أجواء تصالحية في «الوزاري العربي»
• «قمة جدة» تدعم جهود السلام في اليمن والسودان بحضور الأسد
عقد وزراء الخارجية العرب، أمس، اجتماعاً تحضيرياً للقمة العربية العادية الـ 32، والتي تُعقد غداً بمدينة جدة السعودية، حضره وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، وشهد مشاركة سورية في أول اجتماع على هذا المستوى منذ نحو 12 عاماً، مما دفع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إلى الإعلان أن قمة جدة ستُعقَد مكتملة، وهو ما لم يحدث منذ أكثر من عقد.
وسلّم وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال الاجتماع، الرئاسة الدورية الحالية للجامعة إلى نظيره السعودي فيصل بن فرحان، داعياً إلى حلّ الخلافات العربية داخل البيت العربي، والتركيز على العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات والتحولات العالمية.
من جانبه، أكد بن فرحان، أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض الوحدة لمواجهتها، مشيراً إلى أن المنطقة تزخز بالطاقات والثروات التي تفرض على دولها التنسيق المستمر، وتفعيل الأدوات الموجودة، وابتكار آليات جديدة، ونبذ الخلافات البينية، ورفض التدخلات الأجنبية، ووضع مصالح الشعوب في المقدمة.
بدوره، رحب أبوالغيط، بعودة سورية لمقعدها في الجامعة، واعتبر أن الأزمات في سورية واليمن وليبيا تحتاج إلى مقاربات من أجل إخراجها من الجمود، مشدداً على أن قمة جدة تُعد فرصة لوضع حدٍّ لمظاهر التسلح في السودان، وأن الدول العربية لن تترك الخرطوم وحدها.
ورأى أبوالغيط أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، محذراً من انفجار وشيك.
ولفت إلى أن هناك مؤشرات إيجابية من إيران وتركيا لوقف تدخلهما في شؤون الدول العربية، مشيداً باتفاق بكين بين السعودية وإيران.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية السوري، أن الرئيس بشار الأسد سيشارك في القمة، لتكون بذلك أول قمة يشارك فيها منذ قمة ليبيا في 2010، وقال، بعد لقاء ثنائي مع بن فرحان: «إننا نسير نحو التقدم ولا عودة إلى الوراء، وهناك توجيهات من قيادتي البلدين أن تكون العلاقات الثنائية بينهما بالمستوى الذي يستحقه شعبا سورية والسعودية»، كاشفاً عن تحضيرات لتبادل إعادة افتتاح السفارتين.
وبينما أجرى المقداد عدة لقاءات ثنائية مع وزراء عرب، أكد رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن الدوحة لا تريد «الخروج عن الإجماع العربي» بشأن عودة سورية للجامعة، مجدداً الربط بين تطبيع الدوحة علاقاتها مع دمشق و«إيجاد حل عادل وشامل للأزمة في سورية».
وكشفت مصادر دبلوماسية، أن البيان الختامي للقمة لن يشير إلى تدخلات واعتداءات إيران، كما كان يجري في الأعوام السابقة، ولن يشير إلى «حزب الله» بصفته تنظيماً إرهابياً، وسيدعو اللبنانيين إلى انتخاب رئيس توافقي.
وذكرت أن البيان الختامي سيدعم اتفاق جدة بين السودانيين، وسيدعو الأطراف إلى الالتزام به تمهيداً لحوار سياسي ينهي الاقتتال، بينما أعلنت مصادر سودانية، أن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان لن يحضر القمة.
وسيتضمن البيان الختامي دعوة لدور عربي أكبر للتوصل إلى حل شامل في سورية يعالج كل تداعيات الأزمة، كما سيؤيد الجهود التي تبذلها السعودية والأمم المتحدة وعمان للتوصل إلى هدنة دائمة في اليمن، تمهيداً لمفاوضات سياسية تُنهي الحرب.