وقال بوتين إن «مسار النقل الفريد بين الشمال والجنوب، والذي سيصبح خط السكك الحديدية بين رشت وأستارا جزءاً منه، سيساهم في تنويع تدفقات حركة النقل العالمية بشكل كبير»، مضيفاً أن خط السكك الحديدية بطول 162 كيلومتراً على طول ساحل بحر قزوين سيساعد في ربط الموانئ الروسية على بحر البلطيق بالموانئ الإيرانية المطلة على المحيط الهندي والخليج.
من جهته، أكد رئيسي أن الاتفاق خطوة مهمة واستراتيجية صوب التعاون بين البلدين.
وفي غضون ذلك، كشف مصدر مطلع بمكتب الرئيس الإيراني لـ «الجريدة» أن بوتين عرض الوساطة لاحتواء التوتر المتصاعد بين الجمهورية الإسلامية وأذربيجان على هامش توقيع الاتفاق بشأن السكك الحديدية، التي قال إن باكو كانت تعارض تشييدها بسبب خلافاتها الممتدة لسنوات مع طهران.
وأكد المصدر أن الرئيس الإيراني قبل عرض بوتين، لافتاً إلى أن رئيسي عرض الجلوس على طاولة مفاوضات مع نظيره الأذري إلهام علييف لحلحلة الخلافات وحل الهواجس الأمنية المتبادلة.
وذكر أن بوتين أبلغ رئيسي أنه سيقوم بعرض الأمر على علييف وأنه قد يدعوهما للاجتماع قريباً بموسكو، مشيراً إلى أن سيد «الكرملين» ألقى بثقله لدفع خطط مد القطار باعتباره «نافذة حياة» في ظل المساعي الغربية الحثيثة لخنق الاقتصاد الروسي، حتى أنه قام بتغطية الحصة المالية للجانب الإيراني المتعثر.
من جهتها، التزمت القاهرة الصمت رسمياً بشأن الإعلان الروسي ــ الإيراني. وقالت مصادر مصرية لـ «الجريدة» إن الاتفاق «غير مقلق، لأن قناة السويس لا تزال الممر الملاحي الأسرع والأكثر أماناً والخيار الأول لكل الأطراف في حركة التجارية العالمية، وأن الحديث عن بدائل للقناة أمر مبالغ فيه خصوصاً أن زمن العبور من القناة لا يزال الأقصر والأوفر لكل المتعاملين معها من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن أن سلسلة المشاريع المنفذة حالياً تزيد من القدرة التنافسية للقناة عالمياً».
وسبق أن رد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الأحاديث عن تأثر قناة السويس بسبب مشاريع منافسة، قائلاً في احتفالية تحرير سفينة الحاويات الجانحة (إيفر غيفن) مارس 2021، إن القناة «قادرة وباقية ومنافسة».