بالبريد الإلكتروني، ولا يتعيّن عليهم زيارة مقر السفارة على الإطلاق».

السفير اليوناني: قرار اليونان ليس أحادياً بل يحتاج إلى موافقة دول الاتحاد الأوروبي

السفير اليوناني كونستانتينوس بيبريغوس، أكد بدوره أن «قرار اليونان إعفاء الكويتيين من التأشيرة، ليس قرارا أحاديا، وإنما يحتاج إلى موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي»، موضحاً أن «هناك الكثير من دول الاتحاد ترغب في الإعفاء، ودول أخرى لا ترغب في ذلك، لذلك، لا يمكننا اتخاذ أي قرار بمعزل عن الدول الأخرى في الاتحاد»، ومشيراً إلى أن «الأمر مماثل لقرارات الجامعة العربية في حال قرر أعضاؤها التصويت على مشروع ما، فهم بحاجة إلى التصويت بالغالبية، مثلما يحصل اليوم بمسألة عودة سورية إلى الجامعة العربية».

وكانت مصادر دبلوماسية بيّنت لـ «الجريدة»، أمس، أن «هناك نية من بعض السفارات لإيجاد آلية لإعفاء المواطنين الكويتيين من الفيزا، أو إيجاد بدائل للتسهيل على الكويتيين بدلاً من التقديم عليها عن طريق السفارة، وذلك نظراً لما تتمتع به الكويت من علاقات دبلوماسية وتجارية جيدة مع كثير من الدول».