ينتظر السودانيون بكثير من الامل موعد سريان اتفاق وقف اطلاق النار قصير الامد، الذي وقعه وفدا الجيش السوداني و»قوات الدعم السريع»، في جدة، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وبرعاية سعودية - أميركية.
ومن المقرر أن يدخل الاتفاق الجديد الذي يخضع لآلية مراقبة مدعومة دولياً ويسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية ويستمر سبعة ايام، حيز التنفيذ مساء اليوم الاثنين.
وأكد بن فرحان، حرص قيادة المملكة على حقن الدماء السودانية ورأى في الاتفاق بصيص أمل للسودانيين، وخاصة سكان العاصمة الخرطوم، معرباً عن أمله في تمديد الاتفاق في وقت لاحق.
ووفقا لنص اتفاق جدة، ستتولى لجنة مؤلفة من ثلاثة ممثلين عن كل من طرفي الصراع وثلاثة أعضاء من السعودية ومثلهم من الولايات المتحدة مراقبة وقف إطلاق النار.
ويشمل الاتفاق خروج القوات العسكرية من المستشفيات والسماح بإصلاح المرافق الخدمية الأساسية. كذلك يلحظ الاتفاق تشغيل المستشفيات وتوزيع المساعدات الإغاثية على المحتاجين.
ويقول وسطاء إن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات لسحب القوات من المناطق الحضرية من أجل إبرام اتفاق سلام دائم تشارك فيه قوى مدنية.
ولم تنجح اتفاقيات متكررة لوقف إطلاق النار منذ بدء الصراع في 15 أبريل في وقف القتال، لكن اتفاق جدة يمثل المرة الأولى التي يوقع فيها الجانبان اتفاقية هدنة بعد مفاوضات.
ويقول محللون إنه لم يتضح ما إذا كان باستطاعة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أو قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، تنفيذ وقف إطلاق النار على الأرض.
وأكد الجيش السوداني اليوم انه سيلتزم بوقف النار لكنه شدد على أن الاتفاق يقتصر على الترتيبات الخاصة بهدنة لحماية المدنيين والمستشفيات ولا يتطرق إلى القضايا السياسية.
وكذلك أعلنت قوات الدعم السريع التزامها ووجه حميدتي الشكر لواشنطن والرياض.
بدورها، رحبت قوى الحرية والتغيير، وهي تحالف يضم مجموعة من الأحزاب السياسية المؤيدة للحكم الديموقراطي، بالاتفاق وقالت في بيان: «ندعو في قوى الحرية والتغيير للالتزام الكامل بإعلان مبادئ جدة وباتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية ونأمل أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أخرى إلى الأمام في طريق الوقف الكلي لهذه الحرب اللعينة».