اقتحم وزير «الأمن القومي» في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد متقدماً عشرات المستوطنين حيث أجروا جولة استفزازية في باحاته.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصادر مقدسية قولها إن العشرات من المستوطنين اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد وقبالة قبة الصخرة.
وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها على أبواب الأقصى وفرضت قيوداً على دخول الشبان للمسجد ودققت في هويات المصلين.
من جهته، وصف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان اقتحام المتطرف بن غفير للمرة الثانية منذ توليه منصبه في حكومة الاحتلال «بالاعتداء السافر»، مؤكداً أن الاقتحام «ستكون له تداعيات خطيرة».
وأضاف أن «دخول المتطرف بن غفير في ساعة مبكرة مثل اللصوص إلى ساحة المسجد الأقصى لن يغير من الواقع ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه».
ودعا المجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الأميركية إلى التحرك الفوري لوقف مثل هذه الاعتداءات السافرة التي تدفع المنقطة إلى حرب دينية لا تحمد عقباها ستطال الجميع.
وحملت حركة حماس، إسرائيل «مسؤولية الاقتحامات الهمجية لوزرائها ومستوطنيها» للمسجد الأقصى الذي يتعرض إلى «خطر محدق».
وقالت الحركة، في بيان، إن ما يجرى في المسجد الأقصى «إمعاناً في العدوان»، مضيفة أن «الشعب الفلسطيني لديه من الإصرار ما هو أكبر وأطول نفساً من الاحتلال ولن يترك الأقصى وحيداً».
وأصدرت فصائل فلسطينية بيانات متفرقة تدين دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى وتحذر من تداعيات استمرار المساس بالمقدسات.
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» اليوم عن الناطق باسم الوزارة السفير سنان المجالي قوله إن «قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته هي خطوة استفزازية مدانة، وتصعيد خطيرٌ ومرفوضٌ ويمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها».
وأكد أن «الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة تنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً».
كما دانت مصر، هذه التصرفات الاستفزازية التي تتنافى مع ما يجب أن يتحلى به المسؤولون الرسميون من حكمة ومسؤولية.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن «الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى والرامية لترسيخ سياسة التقسيم الزماني والمكاني له، لن تغير من الوضع القانوني والتاريخي القائم، والذي يعد فيه الأقصى وقفاً إسلامياً خالصاً».
ودعت الجانب الإسرائيلي إلى «التوقف بشكل فوري عن الممارسات التصعيدية التي تؤجج حالة الاحتقان القائمة بالفعل في الأراضي المحتلة».
وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين لاقتحام مسؤول إسرائيلي لباحة المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد.
وأكدت الوزارة، أن هذه الممارسات الممنهجة تُعد تعدياً صارخاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم، وتحمّل الوزارة قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات.