في كلمة جامعة، ألقاها نيابة عن سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد في قمة جدة، شخّص فيها هموم الأمة العربية وآلامها، وأبرز ما تواجهه من تحديات في ظل عصر يموج بالاضطرابات المتسارعة، أعرب ممثل الأمير سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، عن تفاؤل الكويت تجاه بعض الانفراجات التي تشهدها المنطقة، ومنها البيان المشترك بين كل من السعودية الشقيقة وإيران، برعاية الصين، مؤكداً أن هذه التفاهمات ستنعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وازدهارها وتحقيق تطلعات شعوبها.
واستدرك سموه بأن هذا التفاؤل يمتزج بالقلق حيال استمرار بعض التحديات التي يواجهها وطننا العربي، «إذ يأتي اجتماعنا في ظل تطورات متسارعة تحيط بدولنا العربية، والتي تنعكس - بلا شك - على أمن منطقتنا واستقرارها».
وأكد سموه أن استمرار بعض الاضطرابات في العالم، ومنها ما يحدث في أوكرانيا، له تبعات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين، «مما يحتم علينا وضع التصورات والآليات المناسبة للتعامل مع هذه التطورات والتحديات».
وفيما يتعلق بالشأن السوري، أوضح سموه، أن الكويت تجدد تأييدها لقرار مجلس الجامعة رقم 8914، وترحيبها كذلك بالبيانين الصادرين في أعقاب اجتماعَي جدة وعمان، «وكلنا أمل أن تكون عودة سورية إلى بيت العرب منطلقاً لانتهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري الشقيق».
وأشار إلى موقف الكويت المبدئي الثابت الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها، ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، «وموقفنا المستمر منذ بداية الأحداث بتقديم الدعم الإنساني لكل أطياف الشعب السوري»، متطلعاً إلى التزام الحكومة السورية بما تضمنه بيانا جدة وعمان، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وبما يضمن عودة سورية لممارسة دورها الطبيعي المؤثر في محيطها العربي والإقليمي والدولي».
وعن القضية الفلسطينية، شدد سموه على أنها «ستبقى على رأس الأولويات والتحديات التي تواجه أمتنا العربية»، مؤكداً موقف الكويت الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه وجرائمه، التي تمس الوضع التاريخي لمدينة القدس.
ودعا المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لإعادة إحياء عملية السلام وصولاً إلى حل عادل شامل، وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال سموه: «أمام دولنا العربية مسؤوليات وتحديات جسام تتطلب منا جميعاً بذل المزيد من الجهود، وتنسيق المواقف؛ لضمان مستقبل آمن مستقر في كل ربوع وطننا العربي».
من جانب آخر، بعث ممثل الأمير سمو ولي العهد ببرقيتي شكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
وأكد سموه الدور المحوري البارز للمملكة، والمكانة الرفيعة التي تحظى بها على المستويين الإقليمي والدولي، آملاً أن تسهم النتائج الإيجابية للقمة من توصيات وقرارات في تعزيز آليات العمل العربي المشترك، ودعم التضامن العربي في ظل الأزمات والتحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة.
إلى ذلك، التقى ممثل سمو الأمير، على هامش القمة، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتم استعراض العلاقات الوطيدة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكد ولي العهد، خلال اللقاء، موقف دولة الكويت حيال الأزمة الأوكرانية والداعي إلى ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، تأكيداً لمبدأ سيادة الدول واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وفق حدودها المعترف بها دولياً.