بعثت أوكرانيا المزيد من الرسائل المتضاربة حول «هجوم الربيع» المضاد المدعوم من الغرب، والذي يهدف إلى إخراج القوات الروسية من 4 مناطق أوكرانية سيطرت موسكو على مساحات واسعة منها، وأعلنت من جانب واحد ضمها في خطوة لم تلق اعترافا دولياً.
وذكر مكتب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن كييف لا تمتلك الأسلحة التي تمكنها من شن هجوم مضاد لتحرير جميع الأراضي المحتلة من قبل الروس حالياً.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، قد أكد في أوائل أبريل الماضي أن الهجوم المضاد قد يبدأ في الصيف، فيما أفادت تقارير أميركية بأن الخطوة كانت مقررة بحلول الـ 30 من أبريل الماضي. وأجرى زيلينسكي جولة أوروبية شملت بولندا، وفنلندا، وفرنسا، وايطاليا، وبريطانيا حصل خلالها على وعود غربية ضخمة بإمداده بالعديد من الأسلحة الدفاعية والهجومية، لكن دون التعهد بتقديم طائرات مقاتلة متطورة، وهو ما تحتاج إليه القوات الأوكرانية بشدة.
وفي وقت يبدو أن كييف ترهن شن الهجوم بالحصول على الطائرات الحربية الغربية، ذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بعد اجتماع مع نظيره الهولندي مارك روته في لندن أمس الأول، أن لندن تعتزم بناء «تحالف دولي» من أجل مساعدة أوكرانيا في الحصول على مقاتلات أميركية الصنع من طراز « F16».
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن بلاده ستحصل على قدرات عسكرية جديدة، تمكنها من إغلاق أجوائها في وجه الهجمات الروسية المتواصلة.
وأشار إلى أهمية الجولة الأوروبية لزيلينسكي في تشكيل ما سماه «تحالف الطائرات المقاتلة» ضد موسكو.
في هذه الأثناء، تحدثت مصادر روسية رسمية عن تدمير أنظمة الدفاع الجوي الأميركية «باتريوت» التي نشرت في كييف أخيراً بعد تعرضها لـ«كمين جوي محكم» ليل الثلاثاء ـ الأربعاء باستخدام صواريخ (كينجال) «الخنجر» الفرط صوتية، فيما نفى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو صحة اعلان كييف إسقاط 6 صواريخ «كينجال».
في المقابل، نفت أوكرانيا تعرض نظام «باتريوت» الذي يعد سلاحاً ثميناً يملكه جيشها، لأي اضرار، مؤكدة أنه «يعمل بشكل جيد».
وفي أول تعليق أميركي، رفض منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن بلاده تتحقق من تضرر نظام باتريوت، مشيرا إلى أن إصلاح المنظومة من طرف الأوكرانيين يعتمد على مدى الضرر الذي قد تكون تعرضت له.
إلى ذلك، لاتزال المعارك على أشدها في مدينة باخموت شرق أوكرانيا وسط بيانات متضاربة حول حقيقة الأوضاع الميدانية.
وذكرت القوات الأوكرانية أنها تواصل التقدم داخل مدينة باخموت، فيما أعلن رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين أنه يحتاج فقط الى السيطرة على مربع سكني أخير قبل السيطرة على كامل المدينة معلنا مقتل متطوع أميركي يعمل إلى جانب قوات كييف. وتعهد بريغوجين في فيديو وسط أنقاض مبنى بإعادة جثمان الأميركي إلى واشنطن، وقال ساخرا إنه سيفعل ذلك من أجل صحيفة «واشنطن بوست» التي نشرت في وقت سابق تقريراً تحدث عن تواصله مع الاستخبارات الأوكرانية، بهدف عقد صفقة تشمل إمدادها بمعلومات عن مواقع القوات الروسية النظامية مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من محيط باخموت التي تحولت إلى معركة رمزية كبيرة يسعى الكرملين لكسبها بأي ثمن.
في غضون ذلك قال البيت الأبيض إن إيران زودت موسكو بـ 400 مسيرة، مضيفا ان البلدين يطوران شراكة دفاعية غير مسبوقة، وذلك في خضم الحديث عن قرب تسلم طهران مقالات سو35 الروسية المتطورة.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنه من المقرر أن تغادر آخر سفينة حبوب ميناء في أوكرانيا بموجب اتفاق يتيح النقل الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، في حين نجحت تركيا في اللحظة الأخيرة، باقناع روسيا بتمديد الاتفاق لشهرين.
وبالتزامن مع إجراء المبعوث الصيني لي، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن موسكو لم تتسلم أي مقترحات حتى الآن من دول أميركا اللاتينية وإفريقيا بشأن إيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
وأضاف وزير الخارجية الروسية في مؤتمر مع نظيره البيلاروسي، فيودوروفيتش ألينيك، بموسكو: «لم نر أي شيء على الورق إلا من جيراننا الصينيين».
واتهم لافروف الدول الغربية بأنها تصر على أنها مستعدة للنظر فقط في «خطة السلام» للرئيس الأوكراني في سياق تسوية حول أوكرانيا، لكنها لا تقبل المبادرات التي تقول موسكو إنها مستعدة لمناقشتها.
ورأى وزير الخارجية الروسي أن «عدوانية حلف الناتو تظهر يوميا»، في إشارة إلى حزم التسلح التي وعدت عدة دول بحلف شمال الأطلسي بتقديمها لكييف أخيراً.
وفي تصريحات منفصلة، كشف لافروف أن مسؤولي البيت الأبيض تواصلوا مع مسؤول في الكرملين، وطلبوا الإفراج عن الأميركيين المحتجزين إيفان غيرشكوفيتش وبول ويلان.من جهة ثانية، وقّعت الولايات المتحدة واليابان وكندا وجميع الدول الأوروبية تقريباً، أمس، على آلية لإنشاء سجل بالأضرار الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تمهيداً لمطالبات بتعويضات ودعاوى قضائية ضدّ موسكو، خلال اجتماع نادر عقده مجلس أوروبا في أيسلندا. وتهدف هذه الآلية التي أُعلنت لمناسبة قمة رؤساء دول وحكومات منظمة عموم أوروبا، إلى أن تكون خطوة أولى على طريق مطالبات بتعويضات موجهة إلى موسكو عن آلاف الضحايا والدمار بمليارات الدولارات.
في سياق قريب، أفاد تقرير للأمم المتحدة بأنه على الرغم من قروض صندوق النقد الدولي والمساعدات المالية الدولية، يتوقع أن يصاب الاقتصاد الأوكراني بالركود خلال 2023، وسط تقديرات بتكلفة إعمار بنحو411 مليار دولار.