تستضيف الجامعة الأميركية في الكويت، بمقرها في السالمية، عرضاً مسرحياً بعنوان «في عرض البحر» على مدى 3 أيام متتالية، حيث يبدأ العرض الأول بعد غد، والعمل بإشراف قسم الموسيقى والمسرح في الجامعة.

فصل واحد

Ad

تتمحور المسرحية حول 3 أشخاص نجوا من تحطّم سفينة، ويتضورون جوعا على طوف النجاة، ولمكافحة جوعهم، يجب عليهم تحديد واحد منهم ليكون وجبةً للاثنين الآخرَين، فيقرّرون إجراء انتخابات لاختيار مَن يأكلون.. فكيف سيتمكنون من القيام بذلك؟ وما الصراع الذي سيحدث بينهم؟

«في عرض البحر»، مسرحية من فصل واحد، تجري أحداثها في موقع واحد، وكتبها البولندي سلافومير مروجيك، (1930- 2013)، عام 1960، وحملت مواقفه الساخرة من السياسة والسلطة والأنظمة والتضحيات.

تتتبع المسرحية قَدَر 3 ناجين على طوف نجاة في وسط البحر، وقد نفد الطعام منهم، ويحاولون إيجاد طريقة «ديموقراطية» لتحديد أي منهم يجب أن يأكله الآخران. في طيّ الكوميديا، تحمل المسرحيّة رسالة قاتمة؛ إنها دراما تحاكي الأخلاق الإنسانية والأنظمة التي تتلاعب بالضعيف من خلال 3 شخصيات؛ السمين المتوسط والنحيف.

السمين، هو شخصيّة قويّة، متسلّطة، انتهازية ومتلاعبة، والوسط، هو التابع وشخصيته انتهازية، أما بالنسبة إلى النحيل، فهو شخصية سهلة الانقياد، رومانسية وذات قيَم، تبحث عن حلول. «أنا جائع!»... يصرخ السمين الذي يعلن بدء المسرحية، وكذلك بداية الصراع، وتأخذ المسرحية منعطفًا سرياليًّا عندما يعلن السمين أنه يجب أن يكون أحدهم طعامًا للآخرين. وتبدأ الشخصيات الثلاث، ذات المظاهر والمبادئ المختلفة، كفاحها من أجل البقاء، وإيجاد طريقة «إنسانية ومبرّرة»، لتجنّب اختيارها والتهامها من قبل الاثنين الآخرين. تجمع حججهم بين الإطراء والبلطجة والاتهامات والتبريرات، وتصبح تدريجيًّا أكثر قوة، لكنّها سخيفة وتفتقد المنطق، وتصل المناقشات إلى ذروة مرعبة، إثر المداخلات غير الواقعيّة لساعي بريد وخادم عابرين. وتكشف مسرحية «في عرض البحر» عن رؤية تشاؤمية للإنسانية والحضارة الحديثة، وهي سمة من سمات مسرح العبث، ويتم الكشف عن هذا الجانب بالمسرحية في المواقف السريالية والسّخرية والتشاؤم، ويقدّم المؤلف 3 شخصيات «عائمة»، تتساءل عن معنى الوجود وتحاول السيطرة على مصيرها.

وتعلن المسرحية العبثية فشل الأيديولوجيات، إذ يعتبر مروجيك «الأنظمة مرحلة نهائيّة ومدمرة في تطوّر البشرية»، إنه يعارض أي دكتاتورية تنتهك حق الناس في الحرية، وتبرّر جرائمها باسم المصلحة العامة. وقد ترجم نص المسرحيّة من البولندية إلى الإنكليزية نيكولا بيتيل.

تعتمد الرؤية الإخراجية في المسرحية على نسج علاقة جدلية بين صراع الشخصيات، وموقعها على الخشبة، وفي وسط الفراغ في عرض البحر.

وتنعكس هذه العلاقة بموقع مختلف لكل شخصية في إحدى زوايا المسرح، ولجوئها إليه في «الأوقات العسيرة». وهذه المواقع تشكّل البداية، مثلثًا تتوزّع عليه الشخصيات في حالة توازن قوى، لكن سرعان ما يلبث هذا التوازن أن يتم تعطيله تدريجيا مع سير الأحداث.

فريق العمل

باسكال حرفوش شديد ممثلة ومنتجة مدرسة محترفة للفنون المسرحيّة وكتابة السيناريو، وحسن حاجيه، ممثل خريج الجامعة الأميركية في الكويت، حيث درس الأدب الإنكليزي، ویودیت دیردا ممثلة لديها خبرة في التمثيل والعمل في الإنتاج المسرحي، وعبدالوهاب القاروني، ممثل خريج الجامعة الأميركية في الكويت، ومي توما خلف، مخرجة ممثلة ومخرجة ومدرّسة مسرح لديها خبرة أكثر من 10 سنوات في الإنتاج التلفزيوني والكتابة المسرحية، وهاشم خيطان، مصمم ومنفذ إضاءة.