أكد سفير دولة الكويت لدى ألمانيا نجيب البدر اليوم الثلاثاء سعي الكويت الدؤوب الى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتزنة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، مستعرضاً سجلها في الوساطات الدولية سواء في محيطها الخليجي أو الإقليمي والدولي.

وتطرق السفير البدر خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات مؤتمر أكاديمية الدبلوماسية الثقافية الألمانية المنعقد حالياً في برلين الى عدد من المحاور الأساسية المتعلقة بثوابت السياسة الخارجية لدولة الكويت ودورها على الصعيدين الدولي والاقليمي ورؤية الكويت 2035.

وشدد على ما توليه دولة الكويت من أهمية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ككيان قوي وراسخ في مواجهة العديد من التحديات السياسية والأمنية مستذكرا دورها في نشأة مجلس التعاون وأهم الأزمات التي مر بها.
Ad


وأكد السفير البدر أن حل مشاكل الشرق الأوسط تبدأ من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى ما قامت به الكويت من استخدام أدوات «السياسة الناعمة» من خلال انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية مستعرضاً دور الصندوق وأنشطته ومشاريعه التنموية في 107 دول.

ولفت إلى موقف الكويت من أزمة اليمن وجهودها التي اتخذتها في استضافة الفرقاء اليمنيين، مبيناً أنه لم يتم التوصل لتسوية تلك الأزمة بسبب «تعنت جماعة الحوثي وتراجعها عن التزاماتها، وحول الحرب الروسية - الأوكرانية استعرض السفير البدر موقف الكويت ورفضها منذ اللحظات الأولى لتلك الحرب.

وقال إنه «وفي ضوء ثوابت سياسة الكويت الخارجية والتجربة المريرة للغزو العراقي الغاشم لها عام 1990 فإنها ترفض كافة أشكال التدخل في الشؤون الداخلية واستخدام القوة أو التلويح بها في العلاقات بين مختلف الدول».

وحول التوجهات الاقتصادية لتحقيق التنمية في الكويت، استعرض السفير البدر العناصر الرئيسية لخطة الكويت ورؤيتها 2035، مبيناً أن الكويت تدرك مخاطر استمرار الاعتماد على النفط كمورد وحيد للدخل.

وقال إن دولة الكويت تعمل على تنويع مصادر الدخل من خلال تحسين البيئة الاستثمارية والسعي لتحويل الكويت لمركز مالي وتجاري متطور في المنطقة.

من جانبه، أعرب رئيس أكاديمية الدبلوماسية الثقافية الألمانية الدكتور مارك كريستوفر عن شكره وتقديره لسفارة دولة الكويت في برلين لجهودها الدؤوبة ومشاركتها في دعم الدبلوماسية الثقافية.

وأشاد كريستوفر بالأجندة المثيرة للإعجاب والملهمة لرؤية الكويت 2035 وبسعيها المستمر للحفاظ على العلاقة مع الدول المجاورة لها وخطط تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وذكر أن هدف المؤتمر الذي تنظمه الأكاديمية هو للوقوف على تصاعد الأهمية العالمية للشرق الأوسط ومنطقة الخليج في ضوء التطورات المتصلة بتحديات الطاقة الأخيرة في العالم وإبراز التعاون الإقليمي الإستراتيجي والاقتصادي.