نقطة: الحل بنقرة إصبع...
واضح تماماً بلا التباس أو مواربة أن الساسة والموظفين من أكبرهم لأصغرهم يخافون من وسائل التواصل الاجتماعي، وأطيبهم من ينتظر اتجاه الريح ليميل معها، هذا مع يقينهم أن أغلب هذه الوسائل مخطوفة من منتفعين وتيارات وذباب وأسماء وهمية وكل ميسر حسب الحاجة والمرحلة، فإذا كان كلامهم وهواهم يناسبنا أطلقنا عليهم أوصاف الشجاعة والبطولة، وإذا لم يعجبنا صنفناهم كذباب إلكتروني أو «شبيحة»، رغم أن أغلبهم فعلاً كذلك مع اختلاف طموحات وأهداف رب العمل لا العامل، إلا أن هذه قصة أخرى.
طيب ما دام الأمر كذلك، ونحن على أبواب عرس جديد، والكل يبحث فيه عن رضا الشعب ويحدد مواقفه على هوى «تويتر» أو غيره، إلى حد أن أصبح لا فرق يذكر بين سياسي أو مرشح وآخر إلا بدرجة المزايدة في الانبطاح «الشعبوي» والمثالية الكذابة، إذن، دعونا نرجع إلى الأصل العام ونستعيد ديموقراطية أثينا المباشرة، فعلاقة الكويت باليونان لم تبدأ مع زيارة سعادة الإسكندر الأكبر لجزيرة فيلكا، ولن تتوقف مع انطلاق شبابنا لنشر الدعوة والفضيلة وإنكار المنكر في ميكانوس وما جاورها من بقية الجزر السعيدة. وبعد أن جربتم تغيير الدوائر والأصوات والوزراء ورؤساء الوزراء، وصار من كان يرفض الصوت الواحد اليوم يركض وراءه بأقصى إمكاناته، وعوضاً عن السعي لتغيير آلية اختيار رئيس مجلس الأمة والعبث بمبدأ سرية التصويت، فلنقضِ على المشكلة من الأساس، وعوضاً عن اختيار نائب لا رأي له ولا إمكانات سوى نقل الكلام مع الكثير من التبهير والحشو والتمثيل، فلنستعد إرثنا الحضاري اليوناني، ونقولها نحن بأنفسنا ونخلص، دون الحاجة لانتخاب نواب يكررون ما يسمعونه بالدواوين أو يقرأونه بهواتفهم بلا أدنى تفكير أو إضافة أو حتى تعديل للأخطاء المطبعية.
ونقضي بالمرة على قصص الشخصنة والحروب بالوكالة وعُقد مرحلة المراهقة ومنافسات الطفولة ورغبات الانتقام والتشفي، ولنستغل ذات التكنولوجيا التي تتلاعب بالرأي العام لتسهل لنا التصويت المباشر على القضايا والتشريعات والمبادرات والاستفتاءات وبشكل علني وواضح من دون الحاجة للاستعانة بممثل أو وسيط «نصاب» وبطلان مجالس وانتخابات مكررة، وليتحمل الكل مسؤولية قراراته، ونكشف أيضاً كذبة التشكي من التصويت لمرشح تافه ثم تلبيس الآخرين سبب سوء الأوضاع نتيجة اختياراتهم السيئة، بعد أن أصبح الكل يشتكي من اختيارات الكل وكأن الصناديق قادمة من كوكب آخر، وليتحمل الجميع مسؤولية قراراته ويفكنا.