الكويت دولة نشأت بجهود أبنائها وسكانها الأصليين الذين قدموا من مختلف البلدان العربية، والذين اتفقوا على حب أرضها وبنائها بكل حب وإخلاص ومودة بهوية وطنية حقيقية جامعة.
أبناء الكويت الحاليون هم أحفاد لأجداد غاصوا وسافروا شهوراً مديدة بحثا عن لقمة العيش قبل اكتشاف الذهب الأسود والخيرات المتعددة في هذا البلد، وما زلوا يشعرون بالحرقة والغصة تجاه ما يحدث في بلدهم من فساد حرصوا على دحضه منذ قديم الزمان، وبما أن مجلس الأمة هو مصدر السلطات والتشريع في دولة الكويت فإن الطريقة الأصح لبناء هذا الوطن هي إيصال المرشحين القادرين على تقديم الاقتراحات وإصدار القوانين التي تصب في مصلحة الوطن بشكل عام ثم الفرد بشكل خاص.
وإن ما يحدث حاليا من تردّ لحال الديموقراطية في الكويت هو عكس الهدف الأساسي لمجلس الأمة، فما زلنا نرى أن معظم الناخبين يبحثون عمن يقدر على تحقيق مصالحهم الشخصية المختلفة دون أي تفكير منهم بما يستطيع أن يقدمه هذا المرشح للكويت في حال وصوله للمجلس، وجعله مشرعا لقوانينه.
لا يخفى عن الجميع أن التقصير الحكومي قد أدى دوراً كبيراً في ظهور هذه الظاهرة التي تعرف باسم نائب الخدمات، وتفضيل البعض لهؤلاء المرشحين على مصلحة دولة الكويت أصبحت مشكلة طاغية تسببت في تسلم المقاعد البرلمانية لمن ينظر الى الكويت كدولة مؤقتة يستفيد منها دون تقديم أي شيء لها.
هذا بالإضافة الى بعض من يرجحون كفة الطائفية أو الانتماء العرقي والقبلي على مصلحة دولة الكويت، متناسين أنها بنيت بمشاركة جميع أطياف المجتمع دون أي انحياز لجماعة.
وفي الختام، يجب على كل من يشارك في الانتخابات القادمة أن يضع الكويت أمام عينيه، وأن يجرد عقله عن كل ما يعوقه عن الاختيار الصحيح الذي يجب أن يكون مبنيا بشكل أساسي على البرنامج الانتخابي للمرشح سواء العملي أو الفكري الذي سيسعى الى تطبيقه في حال وصوله الى قبة الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله.