عودة لاحتجاجات إيران بعد إعدام 3 شبان
طهران تهدد بقصف كردستان العراق وتتراجع عن تحذير «طالبان»
شهدت مناطق متفرقة بمدن أصفهان وطهران احتجاجات، ليل الجمعة ـ السبت، بعدما قامت السلطة القضائية الإيرانية بتنفيذ حكم إعدام بحق 3 شبان أدينوا بـ «الحرابة» بعد اتهامهم بقتل 3 من عناصر الأمن.
ورفع المحتجون شعارات وهتافات ضد النظام والمرشد الأعلى علي خامنئي، مؤكدين العودة للشوارع مجدداً بعد خفوت موجة الاحتجاجات التي انطلقت في سبتمبر الماضي.
وجاء تأجج الاحتجاجات بعدما تجاهل رئيس السلطة القضائية غلامحسين محسن دعوات أطلقها نشطاء بهدف إعادة المحاكمة التي شابها القصور للشبان الثلاثة الذين تحدثوا عن تعرضهم للتعذيب من أجل انتزاع الاعترافات منهم.
وسرّعت سلطات طهران وتيرة الإعدامات أخيراً خصوصاً بحق المعارضين السياسيين حيث أعدمت 202 منذ بداية العام، 62 منهم بتهمة «الحرابة ضد الله والدين والإفساد في الأرض».
وكشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني لـ «الجريدة» أن خامنئي عقد اجتماعاً موسعاً مع رؤساء السلطات الثلاث والأجهزة الأمنية منذ 3 أشهر بطلب من قائد الشرطة أحمد رضا رادان الذي اشتكى من فقدان عناصره للهيبة في ظل حالة احتقان شعبي ضد النظام.
ووفق المصدر، حذر رادان خلال الاجتماع من أن فقدان الهيبة يهدد بـ «انهيار النظام» في حال اندلاع أي موجة احتجاج كبيرة، داعياً إلى اتخاذ خطوات لإعادة «سطوة أفراد الأمن» بالمجتمع خصوصاً في ظل استعداد الحكومة لاتخاذ خطوات يحتمل أن تؤجج الشارع مثل رفع سعر المحروقات.
وأضاف المصدر أن رادان ووزير الأمن إسماعيل خطيب أكدا أن البلاد تواجه أيضاً «فلتاناً» بالنسبة للحجاب وتطبيق القوانين الإسلامية.
في غضون ذلك، هدد قائد القوات البرية بـ «الحرس الثوري» الإيراني، محمد باكبور، أمس، حكومة بغداد بإعادة استهداف مواقع الجماعات الكردية الإيرانية الانفصالية في إقليم كردستان العراق لو لم تلتزم بنزع سلاحها.
جاء ذلك، غداة عبور قادة القوات البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية في الشرق الأوسط، مضيق هرمز على متن سفينة حربية أميركية، في استعراض نادر للقوة المشتركة.
على جهة أخرى من الحدود الإيرانية، أبدى وزير الداخلية أحمد وحيدي تراجعاً في حدة الخطاب تجاه حركة «طالبان» الأفغانية، داعياً إلى حل الخلاف بشأن قضية مياه نهر هيرمند عبر التفاهم وذلك بعد أن ردت «طالبان» على تحذير أطلقه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس الماضي، بدعوة المسؤولين الإيرانيين إلى «تصحيح معلوماتهم واستخدام ألفاظ وتعابير مناسبة وعدم تكرار هذا الكلام».
في هذه الأثناء، شدد خامنئي، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ومسؤولي وزارة الخارجية وسفراء ورؤساء بعثات إيران، على أن «المصلحة قد تستلزم المرونة في بعض الحالات وأنها لا تتعارض مع المبادئ»، مشيراً إلى أنّ «تماشي بعض الدول الكبرى والمهمة مع إيران ببعض الخطوط العريضة للسياسة الدولية، ظاهرة لا سابق لها، ويجب اغتنام هذه الفرصة لتعزيز العلاقات مع هذه الدول».