بعد إلغاء الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة مقررة الى بابوا غينيا الجديدة، بسبب ازمة رفع سقف الدَّين، حيث كان سيصبح أول رئيس أميركي يزورالجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ، وقّعت الولايات المتحدة اتفاقية دفاعية جديدة، أمس، بهدف تعزيز العلاقات، في خطوة ينظر إليها على أنها محاولة لمواجهة تزايد النفوذ الصيني في المحيط الهادئ.
والتقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة، جيمس ماراب، في العاصمة بورت مورسبي، لتعميق التواصل مع هذه «الدولة الجزيرة» في المحيط الهادئ، والتي تقع في موقع استراتيجي بالقرب من طرق التجارة إلى الحليفين أستراليا واليابان.
وقالت الولايات المتحدة، في بيان، إن اتفاقية التعاون الدفاعي «ستسهل التدريبات والالتزامات الثنائية والمتعددة الأطراف». وأضاف البيان أن الاتفاقية «تسمح أيضا للولايات المتحدة بأن تكون أكثر استجابة في حالات الطوارئ، مثل تلك التي تنطوي على المساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث».
وهذه هي أحدث خطوة في فترة المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين في منطقة المحيط الهادئ، بعد عقد من الزمن عززت فيه بكين وجودها الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
وفي أبريل 2022، وقّعت الصين اتفاقية أمنية مع جزر سليمان، وهي أول اتفاقية لها في المحيط الهادئ وانقلاب دبلوماسي بالنسبة إلى بكين.
وكان بايدن، قد توقّع أمس الأول، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة السبع الصناعية بمدينة هيروشيما اليابانية، تحسّن العلاقات مع بكين قريبا، لافتا إلى أن رفع العقوبات عن وزير الدفاع الصيني لي شانغفو «قيد التفاوض الآن».
وشدد بايدن على أن دول السبع متحدة في موقفها تجاه الصين، وأنها ستتخذ خطوات لتنويع سلاسل التوريد، ولا تعتمد على أي دولة بمفردها للحصول على المنتج الضروري.
وحذّر الرئيس الأميركي الصين من القيام بعمل عسكري ضد تايوان، رغم قوله إن واشنطن لا تتوقع أن تعلن تايوان استقلالها من جانب واحد.
وأمس، استدعى نائب وزير الخارجية الصيني، سون ويدونغ، سفير الياباني لدى بكين، هيديو تارومي، وقدّم احتجاجاً شديد اللهجة بشأن قيام قمة مجموعة السبع بـ «تشويه ومهاجمة الصين والتدخل بشكل سافر في شؤونها الداخلية»، في «انتهاك للمبادئ الأساسية وروح الوثائق السياسية الأربع الموقّعة بين الصين واليابان، وبما يقوّض سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية».
وحثّ الدبلوماسي الصيني مجموعة السبع على «مواكبة تيار العصر المتمثل في الانفتاح والشمولية، ووقف التحالفات وتشكيل التكتلات الحصرية، ووقف احتواء الدول الأخرى». وكان قادة دول «كواد» قد اجتمعوا في هيروشيما، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الاسترالي أنتوني ألبانيز إلغاء عقد القمة في مدينة سيدني الأسترالية. وقال رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، إن الحوار الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة واليابان واستراليا والهند «يسير مع أجندة بناءة قائمة على القيم الديموقراطية المشتركة».
في سياق منفصل، أخفقت مساعي تايوان للحصول على دعوة لحضور الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية، على الرغم من قولها إن الدعم يتزايد لمشاركتها. وقرر المسؤولون عن الاجتماع السنوي في جنيف، أمس، عدم توجيه دعوة إلى تايوان لحضور الحدث الذي بدأ أمس الأول، ويستمر حتى نهاية الشهر.