عقب دخول اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ، ليل السبت ــ الأحد، بدأت مظاهر الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في قطاع غزة، أمس، في حين تباينت التقديرات الإسرائيلية بشأن تأثير جولة القتال التي احتدمت الثلاثاء الماضي ووُصِفت بـ «الأعنف» منذ أغسطس 2022 على «موازين القوى».

وفي حين زعم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أنه نجح في «تغيير المعادلة» مقابل حركة «الجهاد الإسلامي» المتحالفة مع إيران، أكد خبراء إسرائيليون أنه فشل في «فرض موعد» لإنهاء العدوان، الذي أطلقه «بشكل ينسجم مع مصالح الدولة العبرية» بعد إعلانه المفاجئ قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي جاء عقب ساعات قليلة من استبعاده الدخول في «هدنة مشروطة بالمستقبل القريب».

Ad

وقال نتنياهو، خلال اجتماع حكومي، إن الجيش والشاباك اغتالا «جميع قادة الجهاد بغزة»، معتبراً أنهما «حققا بنجاح أهداف العملية العسكرية في مبادرة ومفاجأة مطلقة».

وفي أول تعليقٍ له على الحملة، التي أُطلقت بعد تهديده بالانسحاب من الائتلاف الحاكم، أكد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، أنه لن يعمل على تفكيك الحكومة اليمينية، لكنه حذّر حزب «الليكود» بزعامة نتنياهو من أنه لن يأتي وبين ساقيه ذيل ويجلس في ائتلاف يتبنى خطوات غير يمينية، مؤكداً أنه طالب بعملية مماثلة لـ «الاغتيالات المستهدفة» في الضفة الغربية المحتلة.

في المقابل، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق عيران تسيون، أنّ تجاهل نتنياهو دعوة قادة الجيش والاستخبارات لوقف الحرب على غزة بأسرع وقت، يجب أن يكون مسوغاً لإجراء تحقيق داخلي بشأن العملية التي لم تكن ضرورية بالأساس.

وطالب تسيون عبر «تويتر» بإجراء تحقيق داخلي في آلية عملية صنع القرار التي سمحت بموت القيادي في حركة «الجهاد» خضر عدنان، متأثراً بإضرابه عن الطعام في سجون إسرائيل، ما مهّد إلى تفجير المواجهة التي تسببت في شل الحياة الاقتصادية والعامة في مدن ومستوطنات الجنوب ولم تحرم «الجهاد» من قدرتها على مواصلة إطلاق الصواريخ رغم اغتيال قادتها.

وأشارت تحليلات إسرائيلية إلى أن الحكومة اليمينية كانت حريصة على عدم المساس بـ «حماس»، ما يضع العملية برمتها في خانة «تقليص مستوى الخسارة وتآكل الردع».

على الجانب الآخر، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أنّ «فصائل المقاومة أدارت عملية ثأر الأحرار بانسجام وتكامل، وأفشلت محاولة العدو لفرض معادلات جديدة سواء عبر الاستفراد بسرايا القدس، أو وضع إسفين فيما بينها»، في حين ذكرت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لـ «الجهاد» أنها خسرت 11 من عناصرها خلال المواجهة التي أطلقت عليها «ثأر الأحرار».