إيران: حراك انتخابي مبكّر... وتقدُّم في الحوار مع مصر
• حفل في كردستان يغضب طهران
• «عشاء سياسي» يضم رئيسين سابقين ومعتدلين وإصلاحيين
رغم إعلان رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني السابق علي لاريجاني أنه لم يتخذ بعدُ قراراً بخوض الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في شهر فبراير المقبل في ايران، كشف أحد المقربين من الرئيس الوسطي السابق حسن روحاني، أن الأخير جمع في منزله في منطقة ولنجك شمال مدينة طهران يوم الجمعة على مائدة العشاء كلاً من لاريجاني (وسطي) والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وحسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية، وعلي أكبر ناطق نوري الرئيس الاسبق لمجلس الشورى، حيث دارت نقاشات حول الأوضاع السياسية في البلاد بعد الحراك الشعبي الأخير، وجرى اتفاق مبدئي على دراسة احتمال التنسيق لخوض الانتخابات النيابية المقبلة من خلال تشكيل لوائح مشتركة.
وقال المصدر إن كبار قادة التيارين الاصلاحي والوسطي الذين حضروا العشاء اتفقوا على أن المرشد الأعلى علي خامنئي يمكن أن يفتح المجال لبعض الشخصيات المعتدلة كي تشارك في العملية الانتخابية، في محاولة لرفع نسبة المشاركة الجماهيرية، و«النزول عن الشجرة» بعد الفشل الكبير في أداء النظام بعد سيطرة الأصوليين على كل السلطات، وكذلك تهدئة الشارع من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
توقعات لمسؤولين إيرانيين ومصادر مصرية بإعادة فتح السفارات بين البلدين تمهيداً للقاء بين رئيسي والسيسي
وبناء على التقييم، شدد المجتمعون على ضرورة تجنب إعلان خوض الانتخابات بشكل مشترك لتجنب هجمات الاصوليين، وكذلك أشاروا الى ضرورة تشكيل عدة لوائح انتخابية والتحضير لاحتمال ان يتم اقصاء عدد كبير من مرشحيهم من جانب مجلس صيانة الدستور.
وكان لافتاً عقب هذا الاجتماع قيام كامبيز مهديزاده، صهر روحاني، ونائبه السابق لشؤون الشباب، بمهاجمة الرئيس السابق لجهاز امن الحرس الثوري حسين طائب، الذي كان قد طالب بمحاكمة روحاني، قائلا في تغريدة على «تويتر»: «يا طائب المعزول: اولا نحن بانتظار الاعلان عن سبب عزلك لعامة الشعب ومحاكمتك».
استدعاء السفير
في سياق آخر، استدعت طهران السفير العراقي لديها بعد أن دعت سلطات بلاده «جماعات انفصالية» لحضور حفل رسمي في إقليم كردستان العراق.
وذكرت وكالة الأنباء «ايسنا» أنه «عقب دعوة موجهة إلى أعضاء بعض الزمر الانفصالية لمراسم رسمية في إقليم كردستان العراق واستمرار تحركات بعض الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة، تم استدعاء السفير العراقي في العاصمة طهران صباح السبت إلى وزارة الخارجية».
وحضر مراسم افتتاح نصب بارزاني الوطني، وهو مؤسسة ثقافية، الخميس الماضي في كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني وممثلين عن مجموعات معارضة إيرانية.
وأعربت طهران في بيان لوزارة الخارجية عن «احتجاجها الشديد» على دعوة أعضاء «جماعات انفصالية»، وهو مصطلح تستخدمه إيران لوصف المجموعات الكردية، معتبرة أنها «تتعارض مع الاتفاقية الأمنية الأخيرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق».
العلاقة مع مصر
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، امس، إن ايران تعطي في سياستها الخارجية «أولوية للعلاقات مع مصر»، معبراً عن أمله «أن نرى انفتاحاً واتخاذ خطوات جديدة ومتبادلة مع هذا البلد الشقيق والصديق».
وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، فداحسين مالكي، تحدث أمس مجددا عن مفاوضات إيرانية - مصرية تجري في العراق، تهدف الى تحقيق انفراجة في العلاقات بين طهران والقاهرة، متوقعا أن يجري في البداية تبادل افتتاح السفارات بين البلدين ما يمهّد للتحضير للقاء بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي. وهذه ليست المرة التي تتحدثث فيها ايران عن حوارات مع القاهرة. وكان عبداللهيان نفسه اشار الى مبادرة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للحوار بين القاهرة وطهران، وذلك بعد التوصل الى اتفاق بكين بين السعودية وايران.
في المقابل، التزمت مصر الصمت رسميا حول الحديث عن المباحثات مع إيران، إلا أن مصادر مصرية مطلعة قالت لـ «الجريدة» إن هناك مباحثات متقدمة بين القاهرة وطهران بالفعل، لانهاء القطيعة التاريخية بين البلدين والمستمرة منذ عام 1979، وإعادة فتح السفارتين الإيرانية والمصرية في القاهرة وطهران، إلا أن القاهرة تنتظر تأكيدات إيرانية في عدة نقاط تتعلق بسياساتها في المنطقة والدول العربية قبل المضي قُدما في ملف تبادل السفراء.
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، حسين هريدي، لـ «الجريدة»، إنه يجب التأكيد على أن الجانب الإيراني هو من اتخذ قرار قطع العلاقات منذ البداية، لذا من الطبيعي أن تتخذ طهران خطوات للتقارب، وصولا إلى تبادل السفراء وعودة العلاقات بشكل كامل بين البلدين.
وتابع: «ظروف المنطقة الحالية تساعد على مناخ التصالح والتهدئة واستعادة الأمن والاستقرار، والعلاقات بين دول تعود إلى طبيعتها، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو ما تجلى في الخطوة الإيجابية باستئناف العلاقات بين السعودية وإيران، ثم عودة سورية إلى الجامعة العربية، لذا أعتقد أن المناخ الإقليمي والعربي مهيأ لخطوة شبيهة على صعيد العلاقات المصرية - الإيرانية».