استعاد النجم الأميركي جوني ديب بريق الشهرة، على ما يبدو، إذ شُوهد وهو يلتقط الصور مع معجبيه ويترك توقيعه عليها قبل العرض الأول لفيلمه (جون دو باري) في افتتاح الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، وذلك في أول أدواره الرئيسية منذ مثوله للمحاكمة في قضية تشهير جذبت الأنظار.
ورفع محبو ديب في المدينة الفرنسية الواقعة على ساحل الريفييرا لافتات كُتب عليها: «تهانينا يا جوني»، و«نحن آسفون». ولم يخلف مهرجان كان بنسخته الـ 76 وعده كعادته كل عام، وشهد افتتاحه ظهوراً لمجموعة كبيرة من النجوم، مثل: مادس ميكلسن وجون كيه. رايلي وهيلين ميرين، التي صبغت شعرها باللون الأزرق.
ويلعب ديب في فيلم «جون دو باري» دور الملك الفرنسي لويس الخامس عشر. والفيلم من إخراج مايوين لو بيسكو، المعروفة باسم مايوين، وتلعب فيه أيضاً دور دو باري، محظية الملك الفرنسي، التي تسلقت السلم الاجتماعي وأصبحت المفضلة لديه.
وسلط النقاد الضوء على جاذبية الفيلم، الذي حصل على تمويل من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي في السعودية، ضمن ميزانية إجمالية تقدَّر بنحو 22.4 مليون دولار، لكنهم قالوا إن الفيلم يفتقر إلى الإيقاع.
ويمثل الفيلم، الناطق باللغة الفرنسية والذي لم يتحدد موعد إطلاقه بعد في أميركا الشمالية، بداية عودة ديب، نجم سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي، الذي ظهر في عدد قليل من الأفلام والتلفزيون منذ انتهاء محاكمته في يونيو 2022. ومنحت هيئة محلفين أميركية ديب نصراً شبه كامل في معركة التشهير التي خاضها مع زوجته السابقة الممثلة أمبر هيرد، وقضت بحصوله على تعويض بأكثر من عشرة ملايين دولار.
من جانب آخر، تسلَّم الممثل والمنتج مايكل دوغلاس جائزة السعفة الذهبية الفخرية في حفل الافتتاح. وقال دوغلاس (78 عاماً): «هذا يعني الكثير بالنسبة لي، لأن هناك مئات المهرجانات حول العالم، لكن هناك مهرجان كان واحد فقط»، واصفاً ذلك بأنه «شرف عظيم».
وضمن هذا السياق، أعربت منظمات نسوية عدة عن استيائها من الاحتفاء بجوني ديب، بينها حركة «Osez le feminisme» (تجرؤوا على النسوية)، التي دعت إلى مقاطعة المهرجان. كما قالت مجموعات نسوية مختلفة إن «الشعور بالإفلات من العقاب الذي ينشأ (من اختيار هذا الفيلم لافتتاح المهرجان) يثير الاشمئزاز لدينا».
وقد انتقدت مجموعة من الممثلات والممثلين الفرنسيين القائمين على مهرجان كان السينمائي: «إتاحة السجادة الحمراء لرجال ونساء عنيفين»، في إشارة إلى الممثل جوني ديب، والمخرجة مايوين، التي تواجه بدورها دعوى قضائية، بعد أن هاجمت أخيراً رئيس شبكة ميديابارت الإعلامية إدوي بلينيل داخل أحد المطاعم.
السويلم: حضور لافت للسينما العربية
عبَّر المنتج والمخرج الكويتي الشاب أحمد السويلم عن سعادته الغامرة للحضور العربي في مهرجان كان السينمائي، وقال إن حضور السينما العربية بهذا الزخم ضمن الاختيارات الرسمية لمسابقات وتظاهرات مهرجان كان السينمائي أمر يدعو للفخر، متابعاً: «أتطلع لإنجاز سينمائي ذي مستوى دولي رفيع يتم التحضير له في الكويت خلال الفترة المقبلة».
وأضاف السويلم: «تحقق السينما العربية حضوراً لافتاً في مهرجان كان، وعبر مجموعة من الدول، منها السعودية وقطر والأردن وتونس والجزائر والمغرب والسودان ومصر، إضافة إلى وجود عدد مرموق من أبرز النجوم والمنتجين والموزعين العرب ضمن هذا العُرس السينمائي الدولي الأهم».
وأشار إلى أن السينما بالكويت لطالما كانت الرائدة على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي عبر مجموعة من النتاجات التي تعاون في إنجازها كوكبة من السينمائيين الكويتيين، منهم: خالد الصديق، ومحمد السنعوسي، وهاشم محمد، ولاحقاً: وليد العوضي، وعبدالله بوشهري، وزياد الحسيني، وقائمة أخرى من الأجيال. وتابع: «آن الأون، في ظل الاهتمام الرسمي، لإقامة تظاهرة سينمائية كبرى تعيد السينما الكويتية إلى الخريطة الدولية».