أوغان يقرِّب إردوغان من حسم الرئاسة
المتشدد التركي وجّه ضربة قاضية لمرشح المعارضة كليشدار
وجّه سنان أوغان السياسي التركي القومي المتشدد، المرشح الرئاسي الذي حاز 5.2% من الأصوات في الجولة الأولى، ما قد يكون ضربة قاضية لمرشح المعارضة كمال كليشدار اوغلو، بإعلانه أمس دعمه للرئيس الحالي رجب طيب إردوغان، في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة الأحد المقبل، والتي يحتاج فيها إردوغان نصف نقطة فقط لحسم الاقتراع بعد حصوله على 40. 49% من الأصوات في الجولة الأولى.
ورغم تشديد كليشدار أوغلو موقفه من اللاجئين السوريين وتعهده بترحيل 10 ملايين لاجئ من البلاد ومنهم السوريون، وهي القضية الرئيسية لدى أوغان، برر هذا الأكاديمي المغمور المتحدر من أصول أذربيجانية والذي انشق عن «الحركة القومية» المتحالفة منذ سنوات مع حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي بزعامة إردوغان، انحيازه للأخير بأن البلاد تحتاج إلى توافق بين الرئيس والبرلمان الذي احتفظ فيه العدالة والتنمية بغالبية.
وشدد أوغان في خطاب متلفز على ضرورة ترحيل اللاجئين السوريين، معتبراً أن هذا الأمر مسألة أمن قومي.
وقبل ساعات من خطاب أوغان، جدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الالتزام بترحيل مزيد من اللاجئين «بكرامة»، لكنه قال إن الدعوة لترحيلهم جميعاً خاطئة، وإن البلاد تحتاج إلى يد عاملة في قطاعات مثل الزراعة والصناعة.
وكان أوغان عقد اجتماعاً مع إردوغان الأسبوع الماضي قال بعده الرئيس التركي إنه لن يخضع لأي شروط، لكن مصادر إعلامية تركية تحدثت عن تفاهم من أربعة بنود بين الرجلين، تنص على ثبات المواد الأربع الأولى من الدستور التي تضمن علمانية البلاد وهويتها القومية التركية، ومحاربة كل أنواع التنظيمات الإرهابية والإرهاب، والإرسال التدريجي لطالبي اللجوء ضمن خطة، إضافة إلى العمل على تصميم سياسة اقتصادية متوافقة مع الأسواق الدولية وأكثر مرونة في سياسات الفائدة.
ويبدو أن الخلاف بين أوغان وإردوغان على اللاجئين كان أشد وطأة من الخلاف بينه وبين كليشدار أوغلو حول تحالف مرشح المعارضة الضمني مع حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد الذي يطالب أوغان بإبعاده عن السياسة بدعوى ارتباطه بحزب العمال الكردستاني.
وفي حين شكك مراقبون أتراك في إمكانية تجيير أوغان أصواته بالكامل لإردوغان، قال حليفه السابق زعيم «حزب النصر» إنه لم يقرر موقفه حتى الآن، وسيدلي ببيان لحسم هذا الأمر صباح اليوم، في وقت أعلن زعيم حزب العدالة التركي، وجدت أوز، أن الحزب وافق على تأييد كليشدار أوغلو في جولة الإعادة.
ويحتاج مرشح المعارضة الذي حاز 88. 44% من الأصوات إلى معجزة ليتمكن من التغلب على إردوغان خصوصاً بعد أداء متردد للمعارضة عقب الجولة الأولى.