انطلقت جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التركية، والتي تعد الأولى في تاريخ البلاد، أمس، مع بدء الأتراك في الخارج بالإدلاء بأصواتهم قبل أسبوع من إجراء الاستحقاق في الداخل يوم 28 الجاري.
ويُقدّر عدد الناخبين الأتراك بالخارج بنحو 3.4 ملايين يدلون بأصواتهم في الممثليات القنصلية. ويحق للناخبين المسجلين بالسجلات الخارجية الإدلاء بأصواتهم عند المنافذ الحدودية التركية، مع الدول الأوروبية، حتى يوم الأحد المقبل.
وسيتمكن الأتراك في ألمانيا، البلد الذي يضم أكبر عدد من الناخبين في الخارج بحوالى 1.5 مليون ناخب، من الإدلاء بأصواتهم حتى 24 الجاري.
وشهدت تركيا، الأحد الماضي، انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في «الرئاسية» كل من مرشح «تحالف الجمهور»، رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان، ومرشح «تحالف الأمة» زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو، ومرشح تحالف «أتا» (الأجداد) سنان أوغان. وحقق «تحالف الجمهور» بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما أجّل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية، ويتنافس فيها إردوغان وكليشدار أوغلو. ووفقاً للنتائج النهائية حصل إردوغان على 49.52 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما نال منافسه كليشدار أوغلو 44.88 بالمئة.
وقال إردوغان، في مقابلة أمس الأول مع «سي إن إن»، إن تركيا تتمتع بعلاقة «خاصة» ومتنامية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم الضغوط المتزايدة على أنقرة للمساعدة في تعزيز العقوبات الغربية ضد موسكو.
ورفض إردوغان دعوات المعارضة إلى الترحيل الشامل للاجئين، وقال إنه بدلاً من ذلك «سيشجع» عودة حوالي مليون لاجئ إلى سورية. وقال إن تركيا تبني البنية التحتية والمنازل في الأجزاء التي تسيطر عليها من الدولة التي مزّقتها الحرب لتسهيل إعادتهم إلى الوطن. وكان كليشدار أوغلو قال إنه سيطرد نحو 10 ملايين لاجئ يقيمون في تركيا، وذلك في انعطافة بحملته الانتخابية رأى فيها البعض محاولة لاستقطاب أصوات أوغان.
وكان إردوغان التقى أمس الأول أوغان، وقال الرئيس التركي الذي يحتاج فقط الى نصف نقطة للفوز، إنه لن يُذعن لمطالب أوغان، مضيفاً: «أنا لست شخصاً يحب التفاوض بهذه الطريقة، سيكون الناس هم صانعو الملوك».
من جانب آخر، تختتم السفارة التركية لدى البلاد، اليوم، استقبال الناخبين من أبناء جاليتها المقيمين في الكويت، والذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، والتي انطلقت أمس، حيث توافد العشرات لاختيار الرئيس، وامتدت الطوابير داخل السفارة وخارجها لمسافة طويلة.
وثمّنت السفيرة التركية لدى البلاد، طوبى نور سونمنز، جهود الجهات المعنيّة بالكويت في تسيير عملية الانتخابات للمقيمين في الخارج، وشكرت خصوصاً وزارتَي الداخلية والخارجية على تقديم كل التسهيلات لإنجاح العملية الانتخابية، موضحة أن «تلك التسهيلات أسهمت إسهاماً كبيراً في تسهيل مشاركة الناخبين بهذا العرس الديموقراطي»، مشدّدة على أن ذلك «يعكس قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين تركيا والكويت»، التي وصفتها بأنها «تاريخية».
وفي تصريحات للصحافيين على هامش الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت بمقر السفارة، أوضحت سونمنز بعد إدلائها بصوتها، أن «الانتخابات النيابية انتهت في الجولة الأولى، وأن هذه الجولة تختص بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث إن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لم تحسم المنافسة بين المرشحين، الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان، ومنافسه كمال كليشدار أوغلو، إذ لم يحصل أي منهما على النسبة المؤهلة للنجاح، وهي (50 +1)»، لافتة إلى أن «هذه الجولة سيفوز بها صاحب أعلى نسبة تصويت».
وأشادت سونمنز بالإقبال الكبير لأبناء الجالية التركية على صناديق الاقتراع في الجولة الأولى، والتي بلغت نحو 66 بالمئة، وهي أعلى نسبة للتصويت في الكويت من أي انتخابات مضت، موضحة أن «هذه النسبة تعكس جهود السفارة الحثيثة لنشر الوعي بين أبناء الحالية وحضّهم على المشاركة».
وذكرت أن «هذه الانتخابات تسير بكل شفّاف وبسريّة تامة، حيث يدلي الناخبون بأصواتهم بكل ديموقراطية وحريّة وسلاسة، وهي بمنزلة عرس ديموقراطي للأتراك في الداخل والخارج».
وكشفت أن «نحو 5 آلاف تركي يحقّ لهم التصويت في هذه الانتخابات من أبناء الجالية في الكويت»، موضحة أن «هذه المشاركة الكبيرة لأبناء جاليتنا تعكس حرصهم الكبير على المشاركة في صناعة مستقبل بلادهم».