مجموعة السبع تتشدد في وجه الصين وروسيا
• بكين تهدد بردّ حازم على الإجراءات ضد «الإكراه الاقتصادي»
• موسكو تنذر الغرب بعد انفتاح أميركي لتسليح كييف بـ «F16»
تعهّد قادة مجموعة الدول الصناعية السبع بالتزام نهج أكثر صرامة بشأن الصين، وسط زيادة القلق من اعتمادها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والإحباط بسبب ما يصفونها بأنها «ممارسات تجارية مفترسة»، فيما حذّرت سفارة الصين في بريطانيا، دول المجموعة السبع من أن أي أقوال أو أفعال تضر بمصالح بكين، ستقابَل بـ «إجراءات مضادة قوية وحازمة».
ودان القادة في قمة مجموعة السبع للديموقراطيات الثرية بمدينة هيروشيما اليابانية، أمس، خطوات السياسة الخارجية من جانب بكين، من علاقتها الوثيقة مع روسيا إلى تأكيد ذاتها المتصاعد تجاه تايوان والانفتاح الاقتصادي على جنوب العالم.
وقالت المجموعة، إنه على الرغم من أنها تريد إعادة التوازن إلى علاقاتها مع بكين، فإنها حريصة على الحفاظ على علاقتها التجارية والدبلوماسية.
وحثّ قادة المجموعة بكين للضغط على موسكو لوقف حربها في أوكرانيا.
وجاء في بيان مشترك «توجهات سياستنا لا تهدف إلى الإضرار بالصين، ولا نسعى لإحباط التقدم الاقتصادي والتنمية في بكين».
وأضاف البيان: «نحن لا ننفصل أو نتجه نحو الداخل»، مستخدما مصطلح أصبح واسع الانتشار في كل مكان في المناقشات السياسية، بشأن مزايا فصل الاقتصادات الغربية عن الصين.
من جانبه، وصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، موقف مجموعة السبع في التعامل مع الصين بأنه «مباشر تماما وغير عدائي». وقال بشأن البيان المشترك قبل إصداره بشكل علني «إنه مباشر وصريح فحسب».
وكان تركيز قادة الديموقراطيات الغنية في اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع المنعقدة في اليابان، قد انصبّ على موقفهم تجاه الصين، مشيرين إلى الحاجة إلى تنويع سلاسل الإمداد وحماية التقنيات الحساسة، بينما يبقون على الروابط الاقتصادية.
كما أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء مساعي الصين إلى تعزيز نفوذها الدبلوماسي والاستراتيجي في مناطق مختلفة من العالم عبر «الحزام والطريق».
واتفق قادة مجموعة السبع على إطلاق مبادرة جديدة لمواجهة «الإكراه الاقتصادي» ودانوا عسكرة الصين لمنطقة شرق آسيا، وأشار قادة دول المجموعة إلى أن تعزيز الصين ترسانتها النووية يشكّل «مصدر قلق للاستقرار العالمي والإقليمي»، وشددوا على أن «السلام والاستقرار» في مضيق تايوان «أساسيان» للأمن العالمي.
معاقبة روسيا
وغداة تشديد المجموعة للعقوبات المفروضة على روسيا لـ «الحدّ من إمكانات تمويل حربها على أوكرانيا»، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «قرارات دول مجموعة السبع المتخذة خلال قمتها في اليابان تستهدف احتواء مزدوجاً لروسيا والصين».
وأضاف أن «الغرب أصبح أكثر عدوانية من قبل، لكن دول الجنوب مستعدة لمواجهة الإملاءات».
ووصف لافروف أوكرانيا بأنها باتت «لعبة في أيدي واشنطن وفقدت استقلاليتها»، مضيفاً أن الحديث عن إعادة روسيا إلى حدودها «كذب».
الـ F16
إلى ذلك، هدد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أمس، الدول الغربية بمواجهة «مخاطر مهولة» إذا أمدت أوكرانيا بالطائرات المقاتلة الأميركية «F16» التي يمكنها إغلاق الأجواء في وجه الغارات الروسية التي تستهدف الجمهورية السوفياتية السابقة.
وقال غروشكو: «نرى أن دول الغرب لا تزال ملتزمة إزاء سيناريو التصعيد، إنه ينطوي على مخاطر مهولة عليها، وعلى أي حال، سيؤخذ ذلك في الاعتبار بجميع خططنا، ولدينا كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي حددناها». وجاء ذلك رداً من غروشكو على سؤال حول تداعيات إمدادات الطائرات التي تطلبها أوكرانيا من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبعد تعهّد بريطانيا بالعمل على بناء ائتلاف دولي من أجل مد كييف بمقاتلات «F16» التي تطالب بها من أشهر.
ويأتي ذلك في وقتٍ أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن استعداداً للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا بمقاتلات تطالب بها بشدّة، من نوع إف 16 الأميركيّة، في قرار وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّه «تاريخي».
زيلينسكي ومودي
وبرز، أمس، سلسلة اجتماعات عقدها الرئيس الأوكراني مع قادة مجموعة السبع الصناعية الكبرى، (الولايات المتحدة واليابان وكندا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا)، في مدينة هيروشيما التي باتت رمزا للسلام في العالم، بعدما دمرتها قنبلة ذرّية عام 1945.
وقال الرئيس الأوكراني عبر «تلغرام»، عقب مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إنه شكر «الدور القيادي للمملكة المتحدة في التحالف الدولي» لتزويد كييف بطائرات مقاتلة وتدريب طياريها.
كما أجرى زيلينسكي اجتماعات مماثلة على هامش القمة مع كل من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.
مودي يتعهد لزيلينسكي ببذل الهند ما في وسعها لوضع حدّ للغزو الروسي لأوكرانيا
وقال مودي خلال لقاء زيلينسكي، الذي يعد الأول منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022: «أتفهم الألم الذي تشعر به وكذلك ألم المواطنين الأوكرانيين. يمكنني أن أؤكد لك أننا، الهند وأنا شخصيا، سنقوم بكل ما في وسعنا لحلّ ذلك».
وفي وقت سابق، قال زيلينسكي، لدى وصوله لحضور القمة: «اليابان. مجموعة السبع. اجتماعات مهمة مع شركاء وأصدقاء أوكرانيا. أمن وتعاون مكثف كي ننتصر. اليوم سيكون السلام أقرب».
وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني بعد أن حطّ رحاله في اليابان لحضور قمة مجموعة السبع المستمرة حتى اليوم، حيث هبطت الطائرة الفرنسية التي كانت تقل زيلينسكي، في مطار هيروشيما، قادمة من السعودية عقب مشاركته في القمة العربية.
الصين وتايوان
وشدّدت رئيسة إدارة تايوان، تساي إنغ ون، على أنّ «الإجماع الموجود الآن في العالم واضح تماماً، يجب حلّ قضيّة تايوان سلميًّا. الحرب ليست خياراً، ولا يمكن لأيّ من الجانبين تغيير الوضع الرّاهن من دون وسائل سلميّة»، لافتةً إلى أنّ تايوان «لن تقوم بأيّة استفزازات، ولن تختار الصّدام، لكنّها في الوقت نفسه لن تقدّم تنازلات تحت الضّغط». وكشفت أنها تتفاوض مع واشنطن على توريد أسلحة بـ 500 مليون دولار.