هناك من بدأ حالة التذمر والملل وترويج فكرة مقاطعة المشاركة في الانتخابات لأسباب متعددة ومبررات لا تعد ولا تحصى، لكن هل هذا القرار سليم؟ وهل سيصلح أوضاعنا؟ وهل سيعالج المثالب والأخطاء التي عانيناها سنوات طوالا؟ بل عدم المشاركة سيكون فرصة للمتكسبين على حقوق الشعب للوصول إلى قبة البرلمان طالما هناك من لم يختر الإصلاحيين، ولم يدعمهم للوصول الى قاعة عبدالله السالم.

إن المشاركة في الاقتراع واجب وطني حتى نتمكن من اختيار الأصلح الذين سيشكلون الفريق المتكامل للمرحلة المقبلة لإصلاح المثالب ومعالجة الملفات المتراكمة التي طال أمد إقرارها ومعالجتها، خصوصا أنها تلامس هموم أبناء الشعب الذين ينتظرون بفارغ الصبر مجلساً إصلاحياً عبر نواب لا همّ لهم سوى المصلحة العامة للوطن وشعبه، بعيداً عن المصالح الشخصية وتصفية الحسابات والتجاذبات واختلاق الأزمات وغيرها من الأحداث التي طالما شهدناها طوال السنوات والأشهر والأيام الماضية.

Ad

إن السادس من يونيو المقبل يجب أن يكون رسالة واضحة لإصلاح أوضاعنا والدوامة التي تنقلنا من واقع سيئ إلى آخر أشد سوءاً ومرارة وحزناً على ما نشهده من أعاصير تشتد رياحها مع أنغام معزوفة الأسى والصراخ والصراع والهروب وعدم المواجهة والتأجيل والتصعيد والتشكيك والتخوين وغيرها من الأسطوانات التي نسمعها مع أي أزمة مع تداخل الأحداث لتضيع الحقيقة، وتتمدد معها الأحداث المؤلمة مع انقسامات تبادل الاتهامات حتى بتنا لا نعرف الصالح من الطالح، والصبي من المعزب، والرأس من الذيل.

إن الانتخابات الحالية يجب أن تكون الفيصل في حسم مواقفنا في عملية الاختيار، ولتكن صناديق الاقتراع رسالة واضحة شعارها الكويت أولاً وأخيراً، حتى ننهض بهذا الوطن مجدداً عبر نواب إصلاحيين وسلطة تنفيذية تتفاعل مع المطالب الشعبية وتتعاون مع السلطة التشريعية حتى لا نعود إلى المربع الأول في كل مرة، وندخل في متاهات تفتح الأبواب أمام المندسين لاستغلال هذه الظروف لصالحهم في تشويه المشهد وخلط الأوراق.

آخر السطر:

هل نصمت أمام كل ذلك ونعتزل المشاركة في الانتخابات؟ أم نصل بصوتنا في اختيار الأفضل من أجل هذا الوطن الذي يجب أن نرد له الجميل؟